تتجه البنوك الصغيرة والمتوسطة في الولايات المتحدة لرفع معدلات العوائد التي تدفعها للمودعين بعد أزمة بنك سيليكون فالي.
وفي أعقاب أزمة بنك سيليكون فالي، هرب المودعون من البنوك الصغيرة إلى المصارف الكبرى بحثاً عن الأمان.
وخسرت البنوك الأميركية الصغيرة والمتوسطة مئات المليارات من الدولارات، في الأسابيع الأخيرة التي تلت إفلاس بنك سيليكون فالي، لنظرائها من البنوك الكبرى ولصناديق الاستثمار بأسواق المال التي تقدم عوائد أعلى.
وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم الأحد، فإن مخاوف هروب المودعين دفعت البنوك المتوسطة والصغيرة إلى رفع نسبة العوائد التي تدفعها للمودعين.
في هذا الصدد، قال العضو المنتدب وقائد صناعة الخدمات المالية العالمية في "بروتيفيتي": "ربما يكون الربع الأول من العام الجاري الأكثر أهمية وحساسية للبنوك على الإطلاق".
وأضاف لـ"وول ستريت جورنال": "تقوم بعض البنوك بالفعل برفع أسعار الفائدة التي تدفعها للمدخرين، حيث ارتفع متوسط العائد على حسابات التوفير عبر الإنترنت إلى حوالي 3.75% في مارس/آذار الماضي، وفقًا لمؤشرات شركة Deposits Online LLC، مقارنة بمستوياتها البالغة 0.5% قبل عام".
وتؤمن شهادات الإيداع عبر الإنترنت لمدة عام في المتوسط عائدًا سنويًا بنسبة 4.75% تقريباً في الولايات المتحدة، وذلك ارتفاعاً من أقل من واحد في المئة في العام 2022.
وقال مؤسس ومحررموقع "ديبوزت آكاونت.كوم"، كين تومين، إن "بعض البنوك تحاول على ما يبدو استباق أي موقف محتمل خاص بهروب الودائع منها والتأكد من أن لديها السيولة الكافية إذا ظهرت صعوبة".
ولم تقف المخاوف عند البنوك الصغيرة، بل إن أكبر البنوك في أميركا باتت تدفع المزيد لمنع العملاء من نقل أعمالهم إلى أماكن أخرى. وفي هذا الإطار، دفعت مجموعة "سيتي غروب" عوائد بنسبة 2.72% على الودائع بفائدة في الربع الأول ارتفاعًا من 2.1%.
وهذه الزيادات لم تؤثر على صافي دخل البنوك بسبب ما تحصل عليه من عوائد على القروض. فقد ارتفع صافي دخل الفوائد بمصرف "جي بي مورغان" في الربع الأول بنسبة 49% إلى مستوى قياسي بلغ 20.71 مليار دولار.
ومن غير المرجح أن تتصرف البنوك الصغيرة التي فقدت عملاء جراء الاضطرابات، خاصة إذا اضطرت إلى استبدال الودائع منخفضة التكلفة بقروض أكثر تكلفة من بنك الاحتياط الفيدرالي أو تسهيلات طارئة أنشأها لمساعدة البنوك على تلبية عمليات السحب.
ورفع مجلس الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة بأسرع وتيرة منذ الثمانينيات للحد من التضخم، ما دفع بعض العملاء الذين لديهم أرصدة حسابات كبيرة للتخلي عن البنوك الصغيرة بحثًا عن عوائد أفضل.
وقال المحلل في مصرف "آر بي سي كابيتال ماركتس"، جيرارد كاسيدي: "كان مجلس الاحتياط الفيدرالي يتوقع أن تهرب الودائع من النظام المصرفي".
وانخفض إجمالي الودائع في البنوك في الولايات المتحدة إلى 17.4 تريليون دولار في مارس/آذار الماضي، بحسب بيانات مجلس الاحتياط الفيدرالي، وذلك بانخفاض قدره 312 مليار دولار قياسا بأول الشهر نفسه. وكانت لدى البنوك ودائع تزيد عن 18 تريليون دولار قبل عام.
وحسب تقرير "وول ستريت جورنال"، فقد تلقت البنوك الصغيرة أكبر الضربات على الودائع منذ بدء الاضطرابات. إذ كسبت أكبر 25 مصرفاً أميركياً ودائع بقيمة 18 مليار دولار في الشهر الماضي، بينما خسرت البنوك التي تقل عن هذا الحجم 212 مليار دولار. وهناك دلائل على أن البنوك متوسطة الحجم بدأت تشعر بالضغط وتعمل على زيادة العوائد.