الحرب الروسية لم تضرب عقارات تركيا: ملاذ من الليرة الهابطة

09 مارس 2022
تزايد الطلب على العقارات (Getty)
+ الخط -

يرجّح مدير المبيعات في شركة عقارية بإسطنبول، أحمد الناعس استمرار الإقبال على قطاع العقارات خلال الأشهر المقبلة، لأن هذا القطاع وكذا الذهب، "يعتبران الملاذ الأكثر أماناً وسط تذبذب سعر الليرة التركية والمخاوف التي تركتها الحرب في روسيا على القطاعات الإنتاجية".
ويشير الناعس بحديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن رأس المال الخليجي سيزيد مبيعات العقارات بتركيا، بعد تحسن العلاقات مع الإمارات وملامح تحسنها مع السعودية، مؤكداً أن شرر الحرب في أوكرانيا لم يتطاير إلى قطاع العقارات، على عكس التوقعات، بل زادت المبيعات خلال الشهر الجاري، وذلك رغم أن الروس من أكثر شراة المنازل في تركيا، وخاصة في ولاية أنطاليا.
وكانت بيانات وزارة البيئة والتحضر والمديرية العامة للسجل العقاري، قد أكدت إجراء 199 ألفًا و111 صفقة بيع عقارات في شهر يناير/كانون الثاني من هذا العام، و217 ألفًا 673 صفقة في فبراير/شباط.
وبحسب البيانات الرسمية الصادرة اليوم، فقد حصّلت تركيا 3 مليارات و989 مليونا و848 ألفا و708 ليرات من رسوم صك الملكية، جراء ما مجموعه 416 ألفًا و784 صفقة بيع عقارات، علماً أن نسبة تحصيل مديرية الطابو، تبلغ 4% من سعر العقار.
وحول العملات المستخدمة بصفقات بيع العقارات، يقول مدير المبيعات الناعس: "بالغالب يتم تقييم العقارات بالدولار، حتى وإن تم تسليم ثمنها بالليرة التركية"، معللاً ذلك بعودة الليرة التركية للتراجع وقد فقدت نحو 50% من قيمتها العام الماضي، وهي مستمرة بالتراجع بنحو 6% خلال شهر مارس/آذار الجاري.

وارتفعت أسعار المنازل بحسب مدير شركة "يارا غروب" العقارية، حسن محمد بين 70 و100% خلال عامين، إذ يتراوح سعر المنزل بإسطنبول، بين 100 و250 ألف دولار، على حسب المنطقة والمساحة، مؤكداً لـ"العربي الجديد"  أن الأسعار المرتفعة "لا تتناسب مع دخل الأتراك ولا حتى مع الواقع الاقتصادي التركي".

ولكن برأيه، خروج الأموال من خزائن المصارف، بعد تخفيض سعر الفائدة 5% ووصولها اليوم إلى 14%، جعل من قطاع العقارات أهم وجهاتها، إضافة إلى السيارات والذهب. 
وقفز سعر غرام الذهب اليوم الخميس، إلى 958 ليرة لعيار 24 قيراطاً، فيما تستمر الليرة بتراجعها الطفيف، مسجلة 14.667 ليرة للدولار الواحد.
وكانت تركيا قد تصدرت الدول الأوروبية في بيع أكبر عدد من العقارات خلال 2021، بواقع نحو 1.5 مليون، بحسب بيانات هيئة الإحصاء التركية، ليتعدى المبيع ما كان رقماً قياسياً عام 2020 بمليون و499 ألفاً و316 مسكناً.
وبحسب الهيئة التركية الرسمية، احتل الإيرانيون المرتبة الأولى بين الجنسيات الأجنبية الأكثر شراء للعقارات والمنازل في تركيا خلال عام 2021، بشراء 10 آلاف و56 منزلاً، تلاهم العراقيون بشرائهم 8 آلاف و661 منزلاً، ومن ثم الروس بـ5 آلاف و379 منزلاً. ليرتفع عدد المنازل المُباعة للأجانب خلال العام الماضي بنسبة 43.5 بالمائة مقارنة مع مبيعات 2020.

المساهمون