الحوثيون يستهدفون السفينة النرويجية في البحر الأحمر.. إليك وجهتها وحمولتها

12 ديسمبر 2023
السفينة النرويجية تنضم إلى الناقلات المستهدفة (Getty)
+ الخط -

أطلق الحوثيون صاروخاً على السفينة النرويجية التي كانت تبحر في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، بالقرب من معبر بحري عالمي رئيسي وهو باب المندب، وأصدر العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، بيانا أعلن فيه إطلاق النار على السفينة النرويجية عندما "رفض طاقمها النداءات التحذيرية كافة". وقال سريع في بيانه إن "قوات الحوثيين لن تتوانى عن مهاجمة أي سفينة ترتبط بإسرائيل، حتى يحصل الفلسطينيون على الغذاء والدواء الذي يحتاجونه". 

فما التفاصيل المرتبطة بهذه السفينة؟ وإلى أين كانت تتجه؟ وكيف يؤثر ذلك في الممرات البحرية التجارية؟

أكدت شركتا الاستخبارات الخاصة "أمبري" و"درياد غلوبال" أن الهجوم على السفينة النرويجية وقع بالقرب من مضيق باب المندب الحيوي، والذي يفصل شرق أفريقيا عن شبه الجزيرة العربية. وأكد غير بيلسنيس، الرئيس التنفيذي لشركة "لودفيغ موينكلز ريديري"، مشغل السفينة النرويجية ستريندا، لـ "رويترز" وقوع الهجوم. 

وجهة السفينة النرويجية

وكانت السفينة النرويجية قادمة من ماليزيا في طريقها إلى قناة السويس، وقال مالك السفينة إن "ستريندا" كانت متجهة إلى إيطاليا، بينما قال الحوثيون إنها كانت متجهة إلى إسرائيل، وهذا ما أكدته وسائل الإعلام الإسرائيلية فيما بعد.

إذ كشفت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، أن السفينة النرويجية التي اعترضت مسارها في البحر الأحمر جماعة الحوثي اليمنية "كان من المقرر أن تصل ميناء أسدود (جنوب)، في يناير/ كانون الثاني المقبل".

وقالت هيئة البث الرسمية: "كان من المفترض أن تدخل السفينة النرويجية ستريندا، التي أصيبت بصاروخ أطلقه الحوثيون قبالة سواحل اليمن، ميناء أسدود في 4 يناير".

وكذا، كشف موقع "كالكاليست" الإسرائيلي، أنه كان من المفترض أن ترسو السفينة التي كانت في طريقها إلى ميناء أسدود، وعلى متنها شحنة من المواد الكيميائية، في يناير. وشرح مالك ناقلة الكيماويات "ستريندا" النرويجية، أنها تشق طريقها إلى مكان آمن وأن طاقمها المكون من 22 مواطنا هنديا، لم يصب بأذى. 

وكانت السفينة، وفق تقرير "بلومبيرغ" تنقل شحنة من المواد الأولية لإنتاج الوقود الحيوي. وتعتبر ستريندا ناقلة نفط وكيماويات تبحر تحت علم النرويج. ارتفعت العقود الآجلة للنفط في البداية على خلفية الأخبار، قبل أن تتخلى عن مكاسبها.

تأثيرات الاستهداف

ينفّذ الحوثيون سلسلة هجمات ضد سفن في البحر الأحمر، كما أطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ استهدفت إسرائيل.

وهدد الحوثيون في الأيام الماضية بمهاجمة أي سفينة يعتقدون أنها متوجهة إلى إسرائيل أو قادمة منها. واعتبرت "رويترز" أن هذه العمليات قد تؤدي لتعريض السفن والناقلات التي تحمل بضائع ونفط والقادمة عبر قناة السويس للخطر، كما يزيد من اتساع التأثير الدولي للحرب المستعرة الآن في قطاع غزة.

فيما وصفت "بلومبيرغ" الممر التجاري في البحر الأحمر، بأنه "الأكثر خطورة في العالم". ويتعامل هذا الممر البحري مع نحو 12% من التجارة العالمية، مما يجعله مهماً للمصالح الاقتصادية الأوروبية.

وأفادت "بلومبيرغ" الأسبوع الماضي، نقلاً عن أشخاص عدة مطلعين على المناقشات أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع حلفائها الخليجيين حول عمل عسكري محتمل ضد الجماعة اليمنية، رداً على هجماتهم المتزايدة على السفن.

وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون فاينر، إن إدارة بايدن "لم تستبعد إمكانية القيام بعمل عسكري ضد الحوثيين، لكن التركيز الآن ينصب على تشكيل تحالف بحري لتأمين البحر الأحمر".

ويتم نقل كميات كبيرة من الطاقة والسلع عبر البحر الأحمر إلى السفن التي تستخدم قناة السويس المصرية. ويجنّب ذلك آلاف الأميال، حيث يتعين على السفن بدلاً من ذلك الإبحار حول أفريقيا، وفقاً لـ "بلومبيرغ".

المساهمون