الدولار القوي يضرب سوق الذهب بمواسم الأعياد في الهند

30 أكتوبر 2022
متجر ذهب في مدينة مومباي بالهند (Getty)
+ الخط -

الهنود مغرمون بشراء الذهب في مواسم الأعياد، لا سيما في مواسم أعياد ديوالي التي تبدأ في الأسبوع الأخير من أكتوبر/ تشرين الأول، ولكن في هذا الموسم، ضرب الدولار القوي وتراجع سعر صرف الروبية والتضخم مشترياتهم من المجوهرات والمعدن الثمين.

تعتبر الفترة بين أكتوبر/ تشرين الأول وديسمبر/ كانون الأول دائماً فترة مثيرة للاهتمام في الهند، لا سيما في ما يتعلق بأسعار الذهب والفضة والطلب المرتبط بهما.

وبحسب نشرة "أويل برايس"، فإنّ هنالك عدة أسباب تجعل الربع الأخير من العام مهماً لتجارة الذهب في الهند، ولكن يبدو أنّ شهر أكتوبر/ تشرين الأول الحالي شهد تراجعاً في الطلب على الذهب، كما أن أسعاره شهدت انخفاضاً مقارنة بالأعوام الماضية.

ومن بين أهم الأسباب التي ترفع الطلب على الذهب، موسم الأعياد السنوية التي يبلغ فيها الطلب على الذهب والفضة ذروته.

ووفق نشرة "أويل برايس" الأميركية، واصلت أسعار التجزئة للذهب في أسواق الهند، اليوم الأحد، التراجع في أكتوبر/ تشرين الأول، حيث وصل سعر غرام الذهب عيار 22 قيراطاً إلى 56.29 دولاراً أميركياً (أي نحو 4620 روبية) وهذه الأسعار متراجعة كثيراً عن مستوياتها في الأشهر السابقة. 

ويفضل الهنود شراء الذهب عيار 24 قيراطاً، وهو الأغلى. ومع ذلك، شهد هذا النوع من الذهب أيضاً انخفاضاً في السعر إلى 61.41 دولاراً (5040 روبية).

ويرى محللون أنّ ارتفاع معدل التضخم والدولار القوي قد يبقيان المستهلكين في الهند بعيداً عن شراء الذهب خلال الأشهر المقبلة. وتعد الهند ثاني أكبر دولة مستهلكة للذهب في العالم بعد الصين. كما أنها أكبر مستورد للفضة. وعادة ما يبدأ شراء الذهب والمجوهرات في الهند بكثافة قبل مهرجان ديوالي الذي يعني لدى الطائفة الهندوسية "عيد الأنوار".

ورغم أنّ انخفاض سعر التجزئة للذهب في متاجر المجوهرات بالمدن الهندية يمثل نبأ سارّاً للمستهلكين، إلا أنّ هنالك شكوكاً حول ما إذا كان المستهلكون سيشترون الكثير من الذهب هذا العام، وسط معدلات التضخم المرتفعة والضغوط المعيشية. ويرى تقرير "أويل برايس" أنّ قلة المشترين تعد أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض سعر الذهب هذا العام.

وتحسباً لارتفاع الطلب المحلي، وربما كحافز للمواطنين، خفضت الحكومة الهندية سعر الاستيراد الأساسي للذهب في وقت سابق من الشهر الجاري.

ورغم أنّ تغير السعر كان طفيفاً، إلا أنّه كان مهماً بالنسبة لمستهلكي المجوهرات، حيث انخفض سعر 10 غرامات من الذهب في المتوسط من 533 دولاراً إلى 531 دولاراً.

ويذكر أنّ أسعار السبائك العالمية تقارب حالياً 1700 دولار للأونصة، وذلك يمثل انخفاضاً بنحو 8% من حيث القيمة الدولارية خلال العام  الجاري 2022.

وكانت أسعار الذهب في الأسواق العالمية قد انتعشت لأيام قليلة من أدنى مستوياتها في شهرين مع توقف ارتفاع الدولار مؤقتاً. وارتفع سعر الذهب الفوري أيضاً بنسبة 0.4% إلى 1648.91 دولاراً للأوقية بعد انخفاضه بنحو 3% الأسبوع الماضي.

وارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.4% لكل 10 غرامات، في حين قفزت عقود الفضة الآجلة بنسبة 1% لكل كيلوغرام. وشهد كل من الذهب والفضة عمليات بيع مكثفة في النصف الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. جاء ذلك في أعقاب البيانات الاقتصادية الأميركية المتشائمة والمكاسب القوية في مؤشر الدولار وعائدات السندات الأميركية. 

وبحسب نشرة "أويل برايس"، خفضت البنوك الموردة للذهب شحنات الذهب إلى الهند لصالح التركيز على الصين وتركيا وأسواق أخرى، كما قال العديد من مسؤولي البنوك ومشغلي الخزائن.

المساهمون