يكمل اليوم إضراب السكك الحديدية ما بدأت به الثلوج وموجات الصقيع قبل أيام من شلّ الحركة وتعطيل الأعمال في بريطانيا، وسط حالة عامة من عدم اليقين.
وحذّرت الأرقام الرسمية من أن شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي شهد أعلى مستوى منذ أكثر من عقد من أيام العمل الضائعة بسبب الإضرابات التي شملت العديد من القطاعات الصناعية الحيوية.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن 417 ألف يوم عمل تم هدرها بسبب الخلافات العمالية في أكتوبر هذا العام، وهو أعلى رقم منذ نوفمبر 2011.
وتبدأ اليوم مجموعة جديدة من الإضرابات الصناعية واسعة النطاق لعمّال السكك الحديدية في إنكلترا واسكتلندا وويلز، في انتظار الإضراب الأكثر إيلاماً، والذي سيخوضه القطاع الصحي، بمن فيهم الممرّضون والمسعفون، إضافة إلى عمّال البريد والأمتعة والطرق السريعة، وسائقي الحافلات، وربما عمّال الإطفاء.
ومن المقرّر أن تكمل الحكومة عقد اجتماعاتها الطارئة اليوم وبقية هذا الأسبوع لمناقشة خطط الطوارئ في محاولة لتخفيف الأضرار التي ستنجم عن أكبر حركة إضرابات تشهدها البلاد منذ السبعينيات.
وأعلنت الحكومة عن نيّتها الاستعانة بالعسكريين والموظفين المدنيين لسدّ الفجوة التي سيخلّفها إضراب عمّال الحدود، إضافة إلى الحديث عن اللجوء إلى سائقي سيارات الأجرة وأفراد من القوات المسلحة لإسعاف المرضى.
'Are people going to be sympathetic to train drivers earning £60K a year going on strike?'@toryboypierce and @Kevin_Maguire disagree on the walkouts on the railway taking place today, tomorrow, Friday and Saturday. pic.twitter.com/R5lIlXMp5Q
— Good Morning Britain (@GMB) December 13, 2022
لكن "داونينغ ستريت" حذّر من "اضطراب خطير" ومن عجز كبير سيشهده القطاع الصحي، برغم تدخّل الجيش والقوات المسلحة والمتطوّعين من الموظّفين المدنيين.
واعتبر الأمين العام للسكك الحديدية مايك لينش أن الحكومة "تتعمّد" عرقلة التوصل إلى صفقة مع النقابة.
وقال لينش، في لقاء مع "بي بي سي" الثلاثاء، إن "العرض الأخير الذي قدمته الحكومة ورفضه الاتحاد يوم أمس أقل بكثير من مستوى التضخّم وغير مقبول على الإطلاق". وأضاف أن "الحكومة تعرقل الصفقة عن عمد"، كما حدث بالضبط مع الممرضين والمسعفين، "لأنهم يريدون إبقاء الأجور منخفضة".
من جهته، حث أوليفر دودن، وهو أكبر وزير في مكتب مجلس الوزراء والمسؤول عن التخطيط للإضرابات، النقابات على إلغاء الإضرابات، معتبراً أن الحكومة كانت "عادلة" في التوصيات التي قدّمتها حول مراجعة الأجور.
ومن المقرر أن يبدأ ضباط قوى الحدود التابعون لوزارة الداخلية إضرابهم في 23 ديسمبر/كانون الأول حتى ليلة رأس السنة، مغادرين أكبر مطارين في العاصمة: غاتويك وهيثرو، إضافة لمطارات مدن مانشستر وبرمنغهام وكارديف.
Newcastle Rail & Catering Branch members on the Newcastle picket line this morning outside Newcastle Central Station. Despite the cold members remain red-hot in their determination to defend their jobs, pay and conditions. #SupportRailWorkers pic.twitter.com/hYGWt7j7Bu
— RMT (@RMTunion) December 13, 2022
بينما سيتوقف المسعفون وموظفو غرف استقبال مكالمات الطوارئ والممرضون عن العمل يومي 15 و20 ديسمبر، مما سيفاقم المخاوف من تداعيات هذا الشلل في قطاع صحي يعاني أصلاً من تراجع ملحوظ في الخدمات والقدرة على الاستجابة.
ونشرت "بي بي سي"، اليوم الثلاثاء، خبراً عن رجل مسنّ يبلغ من العمر 89 عاماً، وهو من قدامى المحاربين، أصيب بكسر خطير في الورك وفي الكتف، تمّ نقله إلى المستشفى "مربوطاً بألواح في الجزء الخلفي من شاحنة"، إذ قيل لحفيدته إنه لا توجد سيارات إسعاف متاحة.
يضاف هذا الخبر إلى أخبار عاجلة أخرى ترد كل يوم ولأكثر من مرة عن أشخاص مسنّين اضطروا للانتظار لساعات قبل الحصول على الرعاية اللازمة، حتى قبل أن يبدأ إضراب القطاع الصحي.
ولاتزال الحكومة تتعرض لانتقادات واسعة النطاق وسط إصرارها على "معالجة الأعراض" بدلاً من "معالجة المرض نفسه". إلا أن "داونينغ ستريت" أعاد تأكيده أن "التضخّم هو عدة الجميع"، وأن من شأن تلبية مطالب النقابات العمالية أن تؤدي إلى "ارتفاع الأسعار".
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أنه ومنذ وصول "حزب المحافظين" إلى السلطة في مايو/أيار 2010 ارتفع متوسط الأجور الإجمالية (بما في ذلك المكافآت) بنسبة 5.5 في المائة في القطاع الخاص بحلول سبتمبر/أيلول 2022، لكنه انخفض بنسبة 5.9 في المائة في القطاع العام.
وتضيف الصحيفة أنه بين يناير/كانون الثاني 2021 وسبتمبر 2022، انخفض متوسط الأجر الحقيقي في القطاع الخاص بنسبة 1.5 في المائة، بينما انخفض الراتب في القطاع العام بنسبة 7.7 في المائة.