إسرائيل تنضم لمصدري النفط: تصدير شحنة من حقل كاريش لأول مرة

15 فبراير 2023
انضمّت إسرائيل إلى نادي مصدري النفط الدوليين (Getty)
+ الخط -

صدّرت إسرائيل النفط لأول مرة، حيث أرسلت شحنة من إنتاج حقل كاريش البحري الذي تشغله شركة إنرجيان، إلى أوروبا.

وأشارت وكالة بلومبيرغ للأنباء إلى أنه في حين تصدر إسرائيل الغاز الطبيعي منذ سنوات، فإنها لم تنتج كميات كبيرة من النفط الخام قبل ذلك.

وينتج حقل كاريش في شرق البحر المتوسط الغاز منذ أواخر العام الماضي.

وقالت شركة إنرجيان، ومقرها في لندن، في بيان لها، مساء أمس الثلاثاء، إنّ أول شحنة نفط خام إسرائيلي خرجت من حقل كاريش التابع للشركة، حيث تم بيعها كجزء من عقد مع شركة فيتول الهولندية لتصدير عدة شحنات من النفط الإسرائيلي.

وأصبح استخراج النفط من الحقل الموجود بالقرب من الحدود البحرية اللبنانية ممكناً، بعدما أفلحت الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

أما لبنان الذي حصل بموجب الاتفاق على حقل قانا، فيبدو متأخراً جداً عن جهود إسرائيل التي تستثمر منذ سنوات في حقل كاريش الذي كان محل تنازع بين الجانبين.

وقسّم لبنان المنطقة الاقتصادية الخالصة إلى عشرة مربعات والبلوك 9 يشكل جزءاً من المنطقة المتنازع عليها مع إسرائيل.

وبموجب اتفاقية ترسيم الحدود، سيحصل لبنان على جميع حقوق التنقيب في حقل قانا واستغلاله، غير أنّ محللين يرون أنّ الأمر سيستغرق سنوات قبل أن تدخل بيروت مرحلة التنقيب. 

وفي الوقت نفسه، ساهم حقل كاريش في تعزيز قطاع الغاز الطبيعي في إسرائيل التي تحولت من مستورد للطاقة إلى مصدرة للغاز خلال السنوات الأخيرة.

وقالت شركة إنرجيان في بيانها إنّ إسرائيل ستظل دولة مستوردة خالصة للنفط رغم بدء تصدير الخام، حيث سيظل تركيز إنرجيان على استخراج الغاز الطبيعي في إسرائيل، رغم الطلب القوي على النفط الخام الخفيف الذي يمكن إنتاجه بكميات معقولة.

وساعدت الاكتشافات المتعددة في مياه شرق البحر الأبيض المتوسط، خلال العقد الماضي، على تقليل اعتماد إسرائيل على الوقود الأحفوري المستورد.

وتتمتع إسرائيل حالياً بالاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، ما قلل من اعتمادها على الفحم، وساعد في تطبيع العلاقات مع جيرانها من خلال اتفاقيات التصدير إلى مصر والأردن، على الرغم من أنها ما زالت تستورد معظم نفطها الخام.

وبالإضافة إلى حقل كاريش، ينتج حقل ليفياثان (أكبر حقل غاز في إسرائيل)، الذي بدأ تشغيله في 2019، بعض النفط الخفيف الذي يُرسل إلى مصافي التكرير المحلية.

ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج "إنرجيان" من النفط والغاز، الذي يشمل عمليات في إسرائيل ومصر وإيطاليا وكرواتيا، مع زيادة إنتاج كاريش من نحو 41 ألف برميل يومياً من النفط المكافئ، إلى 150 ألف برميل يومياً بحلول نهاية 2023، و200 ألف برميل يومياً في 2024.

ولا تزال إسرائيل تعتمد إلى حد كبير على النفط الخام المستورد لقطاع التكرير الذي تبلغ سعته 300 ألف برميل يومياً، مع طلب محلي يُقدر بنحو 250 ألف برميل يومياً، وتصدير كميات صغيرة من المنتجات النفطية المكررة مثل البنزين والديزل، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إنرجيان ماتيوس ريغاس: "نحن سعداء وفخورون بأنّ إنرجيان سهّلت انضمام إسرائيل إلى نادي مصدري النفط الدوليين".

وأضاف: "هذه علامة فارقة أخرى بالنسبة إلينا، إذ يعزز نمو إنرجيان بوصفها لاعباً مهماً في الأسواق المحلية والإقليمية".

وقال المدير التجاري لمجموعة إنرجيان نيك ويتني: "بينما لا تزال الشركة تركز على الغاز، مع كون إنتاجنا للغاز الإسرائيلي محورياً لدورنا في تمكين انتقال الطاقة، فإنّ النفط الخام الخفيف والحلو المنتج بصفة مسؤولة من منشآت حديثة منخفضة كثافة الكربون، أمر مطلوب بصورة كبيرة على المستوى العالمي". 

المساهمون