مع زيادة تفشي مرض الحمى القلاعية بين الماشية في الأردن، تتجه الحكومة لتشكيل لجنة تحقيق تأخذ الصفة الدولية للوقوف على أسباب دخول المرض إلى الأراضي الأردنية وتسببه في خسائر كبيرة لقطاع الثروة الحيوانية.
وقال وزير الزراعة خالد الحنيفات، خلال لقائه ممثلين عن نقابة المهندسين الزراعيين، أمس السبت، إنه جرى تأمين حوالي 4 ملايين جرعة لقاح حتى الآن، مشيرا إلى أن منظمة الأغذية العالمية ساهمت بنحو 360 ألف جرعة.
جاءت تصريحات الوزير في الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات مربي الثروة الحيوانية وخاصة مزارع الأبقار للإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مواشيهم ووقف حالات النقوق التي تشهدها منذ أكثر من شهر ونتجت عنها خسائر كبيرة وتؤثر على الأمن الغذائي، من خلال نقص اللحوم الموردة إلى السوق والحليب ومشتقاته.
ولم تصدر حتى الآن أرقام رسمية حول حجم الخسائر، إلا أن ممثلي قطاع الثروة الحيوانية أكدوا أنها كبيرة وتجاوزت عشرات الملايين من الدولارات.
وقال رئيس جمعية مربي الأبقار علي غباني لـ"العربي الجديد" إن البيانات المتاحة حتى الآن تشير إلى نفوق أكثر من ألف رأس من الأبقار والعجول بسبب مرض الحمى القلاعية، وإتلاف كميات كبيرة من الحليب تجاوزت 300 طن، لعدم سلامة بيعها واستخدامها، وأن الخسائر في ارتفاع يومي والمستثمرين في هذا القطاع وصغار المربين يعانون الأمرّين.
وأكد غباني أهمية الإسراع في تأمين اللقاحات البيطرية للأبقار وخاصة المواشي، وكذلك العمل على تحديد الأسباب التي أدت إلى تفشي المرض ودخوله الأردن ومحاسبة المقصرين.
وأرجعت وزارة الزراعة تفشى المرض إلى الأعلاف الخضراء التي جرى استيرادها من إحدى الدول العربية، مشيرة إلى أن إجمالي الأبقار المصابة بالمرض بلغ حتى الآن نحو 1500 رأس من أصل 92 ألف رأس.
ووفقا لبيانات وزارة الزراعة، بلغ عدد المزارع التي سجلت إصابات بمرض الحمى القلاعية منذ بداية التفشي في نهاية عام 2022 نحو 56 مزرعة، تم التبليغ الرسمي عن إصابتها، وفقا للنظام الإلكتروني المتكامل لرصد الأمراض الحيوانية.
وأشارت إلى أن نسبة حصص المزارع المصابة بالمرض متفاوتة وتختلف مصادر اللقاح المستخدمة من قبل المربين، حيث جرى تسجيل 4 لقاحات خاصة بالمرض لدى الوزارة.
وفي الأثناء، قررت الوزارة إغلاق أسواق المواشي 14 يوماً. وفي إطار الإجراءات الاحترازية لمنع انتقال المرض إلى مزارع الأغنام، قال المتحدث باسم وزارة الزراعة لورنس المجالي، إنه جرى العمل على توزيع وتحصين 4 ملايين رأس من الأغنام والأبقار ضمن حملة التحصين الوطنية لمرض الحمى القلاعية.
وأشار المجالي إلى أن أغلب الحالات والإصابات المسجلة هي من العترة (متحور جديد من الحمى القلاعية) التي عملت الوزارة حاليا على توفير اللقاحات الخاصة بها وتسجيلها والسماح للقطاع الخاص باستيرادها.
وقالت الوزارة إنها اتخذت عددا من الإجراءات المتعلقة بالحد من فرص نقل العدوى بين المزارع، من خلال تأجيل ترخيص المزارع في الجمعية والتوعية بخصوص تطبيق تدابير الأمن الحيوي في المنطقة وتعليق استيراد القش والتبن من البلاد المجاورة والتي سجلت إصابات بالمرض.