إعصار " إيدا" يُشعل البنزين في أميركا: أعلى مستوى للأسعار خلال 7 سنوات

31 اغسطس 2021
رجل يملأ خزان سيارته بالوقود في لويزيانا خوفاً من توقف الإمدادات (Getty)
+ الخط -

يواجه السائقون الأميركيون أعلى تكلفة مرتقبة للبنزين منذ عام 2014، بسبب الضربة التي ألحقها إعصار "إيدا" بصناعة النفط في الولايات المتحدة، إذ لم تكتفِ العاصفة بإظلام أجزاء من مركز تكرير النفط في ساحل الخليج الأميركي فحسب، بل أوقفت أيضاً التدفقات عبر خط الأنابيب الرئيسي الذي يشحن البنزين المُنتج هناك إلى أسواق الساحل الشرقي.

يقول باتريك ديهان، رئيس تحليل المنتجات البترولية لدى شركة "غاس بادي"، إنّ متوسط السعر الوطني للبنزين العادي الخالي من الرصاص سيرتفع إلى 3.18 دولارات للغالون نهاية هذا الأسبوع بسبب نقص الإمدادات.

ويُعَدّ هذا الرقم قريباً بالفعل من متوسط سعر البنزين المسجل، أمس الاثنين، والبالغ حوالى 3.15 دولارات للغالون، وفقاً لما نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن الرابطة الأميركية للسيارات.

وقالت جانيت ماكغي، المتحدثة باسم الرابطة الأميركية للسيارات: "من السابق لأوانه معرفة التأثير الكامل لأي أضرار ألحقها إعصار إيدا بصناعة النفط والغاز، لكنّ سائقي المركبات في المنطقة بإمكانهم توقع تقلبات الأسعار حتى نهاية الأسبوع".

 شركات الطاقة في خليج المكسيك أوقفت 91% من الإنتاج بما يعادل 1.65 مليون برميل يومياً بحلول السبت الماضي، وفقا لمكتب السلامة والإنفاذ البيئي الأميركي

وإعصار" إيدا" أحدث ضربة موجهة إلى صناعة التكرير التي شهدت انخفاض الطلب العام الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا، مع إغلاق العديد من المصانع منذ ذلك الحين، تليها العاصفة الثلجية المدمرة في ولاية تكساس الشتاء الماضي.

وبالنسبة إلى السائقين، جاء الإعصار في وقت تبدأ فيه أسعار البنزين عادة في الانخفاض إذ تتطلع مصافي التكرير إلى استبدال مخزونها بوقود ذي مواصفات شتوية.

وأوقفت شركة "كولونيال بايبلاين"، وهي أكبر شركة شحن للبنزين في الولايات المتحدة، التي تعرضت لهجوم إلكتروني في مايو/ أيار الماضي، خطيها، الأول والثاني، للتحقق من الأضرار الناجمة عن الإعصار. ويحمل كل خط أكثر من 40 مليون غالون من الوقود يومياً من ساحل خليج المكسيك إلى نقاط التوزيع في نورث كارولينا (شرقيّ الولايات المتحدة).

وقال إريك أبيركرومبي، المتحدث باسم "كولونيال بايبلاين"، إنّ "إمدادات الوقود لا تزال متوافرة في جميع أنحاء الجنوب الشرقي من المحطات العديدة الواقعة على طول طريق الإمداد".

لكن زاكاري روجرز، مدير خدمة النفط العالمية في شركة "رابيدان إنرجي"، قال إنّ حلول انقطاع الإمدادات يمكن أن تشمل الشحن البحري، أو نقل البنزين بالشاحنات من هيوستن إلى أسواق الساحل الشرقي، أو الحصول على البنزين من الغرب الأوسط.

وأضاف روجرز أنّ ميناء نيويورك سيراقب من كثب التطورات في "كولونيال بايبلاين"، مشيراً إلى أن المخزونات الخاصة بالوقود منخفضة بالفعل، ومن المفترض أن يجذب نقص المعروض شحنات بنزين إضافية من أوروبا.

 متوسط سعر غالون البنزين العادي الخالي من الرصاص سيرتفع إلى 3.18 دولاراً نهاية هذا الأسبوع بسبب نقص الإمدادات

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أنّ مخزون البنزين في الساحل الشرقي هذا الشهر وصل إلى أدنى مستوى موسمي منذ ثمانية أعوام. كذلك، تشير وزارة الطاقة إلى أنّ الإمدادات محدودة بشكل خاص داخل ولاية لويزيانا (دنوب)، لأن العديد من محطات الوقود في الولاية كانت تعاني من انقطاع التيار الكهربائي.

وكانت شركة "إكسون موبيل"، وهي إحدى أكبر شركات التكرير في لويزيانا، ترتب الأمور مع موزعين وتجار جملة مستقلين لنقل الوقود إلى الأسواق الأكثر تضرراً.

وأوقفت شركات الطاقة 91% من الإنتاج بما يعادل 1.65 مليون برميل يومياً في خليج المكسيك بحلول السبت الماضي، وفقاً لمكتب السلامة والإنقاذ البيئي في الولايات المتحدة.

وبحسب وكالة بلومبيرغ، تضمنت قائمة الشركات التي خفضت الإنتاج "بريتش بتروليوم بي إل سي"، "أتلانتس"، "ثاندر هورس"، "رويال دويتش شل بي إل سي"، "أكوينور أس ايه"، "بي اتش بي غروب"، "شيفرون كورب"، "فاليرو"، و"أكسون موبيل".

ولم تقتصر تداعيات الإعصار على إنتاج النفط والغاز الطبيعي في المياه، بل طاولت قطاعات تجارية وخدمية حيوية على اليابسة. إذ اجتاح ولاية لويزيانا، الأحد الماضي، فقطع الكهرباء عن مئات الآلاف، قبل أن ينتقل إلى المسيسبي ومناطق أخرى.

وذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن وقوع كارثة كبرى في ولاية لويزيانا، وأمر بتقديم مساعدات اتحادية لدعم جهود مواجهة الإعصار.

وقال البيت الأبيض، وفق ما نقلته رويترز في ساعة مبكرة من صباح أمس إن "المساعدات يمكن أن تشمل منحاً للإسكان المؤقت وإصلاح المنازل وقروضاً منخفضة الفائدة لتغطية خسائر الممتلكات غير المؤمن عليها، وغيرها من البرامج لمساعدة الأفراد وأصحاب الشركات على التعافي من آثار الكارثة".

المساهمون