استنفار باكستاني لمواجهة تهريب الدولار والقمح إلى أفغانستان

12 ديسمبر 2022
مكتب صرافة في إسلام آباد (الأناضول)
+ الخط -

استنفرت عمليات التهريب الواسعة التي تشهدها باكستان، حكومة البلاد، التي أعربت عن قلقها من أن عمليات التهريب صوب أفغانستان، لم تعد تقتصر على الدولار وإنّما القمح والأسمدة، بينما تواجه البلاد أزمة مالية خانقة تنذر بالتخلف عن سداد الديون وبانفلات كبير للأسعار في الأسواق.

وذكرت صحيفة DAWN الباكستانية، أن الحكومة بصدد اتخاذ إجراءات صارمة لوقف تدفق العملات الأجنبية والسلع الأساسية المستوردة.

ونقلت الصحيفة عن وزير المالية إسحق دار قوله خلال ترؤسه اجتماعاً حكومياً، يوم الجمعة الماضي، إن هناك تقارير مختلفة تشير إلى أن التهريب لا يقتصر على العملة الأجنبية بل يمتد إلى القمح واليوريا (نوع من الأسمدة) اللذين جرى استيرادهما بدعم ضخم.

شعر المشاركون في الاجتماع بالذهول من أنّ تهريب اليوريا والقمح والعملة كان يحدث على الرغم من وجود قوة كبيرة من القوات المدنية والمسلحة والجمارك عند الحدود مع أفغانستان، فضلاً عن تسييج أكثر من 2500 كيلومتر من الحدود بتكلفة تزيد عن 50 مليار روبية (225 مليون دولار)، وفق الصحيفة الباكستانية، التي أشارت إلى أنه رغم صعوبة مراقبة مثل هذه الحدود الطويلة، فإنّه لا يمكن السماح باستمرار التهريب بهذا الوضع.

وقال وزير المالية: "سيتعين على الجميع أن يلعبوا دوراً لأنه لا يمكن لمؤسسة بمفردها التغلب على الوضع دون تعاون الآخرين".

وتواجه باكستان ضغوطاً مالية حادة، وسط شح النقد الأجنبي. بينما لم تنجح الإجراءات الحكومية في ضبط سوق الصرف في تحجيم الأزمة.

وظهرت سوق سوداء للدولار، بعد أن قيّد البنك المركزي الحصول على العملات الأجنبية للمحافظة على احتياطياته المتضائلة.

يضاف نقص العملات الأجنبية وظهور سوق موازية إلى قائمة طويلة من المشكلات التي تواجه الدولة الواقعة في جنوب آسيا، والتي عانت بالفعل من فيضانات مدمرة، وأزمة اقتصادية، واضطرابات سياسية تحوّلت في بعض الأحيان إلى أعمال عنف.

ونقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن عصمت الله، وهو الرئيس التنفيذي لـ"رافي إكستشينغ كومباني" وهي شركة صرافة مقرها لاهور، قوله: "لقد تطورت سوق ثالثة الآن، وأصبحت كبيرة جداً"، مشيراً إلى أنّ السوقين الأخريين هما سوق الصرف الأجنبي لدى البنوك، وشركات الصرافة.

بدوره، قال خورام شهزاد، وهو الرئيس التنفيذي لـ"ألفا بيتا كور سوليشنز"وهي شركة استشارات مالية، مقرها كراتشي: "كلما فُرضت سياسات تقييدية، تنتعش السوق الرمادية".

المساهمون