ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية والنحاس إلى 15 ألف دولار

22 مايو 2024
منجم نحاس لشركة غلينكور في زامبيا، 2 مايو 2017 (أندريز بيترسون/getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك النحاس والألومنيوم، ارتفاعًا قياسيًا هذا الشهر، مدفوعة بزيادة الطلب الصيني واضطرابات سلسلة التوريد العالمية بسبب جائحة كوفيد-19 والتوترات الجيوسياسية.
- تسببت الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط، إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة، في زيادة تكاليف النقل والإنتاج، مما أسهم في دفع أسعار السلع الأساسية للارتفاع، وسط توقعات بمزيد من الزيادات.
- أعلنت شركة ريو تينتو حالة القوة القاهرة لتصدير الألومينا من أستراليا بسبب تخريب بخط أنابيب الغاز، مما يشير إلى استمرار التحديات في سلاسل التوريد ويعزز التوقعات بأن عاصفة التضخم لم تنته بعد.

شهدت أسعار السلع الأساسية ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، خلال الشهر الجاري، حيث ارتفعت أسعار النحاس يوم الاثنين، في التعاملات المستقبلية لتسليم يوليو/تموز إلى مستوى قياسي بلغ 5.1990 دولاراً للرطل أو 11.460 دولاراً للطن. وأشار كاميرون كريس، خبير المعادن بوكالة بلومبيرغ إلى أن عدد السلع في مؤشر بلومبيرغ التي ارتفعت بنسبة 25% خلال الشهور الثلاثة الماضية بلغ أكثر من سبع سلع.

ويرى محللون أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية يعود إلى مجموعة عوامل على رأسها ارتفاع الطلب الصيني، باعتبار الصين أكبر مشتر للموارد الطبيعية في العالم. وأدى نموها الاقتصادي وتوسعها الصناعي إلى زيادة استهلاك المواد الخام، مثل المعادن والطاقة والمنتجات الزراعية.

أما العامل الثاني، فهو اضطرابات سلسلة التوريد العالمية، حيث أثرت جائحة كوفيد-19 في تعطيل سلاسل التوريد، مما أثر بالإنتاج والنقل. ومع تعافي الاقتصادات، هناك زيادة في الطلب على السلع الأساسية، لكن العرض لم يصل بعد إلى مستويات تغطية الطلب. وهذا الخلل يدفع أسعار السلع الأساسية إلى الارتفاع.

أما العامل الثالث، فهو التوترات الجيوسياسية، إذ تسببت الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط في حدوث اضطرابات بأسواق السلع الأساسية.

على سبيل المثال، يجري استبدال إمدادات الفحم والنفط من روسيا ببدائل من مواقع أبعد، مما يؤثر بتكاليف النقل، كما رفعت اضطرابات حركة الشحن في البحر الأحمر من أسعار النقل، ورفعت معدل التضخم حول العالم.

والعامل الرابع لقفزة أسعار السلع الرئيسية الحالية هو ارتفاع أسعار الطاقة، بشكل ملحوظ. وفي الفترة من إبريل 2020 إلى مارس 2022، شهد العالم أكبر زيادة في أسعار الطاقة منذ ارتفاع أسعار النفط في عام 1973. ويرى محللون أن هذه العوامل ساهمت بارتفاع أسعار السلع الأساسية بدءاً من السلع الغذائية، مثل القهوة والكاكاو وعصير البرتقال، إلى السلع الصناعية مثل النحاس والألومنيوم والكوبالت.

ووفق وكالة بلومبيرغ، سجل الألومنيوم أعلى مستوياته خلال 23 شهراً يوم الثلاثاء، بسبب مشكلات الإنتاج المستمرة الناشئة من أستراليا. ويشير ارتفاع أسعار السلع الأساسية على نطاق واسع إلى أن عاصفة التضخم التي يكافحها محافظو البنوك المركزية لم تنته بعد.

وكانت شركة ريو تينتو، إحدى أكبر شركات إنتاج الألومنيوم، قد أعلنت حالة القوة القاهرة لتصدير الألومينا من مصافيها في كوينزلاند بأستراليا. ويرجع ذلك إلى تخريب بخط أنابيب الغاز الطبيعي الذي تديره شركة Queensland Gas Pipeline.
وشهد النحاس حجم تداول كثيف يوم الاثنين، إذ وصل سعر التسليم في يوليو إلى مستوى قياسي عند 5.1990 دولاراً للرطل أو 11.460 دولاراً للطن. وجرى تداول ما يعادل 68 مليار دولار من النحاس خلال 24 ساعة، ما رفع  سعر المعدن البني بنسبة 35% حتى الآن.

وقال جيف كوري، خبير المعادن السابق في مصرف غولدمان ساكس والرئيس التنفيذي الحالي لاستراتيجية Energy Pathways في شركة كارلايل لإدارة الأصول، في مقابلة مع "بلومبيرغ" نشرت بعنوان "النحاس هو النفط الجديد"، إن النحاس "هو أعلى تجارة من حيث الحجم وسرعة الارتفاع رأيتها على الإطلاق". ووفق قراءة كوري لمسارات الطاقة فإن سعر النحاس يتجه للارتفاع  إلى 15 ألف دولار للطن و6.80 آلاف دولار للرطل.

المساهمون