إضرابات واسعة في النقل والتعليم تهزّ بريطانيا للمطالبة برفع الأجور

01 فبراير 2023
أثّرت الإضرابات في المواصلات والمدارس والاقتصاد بأسره (الأناضول)
+ الخط -

تستعدّ المملكة المتحدة، الأربعاء، ليوم جديد من إضرابات هي الأوسع نطاقاً منذ عشرة أعوام في البلد الذي تهزّه أزمة اقتصادية يغذّيها التضخم، في تحرك يطاول قطاعات التعليم المدرسي والجامعي وعمال السكك الحديد.

ومن المُرجّح أن يشارك نصف مليون شخص في المملكة المتحدة في الإضراب الأربعاء، عشية مرور مئة يوم على تشكيل حكومة ريشي سوناك المحافظة. وحذّر مؤتمر اتحاد العمال من أنه سيكون "أكبر يوم إضرابات منذ عام 2011".

وستؤثر الإضرابات في المواصلات والمدارس والاقتصاد بأسره، وستطاول التداعيات جميع البريطانيين، حتى غير المضربين منهم، والمضطرين إلى البقاء في المنزل لرعاية أطفالهم أو بسبب عدم قدرتهم على الذهاب إلى مكان عملهم.

في محطة فارينغتون للقطارات في وسط لندن، يقول كثيرون إنهم قرروا العمل من منازلهم أو حتى أخذ يوم إجازة، لتجنّب مواجهة صعوبات.

وتقول كيتي ويب (23 عاماً) التي تعمل لمؤسسة خيرية، إنها ستعمل الأربعاء عن بُعد بعد إعادة ترتيب جدول أعمالها، مضيفة: "أنا أدعم الإضرابات، يستحقّ عمّال سكك الحديد أجوراً أفضل".

أمّا سيباستيان ويب (48 عاماً)، وهو مدير مشاريع، فيرى أن الإضرابات الكثيرة التي أثرت في عمل السكك الحديد في الأشهر الأخيرة أثّرت أيضاً في حياته الشخصية.

ويقول: "ألغيت موعداً للأربعاء، وسأبقى في كامبريدج حيث أسكن"، مشيراً إلى أن معظم زبائنه يوجدون في لندن أو بيتربورو "حيث تُلغى رحلات القطار باستمرار".

وقد يتأثر أيضاً المسافرون العابرون في المطارات البريطانية بسبب إضراب موظفي أقسام الهجرة.

وكان رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك، قد قال الاثنين خلال زيارة لعاملين في قطاع الصحة يخططون لمواصلة إضرابهم في الأيام المقبلة: "لا أريد إلّا أن يكون لدي عصا سحرية لأدفع لكم جميعكم أكثر".

غير أنه يعتبر أيضاً أن رفع الأجور سيُسهم في زيادة التضخم وتراجع المالية العامة التي تواجه صعوبات منذ بداية جائحة كوفيد-19 وأزمة الطاقة.

تأثير في المدارس

في المملكة المتحدة، يُتوقّع أن تتأثر 23 ألف مدرسة تقريباً بالإضرابات الأربعاء الذي سيكون اليوم الأول من سبعة أيام من إضرابات خطط لها "الاتحاد الوطني للتعليم".

واعتبر ممثلو المعلّمين أنّ "من المناسب تماماً" ألّا يكشف الأساتذة أو المعلمون عن نياتهم مسبقاً لمديري المؤسسات.

وقال الأمينان العامان لـ"الاتحاد الوطني للتعليم" ماري بوستيد وكيفن كورتني في بيان: "تمتنع الحكومة عن مناقشة أسباب الإضراب"، واعتبرا أن عدم زيادة الرواتب يؤدي إلى مشاكل في التوظيف وفي الاحتفاظ بالموظفين، وهو ما "يعطل تعليم الأطفال كل يوم".

ويطالب منفّذو الإضرابات في مختلف القطاعات برفع الأجور بما يتماشى مع زيادة التضخم البالغ 10.5% في المملكة المتحدة والذي يقضم المداخيل، ما يدفع ملايين البريطانيين نحو الفقر.

وتشير التوقعات الأخيرة لصندوق النقد الدولي إلى أن المملكة المتحدة ستكون هذا العام الاقتصاد الكبير الوحيد الذي سيعاني من ركود، مع انكماش بنسبة 0.6% من إجمالي الناتج المحلي.

ويحتج المضربون أيضاً على ظروف العمل ونظام التقاعد وسعي الحكومة للحدّ من الحق في الإضراب.

أيام عمل ضائعة

والحركة الاحتجاجية مستمرة منذ الربيع. في تشرين الثاني/ نوفمبر وحده، سجل مكتب الإحصاء الوطني 467 ألف يوم عمل ضائع بسبب الإضرابات، وهو رقم قياسي منذ عام 2011.

منذ حزيران/ يونيو 2022، سجل مكتب الإحصاء 1.6 مليون يوم عمل "ضائع"، مع ذلك، عبّر اتحاد السكك الحديد عن الأمل في تحقيق تقدم، مشيراً في بيان الثلاثاء، إلى أنه تلقى "عرضين رسميين" أكثر أهمية من العروض السابقة تدرسهما حالياً لجنته التنفيذية.

في غضون ذلك، من المقرر تنظيم إضراب جديد في قطاع السكك الحديد اعتباراً من الجمعة، فيما صوّت عناصر الإطفاء لتنفيذ إضراب هو الأول من نوعه خلال عشرين عاماً.

(فرانس برس)

المساهمون