انخفضت أسعار الذهب وعاود الدولار الارتفاع واستمر النفط في الصعود اليوم الثلاثاء، وسط تقييم المستثمرين للمسار المتوقع للسياسة النقدية بالولايات المتحدة، بعد بيانات تراجع نشاط الصناعات التحويلية هناك ووسط مخاطر تضخمية أثارتها تخفيضات الإنتاج من مجموعة أوبك+.
وتتوقع الأسواق بنسبة 58.7% وفقا لوكالة "رويترز" أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية في مايو/أيار، لكن احتمال خفض الفائدة في وقت لاحق من العام ارتفع أيضاً.
ويُظهر تسعير العقود الآجلة، أن الأسواق تتوقع أيضا أن يبدأ مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول على أقرب تقدير وحتى نهاية العام، إذ من المتوقع أن تتجاوز معدلات الفائدة 4.3% بقليل بحلول ديسمبر/كانون الأول.
تراجع الذهب
ففي أسواق المعادن، تراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 1978.10 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 05.49 بتوقيت غرينتش، بينما هبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2% إلى 1997.30 دولارا.
وارتفع مؤشر الدولار 0.2 %، وهو ما يجعل المعدن النفيس أعلى سعرا بالنسبة للمشترين حائزي العملات الأخرى.
ويعتبر الذهب أداة للتحوط من التضخم، لكن ارتفاع أسعار الفائدة يرفع أيضا تكلفة الفرصة البديلة لحيازته، إذ لا يدر عائدا.
وقال إدوارد مئير، محلل المعادن لدى "ماريكس" في مذكرة: "خلال المدى القصير (الربع الثاني)، نتوقع أن يستمد الذهب مزيدا من الدعم من سيناريو ربما يصل فيه التضخم وأسعار الفائدة إلى ذروتها".
وأضاف: "لو صحت توقعاتنا، فمن المنتظر أن يؤدي ذلك لتراجع الدولار ويفسح المجال أمام حركة صعودية أكبر (للذهب)".
وخسرت الفضة في المعاملات الفورية 0.9% مسجلة 23.79 دولاراً للأوقية بينما تراجع البلاتين 0.3% إلى 982.62 دولاراً وهبط البلاديوم 0.4% إلى 1453.64 دولاراً.
انتعاش الدولار
وفي أسواق العملات، استعاد الدولار الأميركي بعض مكاسبه خلال جلسة التداول الآسيوية بعد تعثر أمس الإثنين، والذي كان مدفوعا بالبيانات التي تشير إلى مزيد من التباطؤ في الاقتصاد الأميركي.
وسجل الجنيه الإسترليني والدولار النيوزيلندي أعلى مستوياتهما في عدة أسابيع في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الثلاثاء، لكنهما تراجعا في وقت لاحق.
وانخفض الجنيه الإسترليني في أحدث تداول 0.05% عند 1.2410 دولار بعدما لامس أعلى مستوياته منذ أواخر يناير /كانون الثاني في وقت سابق من الجلسة عند 1.2425 دولار.
وارتفع الدولار النيوزيلندي 0.2% إلى 0.6310 دولار، وهو أعلى مستوياته منذ منتصف فبراير/ شباط وكان آخر ما استقر عنده هو 0.6301 دولار.
وصعد مؤشر الدولار مقابل سلة من العملات 0.17 % إلى 102.20، بعد انخفاضه أمس الإثنين بأكثر من 0.5%.
وتراجع اليورو 0.11 % إلى 1.0891 دولار، بعدما كسب 0.56 % أمس الإثنين. وارتفع الدولار مقابل الين الياباني 0.29% إلى 132.84.
وانخفض الدولار الأسترالي 0.4% إلى 0.6766 دولار، اليوم الثلاثاء بعدما أبقى البنك المركزي على أسعار الفائدة كما هي.
ارتفاع النفط
وفي أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية، اليوم الثلاثاء، بعدما هز قرار أوبك+ خفض المزيد من الإنتاج الأسواق أمس، بينما تحول اهتمام المستثمرين إلى آفاق الطلب وتأثير ارتفاع الأسعار على الاقتصاد العالمي.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 41 سنتا أو 0.5% إلى 85.34 دولارا للبرميل، بحلول الساعة 04.00 بتوقيت غرينتش.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 41 سنتا أيضا أو 0.5% إلى 80.83 دولارا للبرميل.
وقفز كلا الخامين القياسيين بأكثر من 6%، أمس الإثنين، بعدما هزت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، بمن فيهم روسيا، في ما يعرف باسم تحالف أوبك+، الأسواق بالإعلان يوم الأحد، عن خطط لخفض أهداف الإنتاج 1.16 مليون برميل أخرى يوميا.
وترفع التعهدات الأخيرة الحجم الإجمالي لتخفيضات أوبك+ إلى 3.66 ملايين برميل يوميا تشمل مليوني برميل في أكتوبر تشرين الأول، وفقا لحسابات رويترز، وهو ما يعادل نحو 3.7 % من الطلب العالمي.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا رئيس (إن.إس تريدينج) التابعة لـ"نيسان سيكيوريتيز"، إن "موجة الشراء التي أطلق شرارتها قرار أوبك+ خفض الإنتاج تحسبا لارتفاع كبير في الأسعار، هدأت وتحول اهتمام السوق إلى توقعات الطلب في المستقبل".
وأضاف أنه "من المتوقع على المدى القصير أن يرتفع الطلب بسبب موسم القيادة الصيفي، لكن أسعار النفط المرتفعة قد تزيد من الضغوط التضخمية وتطيل أمد زيادات أسعار الفائدة في كثير من البلدان، مما قد يضعف الطلب".
ودفعت قيود إنتاج أوبك+ معظم المحللين إلى رفع توقعاتهم لأسعار خام برنت إلى نحو 100 دولار للبرميل بحلول نهاية العام. ورفع بنك غولدمان ساكس توقعاته لبرنت إلى 95 دولارا للبرميل بحلول نهاية هذا العام، وإلى 100 دولار لعام 2024.
(رويترز، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
