أنهت الأسهم الأميركية الأسبوع بتحركات متباينة بعد صدور القراءة الأخيرة لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، إلا أنها نجحت في تسجيل ارتفاعها الأسبوعي الثامن على التوالي، ليسجل مؤشر إس أند بي 500 أطول سلسلة ارتفاعات أسبوعية له منذ عام 2017.
وفي تعاملات يوم الجمعة الهادئة عشية عطلة نهاية أسبوع مطولة للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، ارتفع المؤشر الأشمل لقطاعات الاقتصاد الأميركي بنسبة 0.17%، وأضاف مؤشر ناسداك، الذي تسيطر عليه أسهم شركات التكنولوجيا، نسبة 0.19%، بينما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.05%.
ورغم تراجعات الجمعة، أنهى مؤشر داو جونز الأسبوع على ارتفاع، مسجلاً أطول سلسلة ارتفاعات أسبوعية منذ عام 2019.، بينما كانت ارتفاعات مؤشر ناسداك هي الأطول منذ يونيو/حزيران 2023.
وأظهرت بيانات حديثة، نشرت في واشنطن الجمعة، انخفاض مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي أكثر مما توقعه الاقتصاديون في نوفمبر/تشرين الثاني، ما ساعد على استمرار المعنويات المرتفعة، حيث يزيد تراجع التضخم في أميركا احتمالات تحقق توقعات خفض الفائدة في وقت مبكر من العام القادم.
وأظهرت بيانات وزارة التجارة الأميركية تباطؤ مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي السنوي، الذي يستثني مكونات الغذاء والطاقة شديدة التقلب، إلى 3.2% في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو ما كان أقل من التوقعات البالغة 3.3%.
وكتب سام ميليت، مدير أدوات الاستثمار بالدخل الثابت لمستشار الاستثمار "شبكة الكومنولث المالية"، يوم الجمعة: "هذه النتائج التي جاءت أفضل من المتوقع أدت إلى تراجع وتيرة التضخم الأساسي لنفقات الاستهلاك الشخصي على أساس سنوي إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عامين".
ومع الأخذ في الاعتبار أن هذا هو مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياط الفيدرالي، يكون التحسن المستمر في نوفمبر إشارة جيدة لمحافظي البنوك المركزية، الذين يراقبون المعركة المستمرة ضد التضخم، من أجل اتخاذ قرار نهائي بشأن إنهاء السياسات المتشددة، التي جرى اتباعها اعتباراً من الربع الأول من العام الماضي.
وسيكون الأسبوع المقبل هو آخر أسابيع التداول لعام 2023، وينتظر المستثمرون استمرار ما يعرف بـ"اندفاعة نهاية العام"، وهي التي بدأت إرهاصاتها مع بداية شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، ولم يتبق منها إلا تحقيق الارتفاع خلال الأيام الخمسة الأخيرة من التداول لعام 2023 وأول يومين من التداول لعام 2024.