استمع إلى الملخص
- أصبحت النرويج المورد الرئيسي للغاز الطبيعي لألمانيا، حيث تشكل 45% من الشحنات، بعد أن حلت محل روسيا التي كانت تورد 55% من الغاز قبل الحرب الأوكرانية.
- يشير المحللون إلى أن تحول ألمانيا عن الغاز الروسي يعزز استقلال الطاقة ويفتح فرصًا للاستثمار في الطاقة المتجددة، رغم التحديات في استقرار العرض خلال الشتاء.
أظهرت تقديرات أولية لاتحاد المرافق الألمانية (BDEW) أن الطلب على الغاز الطبيعي في ألمانيا ارتفع بنسبة 3.3% في عام 2024، بسبب انخفاض الأسعار مقارنة بالعام الماضي، وذلك وفق تقرير لنشرة "أويل برايس" مساء الأربعاء. ووفق النشرة، قالت المجموعة الصناعية إنه على الرغم من النمو الاقتصادي الضعيف، فقد رفعت الصناعة الألمانية استهلاكها من الغاز الطبيعي هذا العام من مستويات منخفضة للغاية شوهدت في عام 2023. وقال BDEW إن مبيعات الغاز الطبيعي للصناعة ارتفعت بنسبة 5.8% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، وزادت مبيعات توليد الطاقة التي تعمل بالغاز بنسبة 1.9%.
واحتفظت النرويج بمكانتها بصفتها أكبر منتج للنفط والغاز في أوروبا الغربية، وأكبر مورد للغاز الطبيعي إلى ألمانيا، بحصة تبلغ 45% من جميع شحنات الغاز. وحلت النرويج محل روسيا كأكبر مورد للغاز عبر خطوط الأنابيب لألمانيا وأوروبا في عام 2022، بعد أن قاطعت موسكو العديد من عملائها في الاتحاد الأوروبي بسبب الحرب الأوكرانية. واستوردت ألمانيا الغاز الطبيعي المسال عبر محطات الغاز الطبيعي المسال العائمة الجديدة التي سارعت إلى تركيبها، بعد أن فقدت جميع إمدادات خطوط الأنابيب من روسيا.
وفي عام 2021، قبل الحرب الأوكرانية، كان ما يقرب من 55% من واردات ألمانيا من الغاز الطبيعي يأتي من روسيا. وبحلول أواخر عام 2022 وحتى عام 2023، انخفض هذا الرقم بشكل كبير مع تنفيذ ألمانيا تدابير لتنويع مصادر الطاقة لديها. وتشير التقارير إلى أن الغاز الروسي يشكل الآن أقل من 10% من إجمالي استهلاك الغاز في ألمانيا، ويُعزى هذا الانخفاض إلى زيادة الواردات من موردين بديلين، مثل النرويج وهولندا، وموردي الغاز الطبيعي المسال من مختلف الأسواق العالمية.
ويشير محللون إلى أن "تحول ألمانيا بعيدًا عن الغاز الروسي لم يأت فقط استجابة للضغوط الجيوسياسية، ولكنه أيضًا جزء من استراتيجية أوسع نحو استقلال الطاقة". وشدد هؤلاء على أنه على الرغم من أن التحول كان صعباً، إلا أنه فتح فرصاً للاستثمار في تكنولوجيات الطاقة المتجددة.
وقال مصرف "كومرتس بنك" الألماني يوم 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في تعليق على الآثار الاقتصادية لانخفاض واردات الغاز الروسي: "أدى انخفاض الاعتماد على الغاز الروسي إلى زيادة التقلبات في أسعار الطاقة؛ ومع ذلك، فإنه يمثل أيضًا فرصة لألمانيا لتعزيز أمن الطاقة من خلال التنويع". وشدد البنك على أن هذا التحول "يمكن أن يؤدي إلى استقرار الأسعار على المدى الطويل إذا تمت إدارته بفعالية".
من جانبه، قال مصرف "دي زد" الألماني إن "سياسة الطاقة الحالية في ألمانيا تركز على الاستدامة والمرونة". وأشار إلى أنه على الرغم من استمرار التحديات المباشرة في ما يتعلق باستقرار العرض خلال أشهر الشتاء، فإن التوقعات طويلة المدى تبدو إيجابية مع استمرار الاستثمارات في مصادر الطاقة البديلة. ويرى محللون أن ألمانيا بحاجة إلى استثمارات أكبر في منصات الغاز الطبيعي المسال.