استثناء من أوبك+ لزيادة إنتاج الإمارات النفطي

21 يوليو 2023
مركز أوبك في فيننا (Getty)
+ الخط -

أعلنت الإمارات رفضها خفض الإنتاج النفطي في تكتل "أوبك+" وطالبت بتوسيعه باعتبار أن قاعدة الإنتاج التي تحدد حصتها من التخفيضات "غير عادلة وغير مستدامة"، حسب ما أعلن وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي في 6 يوليو/تموز، ما قدم مؤشرا على احتمالات لتعارض المصالح بين أبوظبي والرياض.

وعزز من تلك الاحتمالات رفع الإمارات طاقتها الإنتاجية إلى 4 ملايين برميل يوميًا، في حين تعتمد "أوبك+" على قاعدة إنتاج تبلغ 3.2 ملايين برميل يوميًا، حسب ما أوردت وكالة "بلومبيرغ"، إذ ترى الإمارات أنه يجب التفريق بين زيادة الإنتاج في الأشهر المقبلة لسد الفجوة بين العرض والطلب، وبين تمديد اتفاق "أوبك+" حتى نهاية عام 2022، والذي يحتاج إلى مناقشة أكثر.

وأدى هذا الموقف إلى حالة من عدم اليقين في السوق، وزيادة التقلبات في أسعار النفط. ويشير الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن تصريح الإمارات برفض أي خفض مستقبلي لإنتاج النفط واضح، بهدف كبح التفكير في تخفيضات شاملة للإنتاج ضمن تكتل "أوبك+".

ويضيف الشوبكي أن الموقف الإماراتي تسبب في اتجاه دول التكتل نحو تخفيضات الإنتاج "الطوعية"، فيما تريد السعودية طبعا المحافظة على لحمة التحالف النفطي عبر تحملها نحو 40 في المائة من هذه التخفيضات، بواقع مليوني برميل في الشهر الجاري من أصل 4.7 ملايين برميل.

ويرى الخبير الاقتصادي أن السعودية ستبقي على تكاتف "أوبك+"، ما ظهر واضحا بعد إعلان خطة التكتل للعام القادم 2024، خاصة بعدما رفعت الإمارات سقف إنتاجها النفطي. ويلفت الشوبكي إلى أن الإمارات هي الدولة الوحيدة التي اعتمدت هذا الاتجاه من الدول الـ20 التي تسري عليها التخفيضات، إذ إن إجمالي دول التكتل 23، تستثنى منها ليبيا وإيران وفنزويلا التي تعاني من عقوبات أو اضطرابات سياسية.

وفي هذا الإطار، من المقرر أن يرفع إنتاج الإمارات النفطي عام 2024 من 3,019,000 إلى 3,219,000 برميل، تزامنا مع التخفيضات التي جرى تمديدها والمتفق عليها منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، بحسب الشوبكي.

وعن تطلعات الإمارات وأهدافها، يرى الشوبكي أن الدولة الخليجية تسعى لزيادة كبيرة في إنتاجها، إلى 5 ملايين برميل في الأعوام القادمة، ولذا تسعى لزيادة قبضتها على سوق النفط العالمية كونها تنفذ سياساتها من دون أي معارضة، وبالتوافق مع السعودية، التي أيضا ترى أنه من المناسب وجود الإمارات عضوا في "أوبك+".

ويستبعد الشوبكي الإشاعات المتداولة حول احتمال انسحاب الإمارات من "أوبك+"، بعدما حصلت أبوظبي على مطالبها عبر رفع سقف الإنتاج باستثناء وحيد، ما يدل على حرص السعودية على بقاء الإمارات ضمن التكتل النفطي.

وكان المزروعي قد أثنى على دور السعودية في تقديم الخفض الطوعي الإضافي، الذي دخل حيز التنفيذ في أول يوليو/تموز ويمتد لنهاية أغسطس/آب، ووصفه بأنه "تضحية لصالح الجميع". وأكد الوزير الإماراتي استمرار بلاده في تنفيذ خطتها الاستثمارية في القطاع لرفع الطاقة الإنتاجية للنفط إلى 5 ملايين برميل يومياً، مشيراً إلى أنَّ واقع السوق ومتغيراته يؤكدان ضرورة الاستمرار في تلك الخطة لتلبية الطلب على الطاقة.

المساهمون