هوى سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار والعملات الأجنبية ليل أمس الجمعة، ليسجل أدنى سعر على الإطلاق 10.0141 ليرة مقابل الدولار و11.471 ليرة مقابل العملة الأوروبية الموحدة. وارتفع بالمقابل سعر الذهب في السوق المحلية إلى أعلى مستوى على الإطلاق، مسجلاً 523 ليرة للغرام من عيار 21 قيراطاً و598.59 ليرة للغرام من عيار 24 قيراطاً، لتقفز أونصة الذهب إلى 1864.7 دولاراً.
وكان من اللافت عدم التدخل الرسمي للسيطرة على سعر الصرف، فيما تعوّل تركيا على تجاوز الصادرات 220 مليار دولار هذا العام، فهل من ترابط بين المؤشرين؟
يرى أستاذ المالية في جامعة باشاك شهير بإسطنبول، فراس شعبو، أن التفسير الوحيد لتراجع سعر الصرف، هو زيادة المضاربات بواقع ما يقال عن "حملة انتخابات مبكرة". كذلك فإن "الشارع فقد حاجز المقاومة النفسي، بل كان التقبل لوصول الدولار إلى 10 ليرات، سمة عامة".
ويضيف شعبو لـ"العربي الجديد" أن المستغرب عدم التدخل المباشر من الحكومة التركية أو المصرف المركزي، كما وجدنا عام 2018، بل ثمة شائعات تذهب إلى أنّ هناك اتجاهاً لتخفيض سعر الفائدة عن 16%، ولو كلّف ذلك تغيرات في المصرف المركزي.
بين الصادرات والواردات
وحول ترك الحكومة سعر الليرة يتراجع للاستفادة من تدفق الصادرات، يشير شعبو إلى أن رخص تكاليف الإنتاج تساعد السلع التركية على المنافسة وتزيد التصدير، ولكن بالمقابل تكون الأثمان في السوق الداخلية باهظة، والتبعات على المستهلكين كبيرة "لذا لا أعتقد أن تركيا تسعى لتكريس النقد الرخيص لزيادة الصادرات".
ولكن، يستدرك أستاذ المالية، بأن ارتفاع أسعار النفط وآثارها على الميزان التجاري والاقتصاد التركي الذي يستورد أكثر من 95% من حاجاته الطاقوية واستحقاقات فوائد الديون الخارجية، ربما هذه أسباب مهمة لما نراه بالأسواق.
وتزيد مخاوف الأسواق التركية، بسبب ما يشاع عن عزل محافظ المصرف المركزي، شهاب قافجي أوغلو إن لم ينفذ المركزي خطة الحكومة بتخفيض سعر الفائدة، مستدلين بعزل عضوين من لجنة السياسات النقدية "معارضي الفائدة المنخفضة" منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لأن توجهات تركيا إلى تخفيض سعر الفائدة إلى أقل من 10% خلال العام المقبل.
ترقب افتتاح البورصة
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المعروف بعدائه لسعر الفائدة المرتفع، قد أقال في آذار/مارس الماضي، محافظ البنك المركزي، ناجي أغبال من منصبه، وعين البروفسور شهاب قافجي أوغلو خلفاً له، وذلك بعد تعيين أغبال في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 خلفاً للمحافظ الأسبق، مراد أويصال الذي جاء بعد إقالة سابقه مراد تشتين قايا، في يوليو/تموز 2019.
وفيما تحسن سعر الصرف اليوم السبت بنحو 0.2228%، إلا أن سعر مبيع الدولار لا يزال أعلى من عشر ليرات تركية، وسط ترقب من الشارع التركي والإحجام عن العمل من قبل شركات الصيرفة بانتظار افتتاح البورصة والمصارف صبيحة الاثنين.