استهلاك الغاز العالمي يشهد تراجعاً تاريخياً في 2022 إثر حرب أوكرانيا

01 يونيو 2023
ناقلة غاز طبيعي مسال في عرض البحر (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت بيانات المؤسسة الدولية للأنباء المتعلقة بالغاز "سيديغاز" أن الاستهلاك العالمي للغاز شهد انخفاضاً تاريخياً بلغت نسبته 1.6% عام 2022، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا وانقطاع إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا.

وأكدت المؤسسة في بيان أن الاستهلاك العالمي للغاز الأحفوري انخفض إلى 4 آلاف مليار متر مكعب "في إطار أزمة طاقة غير مسبوقة وتضخم مرتفع".

وقالت المنظمة في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس"، يوم الأربعاء، إنه يمكن اعتبار هذا الانخفاض تاريخياً بعد زيادة قياسية بنسبة 4.5% في 2021، وانخفاض بنسبة 2% في 2020 الذي شهد وباء كوفيد-19.

لكن المنظمة التي تضم مئة عضو من 40 بلدا رأت أن 2022 سيبقى عام "أسوأ أزمة للغاز الطبيعي والطاقة في التاريخ بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا".

وقالت إن "العام 2022 شهد خصوصا أكبر انخفاض في استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي في التاريخ، بلغت نسبته 13% إلى 353 مليار متر مكعب".

كما سُجل انخفاض كبير في بلدان رابطة الدول المستقلة وأوكرانيا (-4.6%) وكذلك في آسيا وأوقيانوسيا (-1.6%)، خلافا لزيادة الاستهلاك في أميركا الشمالية والشرق الأوسط.

ومن أسباب التراجع شتاء معتدل أدى إلى انخفاض "الطلب على الغاز المنزلي والتجاري" في نصف الكرة الشمالي، وتباطؤ الاقتصاد الصيني، وارتفاع أسعار الغاز، ما قلل من الطلب في الصناعة وأدى إلى حركة لتوفير الطاقة.

وبينما كان الغاز الروسي يلعب "دورا مهيمنا" في الإمدادات الأوروبية، تراجعت الصادرات بخطوط الأنابيب إلى أوروبا "إلى أدنى مستوى منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، ما أدى إلى خسارة 77 مليار متر مكعب أي ما يعادل 20% من استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي في 2021".

ودفع هذا الوضع الجديد القارة إلى تنويع إمداداتها بفضل واردات الغاز من النرويج و"الارتفاع السريع في قوة إمدادات الغاز الطبيعي المسال" من الولايات المتحدة، المنقولة عن طريق السفن.

وشكل الغاز الطبيعي المسال 32% من إمدادات الغاز الأوروبية في 2022، مقابل 19% في 2021 و2020.

في هذا الإطار، بقي إنتاج الغاز العالمي مستقرًا. وقالت المنظمة إن "الخسارة الحادة في مبيعات الغاز الروسي قابلها نمو قوي للإنتاج" في الشرق الأوسط (+14 مليار متر مكعب) وخصوصا في الولايات المتحدة (+41 مليار متر مكعب).

وارتفعت حصة الولايات المتحدة في إنتاج الغاز العالمي من 24% إلى 25% بين 2021 و2022، وتراجعت حصة روسيا من 18% إلى 15.5%.

وتجاوز التدفق الدولي الصافي للغاز الطبيعي المسال حجم الكميات عبر خطوط الأنابيب للمرة الأولى في 2022 مع زيادة حصة الغاز الطبيعي المسال إلى 51% (46% في 2021).

لكن "الانتعاش الواضح في تجارة الغاز الطبيعي المسال (+4.7%)" لم يسمح "بتعويض انكماش تاريخي وضخم (-12.7%) في تجارة خطوط الأنابيب".

وفي المجموع، انخفضت تجارة الغاز الدولية بنسبة 4.7% إلى 1016 مليار متر مكعب.

(فرانس برس)

المساهمون