الأسواق تترقب صدور محضر اجتماع المركزي الأميركي بشأن الفائدة

21 فبراير 2023
توقعات بارتفاع أسعار النفط لنقص المعروض وانتعاش الطلب (Getty)
+ الخط -

يترقّب المستثمرون في الأسواق العالمية محضر أحدث اجتماعات مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بشأن أسعار الفائدة، والمقرر صدوره غداً الأربعاء، إذ أدت البيانات المتعلقة بالتضخم الأساسي إلى زيادة مخاطر بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

وتتوقع أسواق المال أن يرفع البنك أسعار الفائدة القياسية فوق 5% بحلول مايو/ أيار، وإلى ذروة 5.3% في يوليو/ تموز.

ويترقب المستثمرون كذلك بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة، وهو مقياس التضخم المفضل لمجلس الاحتياط الفيدرالي، وأرقام الناتج المحلي الإجمالي المقرر صدورها هذا الأسبوع.

انخفاض طفيف لخام برنت

ففي أسواق الطاقة، افتتح خام برنت القياسي تعاملات، اليوم الثلاثاء، على انخفاض طفيف في ظل ارتفاع الدولار، بعدما أدى التفاؤل إزاء الطلب وسط شح الإمدادات إلى ارتفاع الأسعار، أمس الاثنين.

وانخفض خام برنت 59 سنتاً أو 0.5% إلى 83.57 دولاراً للبرميل اليوم الثلاثاء. أما خام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر مارس/ آذار، والذي ينتهي اليوم، فارتفع 78 سنتاً أو 1.02% إلى 77.12 دولاراً في الساعة 01:46 بتوقيت غرينتش.

وصعد عقد غرب تكساس الوسيط لشهر إبريل/ نيسان، وهو الأكثر نشاطاً حالياً، 52 سنتاً، أو 0.68% عند 77.07 دولاراً.

وقالت المحللة في "سي إم سي ماركتس" تينا تينج، إنّ "الدولار ارتفع، مما أدى إلى الضغط على أسعار النفط في الجلسة الآسيوية اليوم، وتسبب في تراجع أسواق النفط عن انتعاش الأمس".

ومع احتمال أن تصل واردات الصين من النفط إلى مستوى قياسي في 2023 وزيادة الطلب من الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، وسط شح الإمدادات، فإنّ الأنظار تتجه الآن إلى السياسة النقدية في أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستهلك للنفط.

ويقول محللون إنّ أسعار النفط قد ترتفع في الأسابيع المقبلة، بسبب نقص المعروض وانتعاش الطلب، على الرغم من العوائق على المدى القريب، مثل رفع أسعار الفائدة الأميركية.

وقال المحلل في "أواندا" إدوارد مويا، إنّ الطلب الصيني على الخام الروسي عاد إلى مستويات بداية الحرب في أوكرانيا، مضيفاً أنّ "الغرب سيحاول الضغط على الصين والهند للبحث عن مصادر بديلة، الأمر الذي من شأنه أن يبقي سوق النفط في حالة شح".

وتخطط روسيا لخفض إنتاج النفط 500 ألف برميل يومياً، أي ما يعادل خمسة بالمائة تقريباً من إنتاجها، في مارس/ آذار بعدما فرض الغرب سقوفاً لأسعار النفط والمنتجات النفطية الروسية. 

ارتفاع طفيف للذهب

وفي أسواق المعادن، ارتفع الذهب قليلاً اليوم الثلاثاء، إذ كان حبيس نطاق ضيق مع امتناع المستثمرين عن تكوين مراكز كبيرة قبيل صدور البيانات الاقتصادية الأميركية.

وصعد الذهب 0.1% إلى 1842.37 دولاراً للأوقية (الأونصة) عند الساعة من 02.45 بتوقيت غرينتش، فيما يجري تداوله في نطاق أربعة دولارات. وارتفعت العقود الآجلة للذهب الأميركي 0.1% أيضاً إلى 1852.10 دولاراً.

وسجلت أسعار الذهب أعلى مستوياتها منذ إبريل/ نيسان 2022 هذا الشهر، لكنها خسرت منذ ذلك الحين نحو 120 دولاراً بعدما أظهرت سلسلة من البيانات الاقتصادية علامات على مرونة الاقتصاد الأميركي وشح سوق العمل، مما أثار مخاوف من أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لفترة أطول.

وارتفع مؤشر الدولار 0.1%، مما جعل السبائك المسعرة بالعملة الأميركية أكثر كلفة بالنسبة للمشترين الذين يحملون عملات أخرى.

وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة 0.1% إلى 21.76 دولاراً للأوقية، كما ارتفع البلاتين 0.2% إلى 928.26 دولاراً، وزاد البلاديوم 0.2% إلى 1507.90 دولارات.

الدولار يحلّق عالياً

وفي أسواق العملات، حوّم الدولار عند أعلى مستوى في ستة أسابيع قبيل إعلان البيانات الاقتصادية الأميركية التي قد تساعد في تحديد اتجاه أسعار الفائدة مستقبلاً، بينما انخفض اليورو قبيل إعلان بيانات شهرية بشأن نشاط شركات.

ورفعت بيانات قوية لسوق العمل الأميركية واستمرار التضخم في مستويات مرتفعة توقعات بمواصلة رفع الفائدة الأميركية، ودعمت ارتفاع الدولار هذا الشهر.

وبعد يوم هادئ، أمس الاثنين، لعطلة يوم الرئيس في الولايات المتحدة، جرى تداول الدولار مقابل 134.65 يناً، بارتفاع 0.3%. وارتفع 0.2% مقابل اليورو عند 1.0665 دولار.

ويتجه مؤشر الدولار صوب تسجيل زيادة لرابع أسبوع على التوالي، وصعد 1.7% منذ بداية فبراير/ شباط، لكنه استقر عند نحو 104، متراجعاً عن أعلى مستوى في ستة أسابيع سجله يوم الجمعة عند 104.67.

وانخفض الدولار الأسترالي 0.5% إلى 0.6878 دولار، متخلياً عن بعض المكاسب التي حققها في اليوم السابق، وانخفض الجنيه الإسترليني 0.3% مقابل الدولار إلى 1.20065 دولار، لكنه حقق أداء أفضل أمام اليورو، وجرى تداوله مقابل 88.81 بنس. 

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون