عقدت المجموعة الدولية اجتماعاً في باريس، الثلاثاء، لحشد الدعم مجدداً لأوكرانيا، مع هدف مضاعف هذه المرة هو تنظيم تقديم مساعدة فورية للشعب الأوكراني الذي يتعرّض يومياً لهجمات روسية، والتحضير لإعادة الإعمار، وهو ما جرى تخصيص نحو مليار يورو لتنفيذه.
وأعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أن المؤتمر الدولي لدعم أوكرانيا الذي استضافته باريس، أتاح جمع هبات بحوالي مليار يورو لمساعدة السكان على تحمّل فصل الشتاء، في بلد دمّرت الضربات الروسية منشآت الطاقة فيه.
وأوضحت كولونا أن من أصل مبلغ المليار يورو، سيُخصص 415 مليوناً لقطاع الطاقة، و25 مليوناً للمياه، و38 مليوناً للغذاء، و17 مليوناً للصحة، و22 مليوناً لوسائل النقل فيما لم يُقسم المبلغ المتبقى.
وبعد مؤتمرات لوغانو ووارسو وبرلين في الأشهر الأخيرة، يهدف هذا الاجتماع إلى تحييد الاستراتيجية التي تنفذها روسيا منذ أكتوبر/ تشرين الأول، والقائمة على مهاجمة البنية التحتية المدنية للتسبب بمعاناة الأوكرانيين وإضعاف المقاومة.
وعُقد المؤتمر صباحاً في وزارة الخارجية، تحت عنوان "متضامنون مع الشعب الأوكراني"، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على "تويتر" الأحد، بعدما تحدث مع ماكرون: "قمنا بمطابقة مواقفنا قبل مؤتمر الدعم في باريس".
سيركز المتحدثون في المؤتمر على خمسة مجالات أساسية: الطاقة والمياه والغذاء والصحة والنقل، لتمكين أوكرانيا من الحفاظ على تشغيل البنية التحتية الأساسية.
EN DIRECT | Déclaration du Président @EmmanuelMacron à son arrivée à la conférence « Solidaires du peuple ukrainien ». https://t.co/FdGbtzhmfl
— Élysée (@Elysee) December 13, 2022
وقالت مصادر في الإليزيه والخارجية الفرنسية إن "الهدف المباشر هو عدم انهيار شبكة الكهرباء الأوكرانية وألا تحصل +عتمة+ لعدة أسابيع وألا تتجمد المياه في الأنابيب"؛ لأن هذه الأخيرة ستكون حينذاك خارجة عن الخدمة "حتى الصيف".
وأضافت المصادر أن "الجهود يجب أن تركز على إصلاح البنية التحتية، بعد كل ضربة روسية، لكي يتمكن السكان من قضاء فصل الشتاء وإبقاء معنوياتهم عالية".
وإلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، سيتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر الفيديو. وقال الإليزيه إنه سيجري تمثيل "رؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء" من 47 دولة.
الصين الغائب الأكبر
قال مصدر دبلوماسي إن الصين هي الغائب الأكبر عن المؤتمر. في المقابل، سيحضر سفراء دول الخليج والهند كرمز للتضامن الذي يجري التعبير عنه خارج حدود أوروبا أو أميركا الشمالية.
وأضاف المصدر أن صندوق النقد الدولي سيكون حاضراً أيضاً، وكذلك البنك الدولي، من خلال مسؤولين إقليميين، مع عدم توقع أي إعلانات جديدة منهم.
وانتهي الجزء الذي تشرف عليه الخارجية بعد الظهر، بمؤتمر صحافي لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ورئيس الوزراء الأوكراني.
وستتواصل أعمال المؤتمر بعد ذلك في مركز المؤتمرات بيار منديز-فرانس في وزارة الاقتصاد، وستأخذ طابع "محادثات ثنائية من أجل صمود أوكرانيا وإعادة إعمارها".
Il fait -1 à Paris comme à Kiev, mais là-bas c'est la guerre et des millions d'Ukrainiens vivent sans électricité.
— Catherine Colonna (@MinColonna) December 13, 2022
La Conférence de Paris "Solidaires du peuple ukranien" va s'ouvrir.#Ukraine #StandWithUkraine️ #Kyiv https://t.co/0wAv534UYC pic.twitter.com/ul29EfW0gF
الهدف هو حشد الشركات الفرنسية لإعادة الإعمار
جرت دعوة حوالى 500 شركة فرنسية من الشركات العملاقة في CAC 40 إلى الشركات الناشئة الرقمية، لإجراء محادثات تركز هذه المرة على المرحلة طويلة الأمد.
وبعد كلمة جديدة للرئيس الأوكراني وخطاب لماكرون، بحضور رئيس الوزراء الأوكراني، نُظمت طاولات مستديرة لمناقشة قطاعات البنى التحتية والتكنولوجيا والرقمنة والصحة والطاقة والغذاء الزراعي.
انكماش عميق
وأوضح قصر الإليزيه أنه بالرغم من عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وعدم وجود أي أفق لإنهاء الحرب، "طلب الأوكرانيون بحث إعادة الإعمار".
وذلك لأن مناطق معينة من البلاد التي تعرّضت لأضرار منذ بدء الحرب هي الآن في وضع إعادة إعمار، بالإضافة إلى ذلك، ستستغرق الورشة التي تنتظر أوكرانيا سنوات.
كلفة الحرب بالنسبة لأوكرانيا باهظة
وقالت آنا بيرد نائبة رئيس البنك الدولي لأوروبا وآسيا الوسطى: "لقد أبلغنا في مطلع سبتمبر/ أيلول أن الكلفة ستكون حوالى 350 مليار دولار، لكن ذلك لا يشمل سوى الفترة الممتدة من بداية الحرب حتى 1 يونيو/ حزيران".
وأضافت أن تقديرات جديدة ستُنشر "في مطلع 2023"، وستكون بدون شك أعلى بكثير.
وقالت المسؤولة: "مع الهجمات الأخيرة في البلاد سيكون الانكماش أقوى، ويمكن أن نتوقع أن يقترب من 40%".
ولم تعط رقماً بالنسبة للسنة المقبلة، بسبب "عدم اليقين الكبير".
والاثنين، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، أن قادة مجموعة السبع الذين عقدوا قمة افتراضية، قرروا إقامة "منصة" لـ"تنسيق المساعدات المالية" لأوكرانيا.
(فرانس برس)