حذرت شركات المطاحن والغرفة التجارية في العاصمة السودانية الخرطوم من أزمة خبز وشح في السلع الاستهلاكية، بسبب استمرار أزمة الإغلاقات في الشرق، واقتصار التفاهمات التي أبرمتها الحكومة مع المحتجين على استئناف صادرات النفط من جنوب السودان عبر ميناء بشائر الذي تعرض للإغلاق.
وقالت مصادر في شركات المطاحن إن كميات طحين الخبز المدعوم تقترب من النفاد، بسبب إغلاق طريق الشرق ـ الخرطوم، ما ينذر بتجدد أزمة الخبز ومعاودة الاصطفاف أمام المخابز في البلاد.
وقللت المصادر من قيمة التطمينات التي أطلقتها الغرفة المركزية للقمح والطحين في الخرطوم بشأن وجود مخزون كاف لنهاية العام، واستمرار عمليتي الطحن والتوزيع للمخابز.
مصادر في شركات المطاحن : كميات طحين الخبز المدعوم تقترب من النفاد، بسبب إغلاق طريق الشرق ـ الخرطوم، ما ينذر بتجدد أزمة الخبز ومعاودة الاصطفاف أمام المخابز
كما أشارت الغرفة التجارية في الخرطوم في بيان لها إلى أن تأخر حسم أزمة الشرق سيؤدي إلى حدوث فجوة في السلع الاستهلاكية، خاصة المستوردة وسيادة نشاط المضاربات لرفع أسعار المطروح منها في الأسواق.
والأسبوع الماضي، أغلق متظاهرون ميناء بورتسودان والطريق الذي يربط المدينة الساحلية ببقية أجزاء البلاد.
ويضمّ شرق السودان ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف، وهي من أفقر مناطق البلاد. في المقابل، تسبب إغلاق الشرق في تراجع الطلب على النقد الأجنبي من قبل الموردين بالسوق الموازية، خاصة مع استمرار توقف الموانئ، والتي عطلت حركتي الوارد والصادر بالبلاد.
وقال عاملون في سوق الصرف لـ"العربي الجديد" إن سعر الدولار بلغ، أمس الاثنين، نحو 450 جنيهاً.
وانجلت أزمة إغلاقات الشرق السوداني جزئياً، بإعلان الخرطوم، مساء الأحد، استئناف صادرات النفط من جنوب السودان عبر ميناء بشائر السوداني، بعد اتفاق مع محتجين قبليين أغلقوا، السبت الماضي، أنبوبي النفط اللذين ينقلان صادرات دولة الجنوب إلى ميناء بورتسودان والوارد من الميناء إلى داخل السودان، وذلك في إطار خطة تصعيد الاحتجاجات ضد تهميش مناطق الشرق. وحصل هذا الاتفاق بعد ساعات على إرسال الخرطوم وفداً وزارياً للتفاوض مع المحتجين.
وفق بيانات رسمية فقد هوى إنتاج السودان من النفط 450 ألف برميل يومياً في 2011 الذي شهد انفصال الجنوب، إلى ما بين 60 و70 ألف برميل يومياً حالياً،
والسبت الماضي، حذرت وزارة النفط السودانية، من الخسائر المالية المترتبة على إغلاق الخطين، ومن أن المخزون المتوفر من النفط يكفي البلاد فقط لمدة 10 أيام، فيما حذر خبراء من التبعات الاقتصادية الخطيرة المحتملة للاحتجاجات في ميناء بورتسودان.
ويمتد الأنبوب الناقل لنفط دولة جنوب السودان من العاصمة جوبا حتى ميناء بورتسودان بغرض التصدير. وفي المقابل، يستفيد السودان من تحصيل رسوم عبور النفط.
ويقول المحتجون إن الإغلاقات تأتي رفضا للتهميش الاقتصادي والسياسي لمناطق الشرق السوداني.
وكانت شركة خطوط نقل خام النفط التابعة لوزارة الطاقة والنفط السودانية قد أعلنت، أمس، عن خسائر فادحة، نتيجة توقف نحو 100 ألف برميل يومياً، من إنتاج نفط دولة جنوب السودان بسبب إغلاق بورتسودان.
ووفق البيانات الرسمية فقد هوى إنتاج السودان من النفط 450 ألف برميل يومياً في 2011 الذي شهد انفصال الجنوب، إلى ما بين 60 و70 ألف برميل يومياً حالياً، مما جعل الحكومة تلجأ إلى استيراد أكثر من 60% من المواد البترولية.