أوكرانيا تعتبر "نورد ستريم2" سلاحاً جيوسياسياً خطيراً بيد روسيا... وميركل تطمئن

22 اغسطس 2021
المؤتمر الصحافي في كييف بعد مباحثات حول خط الغاز الروسي (فرانس برس)
+ الخط -

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن خط الغاز الروسي-الألماني "نورد ستريم2"، "سلاح جيوسياسي خطير" بيد موسكو، فيما دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تمديد الاتفاق الخاص بنقل الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية.

الرئيس الأوكراني قال لدى استقباله المستشارة الألمانية الداعمة للمشروع في كييف، خلال مؤتمر صحافي مشترك: "ننظر إلى هذا المشروع من منظور أمني بحت، ونرى أنه سلاح جيوسياسي خطير بيد الكرملين"، مؤكدا أن "لا أحد يستطيع إنكار أن أبرز مخاطر استكمال مشروع نورد ستريم2 ستثقل كاهل أوكرانيا"، حسبما نقلت عنه "فرانس برس".

من جهتها، حاولت المستشارة التي ستغادر منصبها في الخريف مجدداً طمأنة كييف، مشيرة إلى أنها اتفقت مع الولايات المتحدة التي تعارض المشروع على السماح بتنفيذ المشروع، على ألا تستخدمه روسيا لإضعاف أوكرانيا وتمديد عقد نقل الغاز إلى ما بعد العام 2024.

وأوضحت: "إننا متفقون مع الأميركيين على وجوب عدم استخدام الغاز سلاحا جيوسياسيا، وفي نهاية المطاف سنرى ذلك في ضوء تجديد (روسيا) عقد مرور (الغاز) عبر أوكرانيا. وكلما كان ذلك أسرع كان أفضل". لكن زيلينسكي اعتبر أنه لم يسمع حتى الآن عن مسألة تمديد اتفاق العبور سوى "أشياء عامة جدا".

وقالت المستشارة إنها تتفهم "المخاوف الكبيرة" للرئيس الأوكراني، مشيرة إلى أن لبرلين "مسؤولية خاصة" في هذا المجال. وأكدت أن التوافق الألماني الأميركي يسمح بشكل خاص "بفرض عقوبات في حال تم استخدام (الغاز) كسلاح".

كما أشارت ميركل إلى أن هذه التعهدات "ملزمة أيضاً للحكومات المقبلة في ألمانيا"، بينما تستعد للخروج من منصبها بعد 16 عاماً في الحكم.

وبحسب "رويترز"، دعت ميركل إلى تمديد الاتفاق الخاص بنقل الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية، وقالت إن ألمانيا تريد مساعدة أوكرانيا للتحول للطاقة المتجددة.

وذكرت، في بيان، بعد أيام من ممارسة ضغوط على الرئيس الروسي لتمديد الاتفاق، الذي ينتهي في عام 2024، مع أوكرانيا، إذ تخشى الأخيرة فقد رسوم عبور الغاز مع بدء تشغيل خط "نورد ستريم2".

وقالت المستشارة الألمانية، عقب اجتماع في كييف مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي: "لا يجب أن يستخدم الغاز كسلاح سياسي ... من المهم أن يستمر عبور الغاز لأراضي أوكرانيا". وأضافت، في آخر زيارة للعاصمة الأوكرانية قبل تقاعدها الشهر المقبل، إن المفاوضات لتمديد الاتفاق جارية.

ويربط "نورد ستريم2"، الذي أوشك على الانتهاء، ويمر عبر بحر البلطيق، بين روسيا وألمانيا مباشرة، مما يحرم أوكرانيا من 1.5 مليار دولار على الأقل سنوياً من العائدات التي تجنيها لقاء مرور الغاز الروسي عبر أراضيها، ومن وسيلة ضغط دبلوماسية ضد خصمها الروسي.

تشهد أوكرانيا، حليف الغرب، نزاعا ضد انفصاليين موالين لروسيا في شرق البلاد منذ عام 2014، عقب ضم موسكو لشبه جزيرة القرم الأوكرانية.

وإذا كانت السلطات الأوكرانية تقدر لميركل دعمها في التعامل مع موسكو بشأن هذه القضايا، فإنها تأخذ عليها استبعاد قضية الغاز من نطاق العقوبات الأوروبية، والإصرار على بناء خط أنابيب الغاز "نورد ستريم2".

وتعهدت ألمانيا بدعم تجديد أوكرانيا مزيج الطاقة، وتطوير مشروعات طاقة متجددة بإجمالي مليار يورو (1.2 مليار دولار) من خلال مشروعات ثنائية.

(الدولار =0.8550 يورو).

المساهمون