استمع إلى الملخص
- أدت الفعاليات الرياضية إلى تنشيط الاقتصاد المحلي، مع إقبال كبير على الفنادق والمطاعم، وتوفير 15 ألف فرصة عمل، واستقبال البصرة لأكثر من 100 ألف زائر.
- تشير الأحداث الأخيرة إلى تحول إيجابي في النشاط الاقتصادي والسياحي بالبصرة، مع خطط لتطوير السياحة واستعادة المكانة السياحية للمحافظة، مستفيدة من موقعها والمنتوج السياحي المتنوع.
عادت محافظة البصرة (جنوب العراق)، إلى الواجهة بعد استضافة بطولة كأس الخليج العربي (خليجي 25)، مطلع العام 2023، بعد عودة الحياة إلى الملاعب والمنشآت الرياضية، لينسج قطاع السياحة في المحافظة لنفسه طريقاً حقق من خلاله أرقاماً قياسية في استضافة الزوار والسُيّاح في المدينة.
وأصبحت مدينة البصرة الرياضية مسرحاً للمباريات الدولية والبطولات الرياضية المحلية، وواجهة العراق الرياضية التي يعتمد عليها لتكون محط أنظار دول الجوار والبلدان المشاركة في البطولات التي أقيمت على ملاعبها.
وأنعشت الأحداث الرياضية التي شهدتها المحافظة في الفترة الاخيرة الحركة الاقتصادية وحالة السوق والجانب السياحي فيها، حيث شهدت الفنادق والمطاعم والأسواق والمراكز التجارية حركة إقبال واسعة مع أي حدث رياضي يقام على ملاعبها، ووفرت بحدود 15 ألف فرصة عمل.
وأفاد مدير السياحة بالبصرة حسين الربيعي بأن الحركة السياحية في المدينة ونسبة إشغال الفنادق في السنتين الأخيرتين لم تشهدها محافظة البصرة منذ سنة 2003، إذ سجلت الفنادق إقبالا قياسيا من الزوار وامتلأت الغرف بالكامل قبل انطلاقة بطولة كأس الخليج.
وبين الربيعي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن البصرة استقبلت بحدود 55 ألف زائر خلال أيام بطولة خليجي 25، بالإضافة إلى أكثر من 100 ألف زائر من مختلف المحافظات العراقية، ليفوق العدد قدرة الفنادق على استقبال الوافدين. وأضاف أن المواطنين فتحوا منازلهم أمام الزوار والوافدين من بقية البلدان والمحافظات العراقية لاستضافتهم طوال فترة إقامتهم في محافظة البصرة لعدم وجود أماكن شاغرة في فنادق المحافظة.
وأشار الربيعي إلى وجود خطط مستقبلية لدى هيئة السياحة تهدف إلى تطوير واقع السياحة في العراق بشكل عام والبصرة على وجه الخصوص، والتي تحتوي على أماكن سياحية متنوعة، ولفت إلى وجود خطط مستقبلية تهدف إلى تطوير واقع السياحة في العراق بشكل عام والبصرة على وجه الخصوص بما يوفر العديد من فرص التنمية والنهوض الاقتصادي المحلي للمحافظة، وأوضح أن الأحداث الرياضية تعتبر مؤشرا إيجابيا يعكس عودة الحركة السياحية بقوة إلى العراق من خلال محافظة البصرة.
وأضاف الر بيعي أن عودة الحركة السياحية بقوة بعد 20 عاما، سيكون لها انعكاس إيجابي في استعادة المكانة السياحية التي كانت تعيشها مدينة البصرة، خاصة أنها تتمتع بالعديد من الخصائص الجغرافية المميزة بوقوعها على شط العرب وقربها من الدول الخليجية عبر منافذ برية، وأيضا للمنتوج السياحي المتنوع الذي تقدمه لزوارها.
بدوره، قال رئيس رابطة الفنادق والمطاعم في محافظة البصرة مظفر محمد إن استضافة الأحداث الرياضية في البصرة أدت إلى زيادة عدد الزوار والسياح، وهو ما انعكس إيجابياً على قطاع السياحة، كما شهدت الفنادق ارتفاعاً في نسبة الحجوزات، وهو ما أدى إلى زيادة العائدات وإتاحة فرص عمل جديدة للشباب من أبناء المحافظة.
وتابع محمد في حديث لـ"العربي الجديد"، أن البصرة كانت تعاني من قلة الفنادق وضعف البنية التحتية للقطاع السياحي، بالإضافة إلى ضعف حركة الاستثمار وقلة الزائرين للمدينة نتيجة الأحداث الأمنية التي شهدتها معظم مناطق العراق.
وبرأيه، تختلف البصرة اليوم عن البصرة قبل سنوات، حيث أنعشت الأحداث الرياضية الجانب السياحي وقطاع الخدمات، مضيفاً أن "عدد الفنادق في مدينة البصرة بلغ الخمسين من فئتي الدرجة الأولى والممتازة، فيما تضم اليوم خمسة فنادق من فئة الخمس نجوم، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الفنادق ذات التصنيفات الأدنى تنتشر في مختلف مناطق المدينة".
من جهته، أكد الباحث الاقتصادي أحمد عبد الله أن التجارة وحركة السوق المحلية في البصرة ازدهرت مع توافد الزوار والمشجعين والوفود الرياضية من مختلف البلدان، وشهدت المطاعم والمقاهي إقبالاً كبيراً.
ويشدد عبد الله، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أن الأحداث الأخيرة أتاحت فرص العمل المؤقتة والدائمة، مثل بيع التذاكر، والأمن، والضيافة، والنقل، كما خلقت فرص عمل جديدة ورفعت إيرادات المراكز والأسواق التجارية والأفراد.
وختم كلامه بأن الأحداث الرياضية الأخيرة أنتجت تأثيراً إيجابياً على النشاط الاقتصادي في محافظة البصرة، حيث وفرت بحدود 15 ألف فرصة عمل، توزعت بين موظفي الفنادق وعمال الخدمات والنقل والمطاعم، بالإضافة إلى دور المجتمع في المساهمة بالمبادرات التطوعية التي تركت انطباعاً إيجابياً بالنسبة لسكان المحافظة.