إيران تستهدف زيادة التجارة مع فنزويلا إلى 20 مليار دولار

13 يونيو 2023
وقّع البَلدان على 19 وثيقة تعاون تشمل جميع قطاعات الاقتصاد (الأناضول)
+ الخط -

يتصدر الاقتصاد أجندة زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، خلال جولته في أميركا اللاتينية، التي تشمل كلاً من فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا وبدأها، أمس الإثنين، من العاصمة الفنزويلية كاراكاس.  

وخلال مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره الفنزويلي، نيكولاس مادورو، ركّز الرئيس الإيراني على ملف الاقتصاد وضرورة التصدي المشترك للعقوبات الأميركية المفروضة على البلدين.  

وأكد رئيسي أنّ طهران وكاراكاس اتخذتا "خطوات جيدة" خلال السنوات الماضية لتطوير العلاقات الاقتصادية في جميع مجالاتها، منها التجارة والطاقة والهندسة والتقنيات. 

وشدد على ضرورة العمل على "إفشال مفاعيل العقوبات وتعاظم القدرات الاقتصادية كأفضل سبيل لمواجهة العقوبات" الأميركية والأوروبية، مضيفاً أنه ستتم إزالة العقبات الجمركية والمصرفية للتسريع في تطوير العلاقات الاقتصادية ورفع التبادل التجاري.  

وأضاف أنّ هناك الكثير من الطاقات التي لم يتم استغلالها بين البلدين، كاشفاً عن أنهما يعتزمان رفع التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار، ومؤكداً أنّ السبيل لتحقيق هذا الهدف هو "الاستثمارات الجادة". 

ولفت رئيسي إلى مسار تطور العلاقات التجارية بين البلدين من 600 مليون دولار عام 2021 إلى 3 مليارات دولارات في الوقت الراهن، مؤكداً أنّ "حجم التبادل التجاري قابل للزيادة إلى 10 مليارات دولار في الخطوة الأولى وثم 20 مليار دولار في الخطوة الثانية". 

وبشأن التوقيع على 19 وثيقة تعاون اقتصادي بين البلدين خلال الزيارة، قال إنّ هذه الوثائق تعكس "إرادة الطرفين للرقي بمستوى العلاقات". 

ووقع مسؤولون إيرانيون وفنزويليون بحضور رئيسي البلدين على 19 وثيقة تعاون تشمل مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات والطاقة والتأمين والنقل البحري والتعليم العالي والزراعة والأدوية والطب والمناجم والتعاون الثقافي. 

من جهته، غرد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، من فنزويلا، قائلاً إنّ "ما يضمن تنفيذ الاتفاقية الاستراتيجية لعشرين عاماً ويحقق عملياً مصالح الشعبين، هو تمتع إيران وفنزويلا بموارد عظيمة من الطاقة والقدرات والطاقات المشتركة والمكملة لبعضها البعض اقتصادياً وتجارياً ووجود إرادة جادة". 

وخلال العام الماضي، أثناء زيارة الرئيس الفنزويلي إلى طهران، وقع البلدان على اتفاقية استراتيجية شاملة لعشرين عاماً في مختلف المجالات وبالذات في المجال الاقتصادي. 

وتربط فنزويلا، في أميركا الجنوبية في الفناء الأميركي، علاقات متميزة مع إيران، مدفوعة بالموقف المشترك الرافض السياسات الأميركية و"الإمبريالية" وكذلك تعرضهما للعقوبات الأميركية المشددة خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفعهما للتوجه إلى تعزيز العلاقات.

وقدمت السلطات الإيرانية، خلال السنوات الماضية، دعماً لفنزويلا لمساعدتها في مواجهة العقوبات الأميركية، سواء من خلال إرسال الوقود أو معدات لتطوير صناعتها النفطية، ما ساهم في زيادة إنتاج فنزويلا للنفط. 

وتفرض الولايات المتحدة حظراً اقتصادياً، ومنه الحظر النفطي، على فنزويلا التي تتعاون مع إيران في مجال صادرات النفط والمشاريع النفطية. 

ومنذ عام 2020، ساعدت إيران أيضاً حليفتها عن طريق إرسال البنزين والمعدات اللازمة لإصلاح مصافي النفط المتهالكة التابعة لشركة النفط الوطنية. 

وعقدت إيران وفنزويلا عام 2006 صفقة لصناعة أربع ناقلات نفط لكاراكاس، بقيمة 240 مليون دولار لكل ناقلة. وسلمت شركة "صدرا" الإيرانية لصناعة السفن وناقلات النفط، حتى الآن ناقلتين إلى فنزويلا من أصل الأربع.

وسلمت الناقلة الثانية، خلال يونيو/ حزيران 2022. وتصل القدرة الاستيعابية لهذه الناقلة التي تُعرف باسم "إفراماكس" إلى 113 ألف طن من النفط الخام، ما يعادل 750 ألف برميل. ويبلغ طول الناقلة 250 متراً وعرضها 44 متراً وارتفاعها حتى متن السفينة 21 متراً.  

وخلال العام الماضي في زيارة له إلى إيران، قال مادورو إنه بعد العقوبات الأميركية على فنزويلا من صيف عام 2020، قررت إيران تصدير النفط الثقيل والوقود إلى فنزويلا في ظل هذه العقوبات وتهديدات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب باستهداف الناقلات المتجهة إلى بلده.  

وتابع أنّ بلاده كانت في "حصار تام"، وبعدما وصلت ناقلات النفط الإيرانية "احتفلنا بذلك"، واصفاً الخطوة الإيرانية بأنها كانت "حدثاً خارقاً للعادة". 
وأضاف أنّ "الحصار الاقتصادي" الأميركي أدى إلى وقف المصافي الفنزويلية عن الخدمة وتوقف إنتاج النفط، مشيراً إلى أن بلاده أطلعت الجمهورية الإسلامية على المشكلة، و"دخلنا في حوار واتفقنا على العمل وفق المقايضة لمواجهة الظروف المضطربة".   

وفي المقابل، حصلت إيران التي تواجه أيضاً عقوبات أميركية مشددة، على الذهب وموارد أولية أخرى من فنزويلا.

المساهمون