الاتحاد الأوروبي حذّر ألمانيا من الاستثمار الصيني في مرفأ هامبورغ

22 أكتوبر 2022
ميناء هامبورغ هو أول ميناء تجاري في ألمانيا والثالث في أوروبا (Getty)
+ الخط -

حذّرت المفوضية الأوروبية الحكومة الألمانية في الربيع من مشروع استثمار صيني في محطة في ميناء هامبورغ، حسبما قال السبت لوكالة "فرانس برس" مصدر مطّلع على الملف، مؤكداً معلومة نشرتها صحيفة "هاندلسبلات".

وواجه المستشار الألماني أولاف شولتز وابلاً من الانتقادات، الخميس، عقب تقرير إعلامي اتهمه بالتخطيط للدفع قدماً بمشروع استثمار صيني لشركة "كوسكو" للشحن في مرفأ هامبورغ، رغم تحفظات من حكومته.

وكشفت صحيفة "هاندلسبلات" الاقتصادية الألمانية، الجمعة، أن المفوضية الأوروبية أصدرت رأياً سلبياً في الربيع، باعتبار أن استثماراً كهذا قد يتسبب بتسريب معلومات حساسة عن نشاط الموانئ إلى الصين.

ويبقى رأي المفوضية الأوروبية استشارياً فقط، إذ إن القرار النهائي في يد الحكومة الاتحادية الألمانية.

وميناء هامبورغ هو أول ميناء تجاري في ألمانيا، والثالث في أوروبا، بعد روتردام (هولندا) وأنتويرب (بلجيكا). وشركة "كوسكو" الصينية للشحن هي أول مالك لسفن صينية.

وذكرت هيئتا البث الألمانيتان "إن دي آر" و"دبليو دي آر"، الخميس، أن المستشارية تخطط للموافقة على الاتفاق، رغم معارضة ست وزارات في حكومة شولتز الائتلافية مع الخضر والحزب الديمقراطي الحر الليبرالي، هي: الاقتصاد والداخلية والدفاع والمال والنقل والخارجية.

ومن المقرر أن تحصل الشركة الصينية العملاقة للشحن "كوسكو"، على حصة بنسبة 35% في محطة حاويات في هامبورغ، في إطار اتفاق جرى التوصل إليه العام الماضي، لكن الحكومة الفيدرالية لم توافق عليه بعد.

وبحسب تقرير "إن دي آر" و"دبليو دي آر" ستجري الموافقة على الاتفاق بشكل تلقائي إذا لم تتدخل الحكومة قبل نهاية أكتوبر/تشرين الأول.

ودافع شولتز عن نفسه في بروكسل، الجمعة، قائلاً لصحافيين: "لم يُتخذ أي قرار بهذا الشأن. يجب توضيح قضايا كثيرة قبل ذلك". وأكد أن الأمر لا يتعلق ببيع الميناء إنما المساهمة برأس المال و"تلك هي الحال بالنسبة إلى موانئ أوروبية وغربية أخرى".

وكانت "أنتويرب" و"روتردام" قد أبرمتا مثل هذه الاتفاقات في الماضي، ما يجعل هامبورغ تخشى من تراجع جاذبية مينائها على مستوى المنافسة.

لكن سير الأمور تغير بالنسبة لبروكسل، إذ أصبح الاتحاد الأوروبي يولي أهمية أكبر لحماية منشآته الحيوية منذ غزو روسيا أوكرانيا. وتعرضت ألمانيا لانتقادات لتجاهلها التحذيرات بشأن اعتمادها على الغاز الروسي.

ويرجّح أن تحجم الاستخبارات الألمانية وأجهزة مكافحة التجسس أيضاً عن قبول بيع منشأة تعدّ ضرورية، وفق "إن دي آر" و"دبليو دي آر".

والصين شريك تجاري رئيسي لألمانيا، خصوصاً في قطاع السيارات، غير أن العلاقات تراجعت في السنوات الماضية من جراء سياسة الصين "صفر كوفيد"، وتصاعد التوتر بشأن تايوان، والمخاوف إزاء مسائل حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ ذات الغالبية المسلمة.

ودعا العديد من الأصوات في ألمانيا، من ضمنها وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك إلى مزيد من الحذر في التجارة مع الصين، منبهة إلى أن على أكبر اقتصاد في أوروبا أن يتعلم من انهيار العلاقات مع روسيا.

غير أن شولتز لم ينضم حتى الآن إلى تلك الأصوات، بل أكد خلال قمة لقطاع الأعمال الأسبوع الماضي، أن على ألمانيا أن تواصل العلاقات التجارية مع الصين.

(فرانس برس)

المساهمون