الجزائر: لهيب الصيف يقفز بأسعار المكيفات

26 يوليو 2023
إقبال كبير على شراء الأجهزة الكهربائية (فايز نور الدين/فرانس برس)
+ الخط -

انتقلت موجة الغلاء التي تشهدها الجزائر في الأشهر الأخيرة، إلى سوق مكيفات الهواء والمراوح، بعدما قفزت أسعارها خلال شهر يوليو/ تموز الجاري، بمعدلات تفوق الـ 40 بالمائة مقارنة بالأشهر الماضية.

وقال تجار في شارع "الحميز" المشهور بمحلات بيع الأجهزة الكهربائية في الضاحية الشرقية من العاصمة الجزائرية إن "الأجهزة الكهربائية تشهد إقبالاً من قبل المواطنين غير مسبوق، خلال هذه الفترة، ولا سيما أجهزه المكيفات والمروحيات رغم ارتفاع أسعارها".
وفي جولة لـ"العربي الجديد" في سوق شارع "الحميز"، تبين أن سعر مكيفات الهواء ذات قوة 9000 وحدة حرارية بريطانية (BTU)، ارتفعت بقرابة 10000 دينار (85 دولارا)، أما المكيفات ذات طاقة 12000 الأكثر طلبا، فقد قفزت أسعارها قرابة 35000 دينار (259 دولارا).

وعلى الجانب الآخر، تراوحت أسعار المراوح السقف بين 12000 دينار (90 دولارا) إلى 15000 دينار (115 دولارا) حسب الحجم، ‏بعد أن كانت تباع بنحو 10000 دينار سابقا.

حر غير مسبوق
تشهد الجزائر منذ بداية شهر يوليو/ تموز الجاري، موجات حر غير مسبوقة. وسجلت العاصمة والمدن الساحلية درجات حرارة لامست عتبة 50 درجة، و43 درجة في الظل، فيما تشير توقعات أرصاد الجوية تواصل موجات الحر إلى منتصف شهر آب/أغسطس.

ويشير أصحاب المحلات إلى أن الأسعار ارتفعت بنسبة كبيرة في المكيفات لعدة أسباب منها زيادة الطلب في الأيام الأخيرة بفعل تصاعد درجات الحرارة، بالإضافة إلى عوامل أخرى اقتصادية.

ويقول صاحب محلٍ لبيع أدوات كهربائية، عبد الله غوماري، لـ"العربي الجديد" إن "أسعار المراوح ومكيفات الهواء باتت مرتفعة للغاية، بسبب ارتفاع الطلب وتراجع العرض جراء توقف الاستيراد وعدم قدرة المصانع الموجودة في الجزائر تغطية الطلب".

من جانبه، يؤكد تاجر آخر بسوق "الحميز"، محمد شعبان، لـ"العربي الجديد" أن "ارتفاع أسعار المكيفات والمراوح يعود أساسا إلى انخفاض قيمة الدينار، فالمعلوم أن الشركات المنتجة للمراوح والمكيفات تستورد قطع الغيار من الصين بالدولار، كما أن تراجع العرض مقابل ارتفاع الطلب زاد من اختلال السوق، فعندما نتصل بالمصانع يطلبون منا الانتظار 10 أيام على الأقل لتسليم الطلبيات، وكأن الامر مقصود".

مطالب شعبية
ودفعت موجة الحرارة سكان عدة محافظات في الجنوب إلى مطالبة الحكومة بتخفيض تسعيرة الكهرباء وإعلان محافظات الجنوب مناطق منكوبة، وهو ما ترفضه السلطات، التي وعدت بتقليص ساعات العمل.

كما طالب نواب في البرلمان الجزائري في رسالة إلى رئيس الحكومة أيمن بن عبد الرحمن، بتطبيق ساعات العمل المعتمدة في الجنوب على كامل ولايات البلاد، كون أن موجات الحر مست كل التراب الجزائري.

ويرى الخبير الاقتصادي جمال نور الدين أن "سوق المكيفات تشهد انتعاشا في الجزائر، الا أن هذه السنة بلغ الطلب الذروة، مع التغير المناخي الذي تشهده الجزائر حيث أصبحت تعيش صيفا حارا في جميع المحافظات عكس الماضي".

وأضاف الخبير الجزائري في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "ارتفاع أسعار المكيفات يعود في الأصل إلى عاملين مهمين، الأول مرتبط بالعملة المحلية الدينار التي تراجعت قيمتها بحوالي 36 بالمائة مقابل الدولار العملة المستعملة لاستيراد المكيفات وقطع غيارها". وتابع: "أما العامل الثاني فيتعلق بالضريبة التي فرضتها الحكومة على الآلات الكهربائية عالية الاستهلاك للطاقة المُصنعة محليا والمستوردة والمقدرة بحوالي 13 بالمائة في أقصى الأحوال".

المساهمون