استعداد أميركي للسحب من مخزون النفط لمواجهة ارتفاع أسعار البنزين

17 يونيو 2024
أسعار البنزين ارتفعت إلى أكثر من خمسة دولارات للغالون، نيويورك 6 أكتوبر 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إدارة بايدن تظهر استعدادها لاستخدام المخزون الاستراتيجي للنفط لخفض أسعار البنزين، مع التخطيط لاستمرار شراء النفط حتى العام المقبل لضمان أمن الطاقة، خاصة بعد بيع 180 مليون برميل في 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
- توقعات متباينة حول نمو الطلب على النفط من وكالات ومنظمات دولية، مع توقعات بوصول الطلب إلى ذروته بحلول 2029 وعجز في المعروض حتى بداية الشتاء، مع دعم الأسواق من التزام روسيا بتعهداتها الإنتاجية.
- تراجع أسعار النفط بسبب ضعف الطلب الأمريكي وزيادة إنتاج الخام الصيني، مع تعافي اقتصادي متعثر في الصين وضغوط لدعم النمو، وسط مخاوف جيوسياسية متزايدة في الشرق الأوسط، خصوصًا بين إسرائيل وحزب الله.

ذكرت صحيفة فايننشال تايمز، اليوم الاثنين، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مستعدة لسحب المزيد من النفط من المخزون الاستراتيجي لوقف أي قفزة في أسعار البنزين هذا الصيف. وقال عاموس هوكشتاين، وهو مستشار كبير لبايدن، للصحيفة، إن أسعار النفط "لا تزال مرتفعة للغاية بالنسبة لكثير من الأميركيين"، وإنه يود أن يرى الأسعار "تنخفض بعض الشيء".

وأضاف في تصريحات للصحيفة أن الولايات المتحدة "ستستمر في الشراء حتى العام المقبل إلى أن نعتقد أن الاحتياطي البترولي الاستراتيجي لديه الكمية التي يحتاجها مجددا لخدمة غرضه الأصلي المتمثل في أمن الطاقة". وتشتري وزارة الطاقة هذا العام حوالي ثلاثة ملايين برميل نفط شهريا من أجل الاحتياطي البترولي الاستراتيجي وذلك بعد بيع 180 مليون برميل في عام 2022 بعد غزو روسيا أوكرانيا.

وتعد هذه الخطوة محاولة للحد من أسعار البنزين التي ارتفعت إلى أكثر من خمسة دولارات للغالون لكنها خفضت أيضا الاحتياطي إلى أدنى مستوى في 40 عاما. ورفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تقديراتها لنمو الطلب على النفط بصورة طفيفة خلال العام الجاري، بينما أبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، على توقعاتها لنمو الطلب نسبياً عند 2.2 مليون برميل يومياً.

وخفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب إلى أقل من مليون برميل يومياً، لكنها توقعت أن يصل الطلب على النفط إلى ذروته بحلول عام 2029، ويستقر عند حوالى 106 ملايين برميل يومياً قرب نهاية العقد، حسبما ذكرت في تقرير يوم الأربعاء الماضي. وقال محللون في كومرتس بنك إن الجهات الثلاث توقعت عجزاً في المعروض حتى بداية فصل الشتاء على الأقل، فضلاً عن توقع غولدمان ساكس طلباً أميركياً قوياً على الوقود هذا الصيف. وتلقت الأسواق دعماً إضافياً من تأكيد روسيا على التزام تعهداتها الإنتاجية في اتفاق "أوبك+"، بعدما قالت إنها تجاوزت حصتها من إنتاج النفط في مايو/ أيار.

تراجع أسعار النفط 

وتراجعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية اليوم الاثنين، بعدما أظهر مسح، يوم الجمعة، ضعف الطلب لدى المستهلكين الأميركيين، ومع ارتفاع إنتاج الخام في مايو أيار في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس/ آب 40 سنتا، أو 0.5%، إلى 82.22 دولارا للبرميل بحلول الساعة 06.31 بتوقيت غرينتش. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو/ تموز 36 سنتا، أو 0.2%، إلى 78.09 دولارا للبرميل. ونزل عقد خام غرب تكساس الوسيط تسليم أغسطس/ آب، الأكثر نشاطا، 0.5%، إلى 77.7 دولارا للبرميل.

وانخفض كلا الخامين يوم الجمعة بعدما أظهر مسح تراجع معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة في يونيو/ حزيران إلى أدنى مستوى لها في سبعة أشهر إذ تشعر الأسر الأميركية بالقلق بشأن أوضاعها المالية والتضخم المرتفع.. لكن الخامين القياسيين ربحا خلال الأسبوع الماضي نحو 4%، وهي أعلى زيادة أسبوعية لهما منذ إبريل/ نيسان، وذلك بفعل دلائل على زيادة الطلب على الوقود. 

وقال توني سيكامور، محلل الأسواق لدى آي.جي في سنغافورة، إن "الزيادة القوية في الأسعار الأسبوع الماضي كانت مدفوعة بتوقعات مجموعة أوبك+ ووكالة الطاقة الدولية لطلب قوي في 2024. ولكن، نظرا لمصلحة أوبك الراسخة في النفط الخام، فإن هناك بعض الشكوك في توقعاتها المستقبلية". وأضاف "تشير الأرقام الضعيفة لثقة المستهلك في الولايات المتحدة التي صدرت يوم الجمعة إلى أن قوة المستهلكين والاقتصاد الأميركيين ستُختبر مع استنفاد الأسر مدخراتها لمكافحة ارتفاع أسعار الفائدة وضغوط كلفة المعيشة".

في غضون ذلك، ووفقا لبيانات صادرة عن المكتب الوطني الصيني للإحصاء، اليوم الاثنين، فإن إنتاج النفط الخام المحلي خلال شهر مايو/ أيار ارتفع 0.6% على أساس سنوي ليصل إلى 18.15 مليون طن. وتخلف الناتج الصناعي للبلاد في مايو/أيار عن التوقعات، ولم يظهر التباطؤ في قطاع العقارات أي علامات على الانحسار، وهو ما يزيد الضغط على بكين لتدعم النمو.

وتبعث مجموعة البيانات التي صدرت اليوم الاثنين على التشاؤم بشكل كبير، إذ تؤكد التعافي المتعثر لثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقال محللون في بنك إيه.إن.زد، في مذكرة في وقت سابق من اليوم، إن البيانات الاقتصادية من الصين، اليوم الاثنين، ستحدد المسار الذي تسلكه أسواق السلع الأولية هذا الأسبوع. وسيعطي استهلاك المصافي من الخام في الصين مؤشرا للطلب على النفط، في حين ستعطي مبيعات التجزئة والاستثمار التجاري والإنتاج الصناعي وأرقام أسعار المساكن صورة أوضح للنشاط الاقتصادي في أكبر مستورد للنفط الخام في العالم. بينما أظهرت بيانات المنتجين والمستهلكين الأسبوع الماضي أن معركة الصين مع الانكماش لا تزال مستمرة.

وعلى الصعيد الجيوسياسي، استمرت المخاوف من نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط بعدما قال الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، إن إطلاق النار المكثف عبر الحدود من جماعة حزب الله اللبنانية على إسرائيل قد يؤدي إلى تصعيد خطير.

والأسواق مغلقة في سنغافورة، وهي مركز رئيسي لتداول النفط، وفي دول أخرى بالمنطقة بسبب عطلة عامة اليوم الاثنين.

(رويترز، العربي الجديد)