تمضي شركة "فولكسفاغن" الألمانية قُدُماً في تعزيز استراتيجيتها الخاصة بالسيارات العاملة بالبطارية، الأمر الذي ربما يقودها إلى تجاوز شركة "تسلا" Tesla Inc في مبيعات السيارات الكهربائية في أقرب وقت ممكن، يرجّح "دويتشه بنك" أن يكون عام 2022.
وإذا كان السوق سيطبق مضاعفات مماثلة لتلك التي حققتها "تسلا" و"نيو" Nio Inc في "بزنس" السيارات الكهربائية لشركة "فولكسفاغن"، فستناهز قيمتها 195 مليار يورو تعادل 230 مليار دولار، أي أكثر من القيمة الإجمالية الحالية للشركة، وفقاً لتقرير أعدّته مجموعة محللين بقيادة تيم روكوسا في "دويتشه بنك"، الأمر الذي رفع سهم "فولكسفاغن" بنسبة 46%، مسجلاً 270 يورو مطلع الأسبوع.
واستفادت أسهم الشركة من خططها التوسّعية، إذ ارتفعت الأسهم العادية خلال الأسبوع، بنسبة وصلت إلى 14%، والأسهم التفضيلية 8.4% في فرانكفورت.
والأسبوع الماضي، ارتفعت الأوراق المالية المتداولة في ألمانيا بنسبة 22% و16% على التوالي. وبارتفاعها القوي، سرقت شركة صناعة السيارات تاج شركة البرمجيات "ساب" SAP SE العملاقة كأكبر شركة مدرجة على مؤشر "داكس" DAX الألماني القياسي، لتصبح أكثر الشركات قيمة في البلاد للمرة الأولى منذ فضيحة الغش في محركات الديزل عام 2015 التي أضرت بسمعتها وتالياً بسعر سهمها.
وقد أدت خططها لتخطي "تسلا" في قيادة صناعة السيارات الكهربائية إلى موجة شراء بين مستثمري التجزئة الأميركيين وزيادة في حجم التداول.
وترى "روكوسا" Rokossa أنّ هناك فرصة جيدة لتسليمات سيارات "فولكسفاغن" الكهربائية لتتجاوز "تسلا" في وقت قصير، إذ يتم طرح السيارة متعددة الأغراض "أي.دي 4" ID.4.
وقال المسؤولون التنفيذيون في العلامة التجارية الإسبانية "سيات" Seat التابعة للشركة، هذا الأسبوع، إنهم يخططون لإطلاق سيارة كهربائية للمناطق الحضرية في عام 2025 بتكلفة تتراوح بين 20 ألفاً و25 ألف يورو.
وتخطط "فولكسفاغن" لتحويل مصنع "سيات" خارج برشلونة إلى مركز للمركبات الكهربائية بهدف إنتاج أكثر من 500 ألف سيارة فيه سنوياً، وهو ما يعادل عمليات تسليم "تسلا" العالمية في عام 2020.
وتدخل وحدة الشاحنات "تراتون" Traton SE أيضاً في هذا المزيج، إذ ستعزز استثمارات التكنولوجيا الكهربائية إلى 1.6 مليار يورو بحلول عام 2025 صعوداً من مليار يورو في السابق وتقليص الإنفاق على محركات الاحتراق.
الرئيس التنفيذي لشركة "تراتون" Traton، ماتياس غرويندلر، قال إنّ "مستقبل المركبات التجارية لن يتشكّل بالديزل بعد الآن، بل بالشاحنات الكهربائية"، مضيفاً أنّه نظراً لانخفاض التكاليف بالنسبة للعملاء، فإنّ الشاحنات التي تعمل بالبطاريات لا بدّ من أن تسود على تلك التي تستخدم خلايا وقود الهيدروجين، والتي ستقتصر إلى حدّ كبير على الأسواق المتخصصة.