أعلن وزير الاقتصاد الإيراني فرهاد دجبسند، اليوم الثلاثاء، عن ارتفاع الصادرات غير النفطية الإيرانية إلى 33 مليارا و400 مليون دولار خلال العام الفارسي الحالي الذي شارف على الانتهاء، وستبدأ السنة الجديدة اعتبارا من الأحد المقبل. في حين يواجه الإيرانيون ارتفاعا قياسيا في أسعار السلع مع اقتراب السنة الفارسية الشمسية الجديدة ودخول البلاد في عطلة رأس السنة "النوروز".
وتوقع وزير الاقتصاد الإيراني أن ترتفع أرقام الصادرات غير النفطية خلال الأيام المتبقية من العام الحالي إلى 35 مليار دولار، قائلا إن هذا الارتفاع كان عكس التوقعات التي قدرت بأن هذه الصادرات ستصل إلى 27 مليار دولار.
وأضاف دجبسند أن النمو الاقتصادي الإيراني خلال الأشهر الثلاثة الثالثة للعام المالي الحالي (من 22 سبتمبر/ أيلول إلى 20 ديسمبر/ كانون الأول 2020) "كان إيجابيا"، مشيرا إلى أن أرباح شركات البورصة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام ارتفعت ثلاثة أضعاف بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
علما أن البورصة الإيرانية تتجاهل تلك الأرباح فتشهد نزيفا حادا منذ أغسطس/آب الماضي، حيث تراجعت مؤشراتها من مليونين و100 ألف إلى مليون و150 ألف نقطة، قبل أن تشهد خلال الأيام الأخيرة تحسنا جزئيا لترتفع إلى مليون وأكثر من 281 ألف نقطة خلال مداولات اليوم الثلاثاء.
وأوضح الوزير الإيراني أن إيرادات الحكومة من الضرائب خلال العام المالي الحالي من 21 مارس/آذار 2020 إلى اليوم قد تحققت بالكامل بقيمة 1800 تريليون ريال.
إلى ذلك، كشف المتحدث باسم الجمارك الإيرانية روح الله لطيفي عن أن حجم التجارة الإيرانية مع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي وصل إلى 23 مليارا و165 مليون دولار، مشيرا في تصريحات أوردتها وكالة "إرنا" الإيرانية إلى تجارة إيران مع 11 دولة عضو أو عضو مراقب بالمنظمة.
وأضاف أن التجارة مع الصين كدولة عضو في شنغهاي تحتل المرتبة الأولى بقيمة 15 مليارا و518 مليونا و492 دولارا خلال الشهور الـ11 الماضية من العام الإيراني الحالي الذي سينتهي في 21 مارس.
على صعيد آخر، تشهد إيران هذه الأيام موجة تضخم قياسي في أسعار السلع مع اقتراب السنة الإيرانية الجديدة يوم الأحد المقبل واحتفالات "النوروز"، فضلا عن نقص في بعض السلع مثل الدجاج، وشوهدت طوابير في بعض المدن الإيرانية أمام المتاجر لشراء الدجاج خلال الأيام الأخيرة.
وفيما يتحدث مراقبون وأصحاب متاجر عن نقص الدجاج في السوق ما أدى إلى ارتفاع سعرها وتشكيل طوابير أمام بعض المتاجر، قال المدير التنفيذي لشركة خدمات اللحوم بمحافظة طهران رضا سالمي، في حديث مع وكالة "فارس" الإيرانية، إن البلاد تنتج شهريا 220 إلى 250 ألف طن من لحوم الدجاج، ما يعادل يوميا 7200 إلى 7500 طن.
وأضاف أن استهلاك المواطنين الإيرانيين اليومي للحوم الدجاج نحو 6300 طن، مشيرا إلى وجود نحو ألف طن زيادة على الاستهلاك اليومي.
وفي معرض رده على سؤال عن أسباب ارتفاع أسعار الدجاج في الأيام الأخيرة، قال إن حديث بعض المسؤولين عن وجود نقص في هذه السلعة أقلق المواطنين ودفعهم إلى شرائها وتخزينها، متوقعا انخفاض الأسعار مع تراجع السلوك الانفعالي للمواطين بسبب أعياد "النوروز".
إلى ذلك، نشرت صحيفة "همشهري" الإيرانية تقريرا في وقت سابق من الشهر عن الوضع الاقتصادي للبلاد مع اقتراب السنة الجديدة، مشيرة إلى ارتفاع أسعار بعض السلع نحو 3 أضعاف خلال هذه الفترة، مثل الأسماك. وأشارت إلى أن أسعار كيلوغرام واحد من الدجاجة في المتاجر تتراوح بين دولار واحد إلى دولار و4 سنتات.
علما أن الحكومة تعرض الدجاج في متاجر خاصة بأسعار أقل، وهو ما دفع بعض المواطنين متوسطي الدخل إلى الاصطفاف أمامها.
وحسب آخر بيانات مركز الإحصاء الإيراني، فقد ارتفع معدل التضخم الشهري إلى 48% بعد تسجيل ارتفاع في أسعار السلع وخاصة المواد الغذائية، وهي السلع الأساسية للمواطن، التي سجلت ارتفاعا كبيرا بنسبة 66.8% بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
ويأتي هذا الارتفاع إلى جانب صعود مستمر في أسعار السلع خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وفرضها عقوبات شاملة على الاقتصاد الإيراني طاولت مفاصله بالكامل. غير أن خبراء إيرانيين يرون أن السياسات الاقتصادية للحكومة لا ترتقي إلى مستوى مواجهة التحديات الاقتصادية الناتجة عن العقوبات وتداعيات فيروس كورونا الاقتصادية في البلاد.
إلى ذلك، تشهد سوق العملات الأجنبية في إيران هذه الأيام استقرارا نسبيا، فقد وصل سعر صرف الدولار الأميركي خلال مداولات اليوم الثلاثاء إلى 246000 ريال.