ارتفعت أسعار الذهب في مصر بشكل مفاجئ خلال الساعات الأخيرة، بعد فترة من الاستقرار النسبي، مع تفاقم أزمة شح الدولار في البلاد، واستمرار تراجع الجنيه أمام العملة الأميركية في السوق الموازية، بسبب زيادة الطلب ونقص المعروض منها.
وارتفع سعر غرام الذهب بقيمة تصل إلى 255 جنيهاً، السبت، مقارنة بسعره أول من أمس الخميس، ليسجل سعر الغرام عيار 24 الخاص بالسبائك 2.725 جنيهاً بدلاً من 2.470 جنيهاً، وعيار 21 الأكثر تداولاً في الأسواق 2.385 جنيهاً بدلاً من 2.160 جنيهاً للغرام، وعيار 18، 2.045 جنيهاً بدلاً من 1.900 جنيه للغرام.
وارتفع سعر جنيه الذهب، الذي يزن 8 غرامات من عيار 21، من 17.280 جنيهاً إلى 19.080 جنيهاً، وأوقية الذهب محلياً (تزن 31.1 غراماً من عيار 24) من 76.820 جنيهاً إلى 84.750 جنيهاً، مقابل نحو 1.914 دولاراً عالمياً.
وبذلك، رفع التجار في مصر تقييم الدولار في سعر الذهب من نحو 40 جنيهاً إلى 44 جنيهاً، مقارنة مع 38.75 جنيهاً لشراء الدولار في السوق غير الرسمية، و39.75 لسعر البيع، وما يناهز 31 جنيهاً للدولار في البنوك الرسمية.
ويعاني الاقتصاد المصري من التضخم مع تدهور قيمة الجنيه، وارتفاع سعر الدولار والعملات الأجنبية، وتآكل القدرة الشرائية للمواطن، وسط مخاوف من تعويم جديد للعملة، وموجة غلاء مرتقبة.
وقفز معدل التضخم السنوي في البلاد إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث وصل إلى 38.2% مقابل 36.8% في يونيو/حزيران، في مؤشر على استمرار قفزات أسعار السلع والخدمات، وتدني القدرة الشرائية للمواطن، وزيادة الضغوط على العملة المحلية.
وتعاني البنوك المصرية من ندرة الدولار، ويظهر ذلك في عدم قدرتها على توفيره للموردين الذين ما زالوا يعانون من تراكم مستلزمات الإنتاج في الموانئ، ما يدفع أسعار السلع الأساسية للارتفاع بصورة دورية.
يذكر أن الجنيه تراجع عبر تخفيضين متتاليين بنسبة 50% في 2022، ثم فقد 20% مجدداً من قيمته مع بداية عام 2023، قبل أن يصل سعر الدولار إلى 46 جنيهاً في سوق التعاملات الآجلة لمدة عام.