الأردن: مباراة الفيصلي والوحدات تُفسد مهرجان الرمان

30 أكتوبر 2022
المزارعون ينتظرون مهرجان الرمان كل عام لتسويق منتجاتهم (Getty)
+ الخط -

أفسدت مباراة رياضية ضمن دوري كرة القدم للمحترفين بين ناديي الفيصلي والوحدات الأردنيين، معرض الرمان السنوي الذي يقام شمال المملكة في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، وينتظره المزارعون لتسويق منتجاتهم، وتحقيق عوائد مالية لسد التزاماتهم المالية والمعيشية.

ويقام المعرض سنوياً في أرض ملعب مدينة الحسن الرياضي في مدينة إربد، فيما قرر الاتحاد الأردني لكرة القدم نقل المباراة بين الناديين الأكثر شعبية في الأردن من ملعب القويسمة في العاصمة عمان إلى ملعب الحسن لأسباب أمنية، إثر حالة الاحتقان بين جهور قطبي كرة القدم في البلاد.

ورغم محاولات القائمين على المعرض والمزارعين إلغاء نقل المباراة إلى المكان ذاته الذي يقام فيه ما يعرف بكرنفال الرمان الذي تشتهر به مناطق الشمال الأردني، فإن الجهات الأمنية واتحاد كرة القدم أصروا على إقامة المباراة في ملعب الحسن، لتجري بالفعل يوم الجمعة الماضي، ما أثار استياء المشاركين ومنتجي الرمان.

وبات معرض الرمان مناسبة سنوية يشارك فيها المزارعون والتجار والعائلات التي تجده مناسبة لتسويق منتجاتها، وخاصة في ضوء الإقبال المتزايد من قبل المواطنين.

ويقام المعرض في نهاية أكتوبر من كل عام، في ختام موسم الرمان، وبمشاركة عائلات ونساء ريفيات، وبتنسيق بين وزارة الزراعة، وعدد من الجمعيات التنموية والزراعية في المحافظة.

وقال رئيس المرصد العمالي الأردني أحمد عوض لـ"العربي الجديد" إن المعرض يعتبر بمثابة فرصة لتوفير فرص عمل موسمية لعدد كبير من الأشخاص، وخاصة النساء، ومن خلاله يجري تسويق المنتجات الزراعية كالرمان ما يساهم بتحسين الأوضاع المعيشية لتلك العائلات.

وأضاف عوض أنه كان يفترض مراعاة أوضاع هذه الفئات، حيث أقيمت المباراة، الجمعة، وسبقها تحضيرات، وهذه أوقات الذروة بالنسبة لزوار المعرض، مشيراً إلى ضرورة تمديد فترة إقامة المعرض وتقديم المساعدات اللازمة للمزارعين لتعويضهم عن الخسائر التي تعرضوا لها.

وأشار رئيس المرصد العمالي إلى أن أهالي محافظة إربد اعتادوا على زيارة مهرجان الرمان السنوي وشراء بعض المنتجات الغذائية كثمار الرمان ودبس الرمان والعصير والمخبوزات والمأكولات الشعبية، حيث توجد نساء بمطابخهن الإنتاجية داخل هذه الفعالية التي تبلغ ذروتها يومي الجمعة والسبت.

ولفت إلى أن المعرض افتتح بنسخته الرابعة عشرة صباح الأربعاء الماضي، لكن إقامة المباراة تسببت في حرمان المشاركين من العمل يومي الجمعة والسبت الرئيسيين للمعرض.

ونقل المرصد العمالي عن عدد من المشاركين في المعرض استياءهم، حيث قالت أم فهد عبيدات، إحدى المشاركات في مهرجان الرمان، إنها تنتظر سنوياً المعرض لبيع إنتاجها من المأكولات الشعبية، معربة عن ضيقها من إلغاء يومي الجمعة والسبت من أيام المهرجان بغية إقامة المباراة.

وأضافت أم فهد أن آمال المهرجان تقوم على يومي الجمعة والسبت، ومنذ سنوات يقام في نهاية الأسبوع لضمان العمل فيهما، ذلك لأنهما أكثر الأيام إقبالاً للمشترين والزائرين تزامناً مع العطلة الأسبوعية. وتابعت أن هذين اليومين يشكلان الذروة، وتعول عليهما للخروج بأرباح جيدة من الفعالية، خصوصاً أن اليوم الواحد قد تحصد فيه نحو ألف دينار (1400 دولار).

وقالت إنها ليست الوحيدة الخاسرة من ذلك، فالمهرجان يحوي قطاعات عدة بين بيع الرمان والثمار والدبس والعصائر والمطابخ الإنتاجية، إضافة إلى بعض المقتنيات التراثية والشعبية. وبينت أن بيع يوم الجمعة وحده قد يكفي عن أيام المهرجان كلها، إلا أنها اليوم ستخرج منه بدون فائدة مرجوة.

المواطن علي العيد، صاحب بسطات عصير رمان في المهرجان، يختصر وقف العمل يومي الجمعة والسبت بـ"دمار شامل"، خاصة بعد جمع نحو 15 طناً من ثمار الرمان لغايات عصرها وبيعها في المهرجان كان قد جمعها من أرضه واشترى فوقها من مزارعين لمعرفته بأن هذه الفعالية بحاجة لكميات من الرمان.

وأضاف العيد، أن المهرجان ولو امتد أسبوعاً كاملاً بدون يوم الجمعة لن يأتي بالفائدة المرجوّة منه، لأن يوم الجمعة يبيع أضعاف ما يبيعه في الأيام الأخرى "عندي شغيلة (عمال) بالبسطات، وكنت معتمد على يوم الجمعة لكن من وين أدفعلهم (من أين أدفع لهم أجورهم)".

وقال عاهد عبيدات، رئيس جمعية كفر سوم لمنتجي الرمان، إن الجمعية ظلت تجهز للمهرجان منذ أكثر من شهرين على أمل الحصول على مردود مادي جيد للأهالي، وبخاصة من لم يستطع بيع إنتاجه خلال الموسم.

المساهمون