حذر تقرير أوروبي من تفاقم الجفاف الحاد الذي يضرب أنحاء متفرقة من أوروبا وتوسع تأثيراته الاقتصادية، وذلك من جراء موجات الحر المتعاقبة والنقص المستمر في الأمطار، حيث وصلت 47 بالمئة من أراضي أوروبا إلى مستوى تحذير من الجفاف، بينما تتخذ 17 بالمئة من المناطق التي شملها المسح حالة تأهب قصوى.
يأتي ذلك في ظل أزمة اقتصادية تلف دول الاتحاد، إذ أجبرت أزمة تكاليف المعيشة والتضخم المستهلكين على خفض الإنفاق. وكشف مسح، اليوم الثلاثاء، أن نشاط الشركات في منطقة اليورو انكمش لثاني شهر على التوالي في أغسطس/ آب، في حين أضرت قيود الإمدادات بشركات الصناعات التحويلية.
وجدد التقرير الشهري، الصادر عن مرصد الجفاف العالمي التابع للاتحاد الأوروبي، التحذير من أن انخفاض منسوب الأنهار وانحسار الموارد المائية سيؤثران على توليد الكهرباء في منشآت إنتاج الطاقة ويقلصان المحاصيل الزراعية.
وتوقع التقرير ازدياد خطر الجفاف في أجزاء كبيرة من إيطاليا وإسبانيا والبرتغال وفرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وأيرلندا ولوكسمبورغ ورومانيا والمجر، وفي دول غير منضوية في الاتحاد الأوروبي هي بريطانيا وصربيا وأوكرانيا ومولدافيا، حيث إن 17 بالمئة من أراضي أوروبا مدرجة حاليا ضمن مستوى التحذير الأعلى، مقارنة بـ11 بالمئة في يوليو/تموز.
واعتبر الباحثون أن الأمطار الأخيرة التي نزلت في منتصف أغسطس ربما تكون قد خففت من أجواء الجفاف في أنحاء أوروبا، مشيرين إلى أن بعض العواصف الرعدية تسببت بأضرار وخسائر حدت من فوائد هطول الأمطار.
وأضاف التقرير أن الأجزاء المتوسطية في الاتحاد الأوروبي عليها أن تتهيأ لأجواء أكثر حرا وجفافا من المعتاد، وذلك وصولا إلى نوفمبر/ تشرين الثاني. وتطرق التقرير إلى معاناة أنحاء من إسبانيا والبرتغال وكرواتيا من أحوال الطقس الجافة أكثر من المعتاد، مرجحا تراجع حدة الجفاف في جبال الألب.
يشار إلى أن التقرير اعتبر أن الأحوال المناخية المرتبطة بموجات الحر التي تشهدها أوروبا كانت في مايو/أيار ويونيو/حزيران ويوليو/تموز الأشد منذ العام 1950.
كما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز المجمع لمديري المشتريات في الاتحاد الأوروبي، الذي يعد مقياسا جيدا لقوة الاقتصاد الكلية، إلى 49.2 في أغسطس من 49.9 في يوليو، وهو ما يزيد قليلا عن متوسط التوقعات في استطلاع أجرته رويترز بانخفاض أكبر يصل إلى 49.0.
وتشير القراءة أدنى من 50 إلى انكماش، وتقديرات أغسطس الأولية هي الأقل منذ فبراير/شباط 2021. وتوقع استطلاع أجرته رويترز في الشهر الماضي تسجيل نمو بنسبة 0.2 بالمئة هذا الربع.
وانخفض مؤشر مديري المشتريات الذي يغطي قطاع الخدمات البارز في المنطقة إلى 50.2 من 51.2، وهو ما يزيد بقليل على المستوى الفاصل بين النمو والانكماش وأدنى من توقعات رويترز عند 50.5.
وتراجع نشاط الصناعات التحويلية مجدداً في الشهر الماضي. وانخفض مؤشر مديري المشتريات للمصانع إلى 49.7 من 49.8، وهو أقل مستوى منذ يونيو 2020، في حين سجل المؤشر الذي يقيس الإنتاج ويغذي مؤشر مديري المشتريات المجمع 46.5 مقارنة مع 46.3 في يوليو.
(رويترز، قنا)