اتفاق تاريخي لمجموعة السبع بشأن ضريبة الشركات

05 يونيو 2021
اتفاق مجموعة السبع يشكل قاعدة لاتفاق على مجال أوسع عالمياً (فرانس برس)
+ الخط -

تعهّد وزراء مالية دول مجموعة السبع بفرض نسبة ضريبة عالمية دنيا على الشركات، قدرها "15% على الأقل"، بحسب ما جاء في بيان مشترك نُشر السبت، بعد اجتماع استمرّ يومين في لندن.

وقال الوزراء في البيان: "نلتزم فرض ضريبة دنيا عالمية لا تقل عن 15 بالمائة، على أساس كل دولة على حدة"، معبرين عن أملهم "في التوصل إلى اتفاق نهائي في اجتماع موسع، في تموز/يوليو، لوزراء مال دول مجموعة العشرين".

ووصف وزير المال البريطاني ريشي سوناك، الذي تتولى بلاده رئاسة مجموعة السبع حالياً، هذا الاتفاق بين القوى الكبرى السبع، بأنه "تاريخي".

وأضاف سوناك، في رسالة مصورة نُشرت على تويتر "يسعدني أن أقول إن وزراء مالية مجموعة السبع اليوم، بعد سنوات من المناقشات، توصلوا إلى اتفاق تاريخي لإصلاح النظام الضريبي العالمي لجعله مناسبًا للعصر الرقمي العالمي، وللتأكد بشكل حاسم من أنه عادل.. الشركات الصحيحة تدفع الضريبة الصحيحة في الأماكن الصحيحة".

من جهته، قال وزير المال الألماني أولاف شولتز، وفقا لوكالة "فرانس برس"، إنه "نبأ سار جدا للعدالة الضريبية والتضامن، وسيئ للملاذات الضريبية في جميع أنحاء العالم". وأكد أن "الشركات لن تتمكن بعد الآن من التهرب من التزاماتها الضريبية عن طريق تحويل أرباحها بذكاء إلى دول" ضرائبها منخفضة.

ويهدف الاتفاق، الذي يمكن أن يشكل الأساس لاتفاق عالمي الشهر المقبل، إلى إنهاء "سباق نحو القاع" مستمر منذ عقود، وفيه تتنافس البلدان على جذب الشركات العملاقة بفرض ضرائب منخفضة للغاية ومنح إعفاءات.

وظل قرار فرض ضريبة عالمية موحدة على أرباح الشركات الكبرى، محل خلاف بين الدول الكبرى منذ وقت طويل.

وإبرام الاتفاق يضيّق الخناق على الشركات الكبرى التي تقول بعض الدول إنها لا تدفع ما يكفي من ضرائب، ما كلف الخزائن العامة لتلك الدول مئات المليارات من الدولارات، ما يجعلها الآن بحاجة إلى تعويض ذلك النقص بشكل عاجل لسداد التكلفة الهائلة لدعم اقتصاداتها التي تضررت بشدة من أزمة فيروس كورونا.

وتسعى الدول الغنية سعيا حثيثا منذ سنوات من أجل الاتفاق على طريقة لجمع المزيد من الإيرادات من الشركات الكبرى متعددة الجنسيات، مثل غوغل وأمازون وفيسبوك، والتي غالبا ما تجني أرباحا في الدول التي تجعلها تدفع القليل من الضرائب أو لا تدفع ضرائب على الإطلاق.

وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير، أمس الجمعة، وفقا لوكالة "رويترز" : "نحن على بعد ملليمتر واحد من اتفاق تاريخي".

وأعطت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المحادثات المتوقفة دفعة جديدة، من خلال اقتراح أن يكون الحد الأدنى لضريبة الشركات العالمية عند ‭‭15‬‬ بالمائة، وهو ما يتجاوز ما تفرضه دول مثل أيرلندا، لكنه أقل من أدنى مستوى في مجموعة السبع.

وكانت الولايات المتحدة طرحت أولا ضريبة دنيا على الشركات بنسبة 21%، قبل أن تخفضها إلى 15% في محاولة لجمع تأييد عدد أكبر من الدول.

ويفسح اتفاق مجموعة السبع المجال أمام الاتفاق على نسبة أعلى خلال محادثات لاحقة في إطار مجموعة العشرين الأكبر، خلال اجتماعها المقرر في يوليو/ تموز بمدينة البندقية الإيطالية.

(العربي الجديد، وكالات)

المساهمون