ارتفاع سعر الذهب يزيد الإقبال على عيار 18 في إدلب

14 سبتمبر 2024
سوق في إدلب، 6 إبريل 2024 (عز الدين قاسم/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **ارتفاع أسعار الذهب يدفع الشبان في إدلب لاستبدال الذهب من عيار 21 بعيار 18 الأرخص ثمناً والأقل جودة، مما يؤثر على خطط الزواج.**
- **الشبان مثل أيوب البكر ومروان الشروم يواجهون صعوبات مالية كبيرة، مما يدفعهم لتأجيل الزواج أو شراء ذهب أقل جودة لتلبية متطلبات الزواج.**
- **الإقبال على شراء المصوغات الذهبية ضعيف جداً بسبب ارتفاع معدلات الفقر وقلة مصادر الدخل، مما يدفع الكثيرين لتأجيل الزواج أو الاعتماد على الذهب من عيار 18.**

تواصل أسعار الذهب ارتفاعها، لتسجل مستويات قياسية في الآونة الأخيرة، ما دفع المضطرين لشرائه، لا سيما الشبان المقبلين على الزواج في إدلب، لاستبدال الذهب من عيار 21 بالعيار 18 الأرخص ثمناً والأقل جودة.

وقال أيوب البكر، وهو نازح يقيم في مخيمات كللي، شمال غرب إدلب، إنه فوجئ بالارتفاع اليومي لأسعار الذهب، ما دفعه للتساؤل عن إمكانية شرائه، ولم يجد بُدّاً من تأجيل فكرة الزواج ريثما يتسنى له ادخار مبلغ إضافي من المال، مما يمكنه من شراء الحد الأدنى اللازم لإتمام مهر خطيبته والزواج، لا سيما أن طقوس الزواج لا يمكن أن تكتمل دون شراء المصوغات الذهبية.

أما الشاب العشريني، مروان الشروم، فلم يلجأ لتأجيل موعد عرسه كسابقه، إنما عمد إلى شراء مصوغات ذهبية لخطيبته عيار 18، كونها أقل سعراً، وتتوافق مع إمكانياته المتوفرة، بغض النظر عن جودتها مقارنة مع عيار 21. وأشار إلى أنه يحصل على أجرة شهرية مقابل عمله في أحد المحالّ التجارية لا تتجاوز 2000 ليرة تركية، أي أقل من 70 دولاراً، في حين وصل سعر أقل محبس ذهب إلى 250 دولاراً، بينما يحتاج لعدة قطع ذهبية بأوزان قليلة لتصل إلى 25 غراماً، وبقيمة لا تقل عن 1500 دولار لإكمال متطلبات زواجه.

تأثير ارتفاع الذهب

ويحصل الشاب وائل الكرامي العامل في مهنة الحدادة، على أجرة يومية لا تتجاوز 100 ليرة تركية، وهذا المبلغ لا يكفيه لشراء الخبز والطعام لإخوته المعيل لهم بعد وفاة والده، ولأنه عجز عن تأمين المهر الذي حدد بالدولار، وبقدر معين من الذهب، كسائر المهور في المنطقة، تمكّن من إقناع والد خطيبته بشراء ذهب من عيار 18 بدلاً من عيار 21، تيسيراً للأمور، والتوقف عن مزيد من التأجيلات، خاصة أن أسعار الذهب ما زالت في ارتفاع شبه يومي، بينما لم يطرأ على أجرته اليومية أي تطور يُذكر.

من جانبه، قال صاحب أحد محال الصاغة في قاح شمال إدلب، الصائغ عدي القسوم، لـ"العربي الجديد" إن الإقبال على شراء المصوغات الذهبية ضعيف جداً بالتزامن مع ارتفاع معدلات الفقر وقلة مصادر الدخل وارتفاع أسعار الذهب بشكل قياسي في مدة قصيرة لم تتجاوز أربعة أشهر.

وبين أن الكثير من الشبان عزفوا عن فكرة الزواج أو تأجيله، بسبب هذا الغلاء الذي أحدث فارقاً كبيراً، أو الاعتماد على عيار الذهب 18 لوجود فارق في السعر مقارنة مع عيار 21، رغم أن هذا العيار من الذهب لم يكن متداولاً في المنطقة لقلة الطلب عليه، مقارنة بعيار 21 ذي الجمالية العالية.

المساهمون