ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف من اتساع نطاق الصراع في المنطقة

29 يوليو 2024
ضعف الطلب الصيني ضغط على أسعار النفط، منطقة شينجيانغ 4 يناير 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ارتفعت أسعار النفط بعد هجوم صاروخي على الجولان السوري المحتل، حيث صعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.3% ولخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.1%.

- فوض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الحكومة للرد على الهجوم الصاروخي الذي تسبب في مقتل 12 طفلاً، مع قصف الطائرات الإسرائيلية أهدافاً في جنوب لبنان.

- أثارت بيانات انخفاض واردات الصين من زيت الوقود بنسبة 11% مخاوف بشأن مستقبل الطلب على النفط، مع توقعات بتراجع الطلب الأميركي على النفط.

ارتفعت أسعار النفط، اليوم الاثنين،‭‭ ‬‬لتقلص خسائر الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من اتساع الصراع بالمنطقة في أعقاب هجوم صاروخي على الجولان السوري المحتل، في الوقت الذي حمّلت فيه إسرائيل والولايات المتحدة جماعة حزب الله اللبنانية المسؤولية عنه بينما نفى الحزب مسؤوليته.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 40 سنتاً، أو 0.5%، إلى 81.53 دولارا للبرميل بحلول الساعة 06.50 بتوقيت غرينتش. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 34 سنتا، أو 0.4%، إلى 77.5 دولارا للبرميل. وفي الأسبوع الماضي، خسر برنت 1.8% بينما هبط غرب تكساس الوسيط 3.7% بسبب ضعف الطلب الصيني والآمال في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وأمس الأحد، فوض مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو لاتخاذ قرار بشأن "طريقة وتوقيت" الرد على الهجوم الصاروخي الذي وقع يوم السبت على الجولان السوري المحتل وتسبب في مقتل 12 طفلاً وفتى. ونفى حزب الله مسؤوليته عن الهجوم. وامتد هذا الصراع إلى عدة جبهات ويهدد بالامتداد إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً. وتعهدت إسرائيل بالرد على حزب الله في لبنان، وقصفت الطائرات الإسرائيلية أهدافاً في جنوب لبنان أمس الأحد واليوم الاثنين.

وقال توشيتاكا تازاوا، المحلل في فوجيتومي للأوراق المالية: "أدى القلق بشأن تصاعد التوتر في الشرق الأوسط إلى عمليات شراء جديدة، لكن المكاسب كانت محدودة بسبب المخاوف المستمرة من ضعف الطلب في الصين". وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، اكتسبت آمال وقف إطلاق النار في غزة زخما. لكن إسرائيل تسعى إلى إدخال تغييرات على خطة هدنة في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، وهو ما يعقد الاتفاق النهائي لوقف الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر، وفقاً لمسؤول غربي ومصدر فلسطيني ومصدرين مصريين.

وفي ما يتعلق بالطلب، أثارت بيانات صادرة في وقت سابق من هذا الشهر، والتي أظهرت أن إجمالي واردات الصين من زيت الوقود انخفض بنسبة 11 بالمائة في النصف الأول من عام 2024، مخاوف بشأن مستقبل الطلب على نطاق أوسع في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم. وقال بوب يوغر، مدير إدارة العقود الآجلة للطاقة لدى ميزوهو في نيويورك: "الطلب الصيني يتجه نحو التدهور هنا، كما أن أسعار النفط الخام تتجه نحو الانخفاض". وأضاف يوغر أن الاقتصاد الصيني يواجه خطر الدخول في دورة انكماشية، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض الأسعار بسبب تراجع الطلب. 

وفي الوقت نفسه، أضافت شركات الطاقة الأميركية الأسبوع الماضي منصات للنفط والغاز الطبيعي للأسبوع الثاني على التوالي، ما عزز العدد الشهري بأكبر قدر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، حسبما ذكرت شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز في تقريرها الذي يحظى بمتابعة وثيقة يوم الجمعة. ومن المتوقع أيضا أن يتراجع الطلب الأميركي على النفط مع استعداد مصافي التكرير الأميركية لخفض الإنتاج بسبب اقتراب نهاية موسم الإجازات الصيفية في أوائل سبتمبر/ أيلول. 

وقال جورج خوري، رئيس قسم الأبحاث والتعليم لدى شركة سي.أف.أي. إن "بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي التي جاءت أفضل من المتوقع، دعمت سوق النفط الخام في البداية. لكن هذه المكاسب بددتها المخاوف المتعلقة بتراجع الطلب الصيني على النفط". وقالت مجموعة سيتي غروب في مذكرة بحثية، الخميس الماضي، إنه في حال فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فإن رئاسته قد يكون لها تأثير هبوطي على أسعار النفط بسبب تضافر مجموعة من العوامل، من بينها الرسوم الجمركية والسياسات الملائمة والمشجعة للقطاع، والضغط على منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها لضخ مزيد من الخام في السوق.

وقال محللون إن "ترامب قد يتراجع عن السياسات البيئية، لكن من غير المرجح إلى حد كبير... إلغاء (قانون خفض التضخم) بسبب تأثيراته الإيجابية في الولايات التي تصوت لصالح الجمهوريين". وأضافوا أن الخطر الرئيسي الذي يثير احتمالات زيادة الأسعار في ظل رئاسة ترامب يتمثل في الضغط على إيران، على الرغم من محدودية هذا التأثير. وإذا تبنى ترامب مرة أخرى حملة "أقصى ضغط" على طهران، فقد تتراجع الصادرات الإيرانية بما يراوح بين 500 و900 ألف برميل يوميا.

(رويترز)

المساهمون