من الطبيعي أن نجد في كل منطقة، وخاصة الشعبية منها، عددًا من المحلات الخاصة بـ"سن" الأسلحة البيضاء، بالإضافة لـ"السنّان"، الذي يحمل عدته على ظهره متجولًا بين البلاد، ولكن من النادر أن تجد "سنّاناً" متخصصا بأدوات الحلاقة فقط.
يقول حسين صبري، لـ"العربي الجديد": توارثت مهنة "السنّان" من والدي، وأعمل بها منذ 45 عامًا، ولكن تخصصت في سن أدوات الحلاقة، منها الموس البلدي ذو النصل الواحد، وماكينات حلاقة الشعر، سواء اليدوية أو التي تعمل بالكهرباء، بالإضافة لمختلف أنواع المقصات.
ويضيف أن "المهنة في طريقها للانقراض، فالدخل الحالي تراجع بمعدل 60 في المائة، ولم يعد كافيًا لتحمل نفقات أسرة، فمعدل العمل الحالي لا يتعدى سن 10 قطع في المتوسط يوميًا، حيث تبلغ كلفة سن ماكينة الحلاقة 25 جنيهًا، والمقص 10 جنيهات، بينما كان المعدل يصل في سنوات مضت إلى 100 قطعة، وخاصة قبل أيام المواسم".
وأضاف: "توسعت في نشاطي عن طريق بيع مستلزمات محلات الحلاقة، من أدوات وكريمات وزيوت للشعر وخلافه، بالإضافة لصيانة الماكينات الكهربائية".
ويؤكد أنه مضطر لتوريث المهنة لأولاده، لعدم وجود وظائف تستوعبهم في الوقت الحالي وتحقق لهم دخلا يكفي لإعالة أسرة.
ويتذكر الأسطى حسين أنه في بدايات عمله في المهنة كانت أجرة "سن" موس الحلاق ذي النصل الواحد لا تتعدى 25 قرشًا ( الجنيه 100 قرش)، والماكينة اليدوية 15 قرشًا والمقص 3 قروش، إذ إن الموس يأخذ الكثير من الوقت والمجهود، ويحتاج إلى المرور على 3 أحجار مختلفة المقاسات، حتى يتم الحصول على شفرة حادة.
ولفت إلى أن هذه الأمواس اختفت حاليا، وحلت محلها الأمواس التي تتغير شفراتها.
ويوضح أنه لا يصلح لكل أدوات الحلاقة استعمال أحجار السن، فهناك الأسطوانة، والتي تختص بسن أمشاط ماكينات حلاقة الشعر سواء اليدوية أو الكهربائية فقط.
ويشير إلى أن سعر الحجر الواحد يتجاوز الألف جنيه، رغم أنه صيني وعمره الافتراضي 6 أشهر، بينما كانت هناك أحجار ألمانية منذ عدة سنوات مضت يصل سعرها إلى 150 جنيهًا وعمرها الافتراضي كان أكبر.
(الدولار = 15.75 جنيها تقريبا)