لم تتغير أسعار الدجاج في روسيا كثيرا حتى الآن، لكن ثمة مخاوف متصاعدة في صفوف المستهلكين من ارتفاع كبير لها قد يؤدي إليه النقص الحاصل في معروض هذه اللحوم في المتاجر ومراكز التسوق، لا سيما في العاصمة موسكو.
وتوقع مراقبون، تحدثوا لـ"العربي الجديد"، ارتفاع الأسعار خلال الفترة القادمة على خلفية نقص لحوم الدجاج في الوقت الراهن نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.
ووفقاً لدراسة أجرتها "نون تيك" NTech، إحدى أكبر الشركات الروسية للأبحاث والتحليل، ثمة نقص في سوق التجزئة المتعلق بلحوم الدجاج في الأسواق الداخلية.
ويؤكد المراقبون أن أحد أسباب نقص لحوم الدواجن هو وجود أبرز مصانع الإنتاج في مدينة بيلغورود الروسية الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، وهي مسؤولة عن تزويد السوق المحلي بأكثر من 12% من هذه اللحوم، وفقاً لصحيفة "إم كيه" MK الروسية.
في هذا السياق، تقول الصحافية الروسية أولغا بولياكوفا، لـ"العربي الجديد"، إن "مدينة بيلغورود هي من المناطق الروسية المتاخمة لأوكرانيا، وهناك اضطربات بسبب الصراع تسبب في تعطيل إمدادات الأعلاف ووصولها إلى مزارع الدواجن، إضافة إلى تغييرات طرأت بحكم الضرورة على النظام اللوجستي (الإعداد والتوضيب والنقل)".
يُذكر أن روسيا أعلنت في وقت سابق سقوط عدد من القتلى والجرحى جراء قصف استهدف منطقة بيلغورود و4 مقاطعات أخرى متاخمة لأوكرانيا.
وسبق أن قال حاكم بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف، الجمعة الماضي، إن قذائف أطلقتها القوات الأوكرانية سقطت على طريق قرب بلدة شيبيكينو التي تبعد نحو 10 كيلومترات عن الحدود وهي تتعرض للقصف المتكرر.
وأوضح في رسالة على تليغرام أن "شظايا قذيفة أصابت سيارات عابرة، وإحداها قتلت امرأتين على الفور"، مضيفا أن الدفاعات الجوية الروسية اعترضت أهدافا جوية فوق المنطقة، وهذا ما يبث الرعب في نفوس العاملين في مجالات النقل.
كما كشف غلادكوف أن السلطات قررت وقف حركة القطارات والسيارات باتجاه البلدة حتى الـ30 من الشهر الجاري، بسبب استمرار القصف على البلدات الحدودية، مشيرا إلى أن القصف على بلدة شيبيكينو تراجع لكن الأوضاع في المنطقة تبقى خطيرة للغاية، وفق تعبيره، وهذا ما يؤثر على نقل البضائع عموما، ومنها إمدادات لحوم الدجاج إلى الأسواق الداخلية.
لحم الخنزير يدخل على خط منافسة الدواجن في روسيا
أما مسؤول المبيعات في قسم اللحوم داخل أحد المتاجر الكبرى في موسكو ألبرت ياخنتوف، فيقول لـ"العربي الجديد"، إن "لحوم الدواجن موجودة في الأسواق الروسية لكن تقل كمية المخزون منها تدريجا على نحو ملحوظ، ومن المتوقع أن تنافس لحوم الخنزير لحوم الدجاج هذا العام".
ويحذر ياخنتوف من أنه "إذا قلّت لحوم الدجاج في الأسواق، فمن المتوقع أن تفوق كلفتها أسعار لحم الخنزير الذي يعتبر ثاني أكثر أنواع اللحوم شيوعا بين المستهلكين الروس".
أما تاجر اللحوم بالجملة في موسكو رسلان ناليفيكين، فصرح لـ"العربي الجديد"، بأن "أكثر الأطعمة استهلاكا لدى الروس، مثل لحوم الدجاج، سترتفع أسعارها في المستقبل القريب"، ودق ناقوس الخطر للمرة الأولى.
وفعلا خلال الأيام الماضية ارتفعت أسعار لحوم الدجاج في قطاع الجملة بنسبة 9% لتصل إلى 175 روبلا للكيلوغرام الواحد، كما زاد سعر شرائح اللحم في البيع بالجملة إلى 275 روبلا، وهذا أيضا رقم قياسي خلال السنوات الثماني الماضية". (الدولار = 87.07 روبلا).
وأشار ناليفيكين إلى أن "ارتفاع سعر الجملة بعد فترة سينعكس حتما صعودا في سعر التجزئة"، مضيفا أن "الدجاج أصبح يقترب من لحم الخنزير من حيث الكلفة، وفي حال حدوث ارتفاع حاد في أسعار التجزئة، قد تتأرجح تفضيلات المستهلكين باتجاه الخنزير".
يُذكر أنه في العام 2022، زاد استهلاك لحوم الدواجن في روسيا 2% مقارنة بعام 2021، بمتوسط 35 كيلوغراما للفرد، فيما لاحظ محللون إعادة توجيه واسعة النطاق للروس باتجاه الدواجن، حيث كانت لحومها أقل سعرا بكثير من بقية الأنواع، خاصة اللحوم الحمراء (بقر وغنم وغيرها)، وفقاً لصحيفة "إم كيه".