أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي، حميد الغزي، أن بلاده ستوقع، يوم الثلاثاء، اتفاقية للربط الكهربائي مع السعودية، وذلك بعد ساعات قليلة من تصريحات لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حمل فيها الحكومات السابقة مسؤولية أزمة الكهرباء الحالية بالاعتماد على مورد طاقة واحد، فيما يتعلق بملف الكهرباء واستيراد الغاز من إيران.
وقال الغزي يوم الإثنين في كلمة خلال افتتاح ملتقى الأعمال العراقي ـ السعودي المنعقد في العاصمة السعودية الرياض إن البلدين يعملان على ملفات عدة، منها الربط الكهربائي وتطوير المدن الصناعية، لافتاً إلى أنه سيتم اليوم توقيع اتفاقية الربط الكهربائي بين العراق والسعودية لاستبدال الطاقة.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع إلى 15%، "وهذا تطور وتقدم ونطمح للوصول إلى رقم يليق بإمكانيات البلدين".
وكان التبادل التجاري بين العراق والسعودية قد بلغ نحو 900 مليون دولار في عام 2020، غالبيتها صادرات سعودية للعراق، مقابل 11 مليون دولار صادرات عراقية للسعودية، وفق بيانات عراقية.
وعلى هامش ملتقى الأعمال العراقي ـ السعودي، نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن وزير التجارة السعودي ماجد القصبي، قوله إن "كل مقومات النمو والازدهار موجودة، والإرادة السياسية موجودة والإمكانيات موجودة".
واقترح أن يكون الملتقى سنوياً، وأن يعقد العام القادم في العراق. وشدد على "أهمية أن تترجم التوصيات والقرارات إلى أفعال".
وتعليقا على ذلك، قال عضو البرلمان العراقي، علي شداد الفارس لـ"العربي الجديد"، إنه "وفق المعلومات فإن الربط الكهربائي لاستبدال الطاقة بين العراق والسعودية، سيكون بأكثر من خط، فالخط الأول سيكون تجاه البصرة (جنوب) ويزودها بنحو 500 ميغاواط، والخط الثاني تجاه محافظة السماوة (جنوب) وسيتم تزويدها بنحو 300 ميغاواط، وربما هناك خطوط أخرى سوف تضاف في القريب العاجل".
وأضاف الفارس أن "الحكومة العراقية مطالبة بكشف تفاصيل عقد الربط الكهربائي للطاقة بين العراق والسعودية، فحتى اللحظة لا نعرف تفاصيل هذا العقد، وكم سيكلف العراق، وكم سيدفع من أجل هذا الربط، وكم مدة إنجاز الربط، ولهذا نحن في البرلمان سوف نقوم باستضافة المسؤولين عن هذا الملف لكشف كل هذه التفاصيل مع عودة عمل مجلس النواب في قادم الأيام".
وتابع "الحكومة العراقية، مطالبة أيضا بالكشف عن الاتفاقيات التي جرى توقيعها سابقاً بشأن ربط الطاقة مع دول خليجية وكذلك تركيا وحتى الأردن، فهذه الاتفاقيات ما زالت إعلامية فقط، ولم يلمس المواطن أي شيء منها على أرض الواقع مع التردي الكبير في تجهيز الطاقة بكافة المدن العراقية، ولهذا نخشى أن يكون الربط مع السعودية إعلامياً فقط، لذا ستكون لنا متابعة دقيقة لهذا الملف المهم والحساس".
بدوره قال الخبير بشؤون الطاقة محمد السعدي في اتصال هاتفي، إن "نجاح العراق في تحقيق اختراق بملف احتكار الإيرانيين لملف الطاقة، يعتبر إنجازاً لحكومة الكاظمي، سواء بفتح نافذة أخرى مع السعودية أو أي دولة أخرى".
ويمر العراق بأزمة كهرباء خانقة منذ أيام بفعل وقف طهران تصدير الغاز المخصص لشغيل محطات الكهرباء، وكذلك توقف تصدير الكهرباء عبر خطوط البصرة وديالى (شرق) من دون سابق إنذار، وسط تضارب في سبب ذلك بين تراكم الديون على العراق وأخرى تحدثت عن وجود نقص في مستوى الاكتفاء الداخلي بإيران من الطاقة، وهو ما دفعها إلى وقف تزويد العراق بالطاقة.