أمن الطاقة الأوروبي... مساعٍ أميركية لتوفير بدائل الغاز الروسي

31 يناير 2022
واشنطن ترى في قطر المنقذ لأمن الطاقة لدول أوروبا (Getty)
+ الخط -

تتوقع أوروبا أن يهدد التوتر المتصاعد بين روسيا والولايات المتحدة وحلف الناتو بسبب أوكرانيا، إمدادات الغاز إلى أوروبا، والتي تمثل نحو 40% من استهلاك القارة العجوز من الغاز.

ويعتبر الغاز الطبيعي المسال، أبرز نقاط ضعف أوروبا بأكملها في علاقتها مع روسيا، والخاصرة الرخوة أمام أية مواقف متشددة من دول التكتل تجاه موسكو.

ومن ثم بدأت أوروبا في مناقشة السيناريوهات المحتملة في حال تم فرض عقوبات على روسيا، كما دخلت الإدارة الأميركية على الخط لإيجاد بدائل للغاز الأوروبي توفر على أوروبا التداعيات الشديدة المحتملة لتوقف الغاز الروسي، حيث تعي الإدارة الأميركية أنها أمام تحد قصير ومتوسط وطويل الأجل، لخفض اعتماد أوروبا على الغاز الروسي، كمصدر أساسي للطاقة.

تداعيات قطع الغاز الروسي

قال الخبير بمركز السياسات الأوروبية ماركو غيولي، إن أوروبا تواجه في حال تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية معضلة نقص أو وقف إمدادات الغاز الروسي، مشيرا إلى أن هناك انخفاضا حاليا بالفعل، في كميات الغاز الروسي المنقولة لأوروبا عبر أوكرانيا.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن غيولي قوله إن مواجهة تقليص روسيا لإمدادات الغاز، يمكن أن تتحقق فقط باستخدام الاحتياطات المخزنة أو تغيير مسارات تصدير الغاز الطبيعي المسال، ليتم تصديرها لدول الاتحاد الأوروبي بدلا من آسيا.
من جهتها، قالت سمانثا غروس، مديرة مبادرات المناخ وأمن الطاقة بمعهد بروكينغز، إن أوروبا بدأت تحدد المصادر البديلة للحصول على الغاز، حال تأثرت الإمدادات القادمة من روسيا، مشيرة إلى أن "الولايات المتحدة وقطر وأستراليا، من أوائل الدول التي يمكن أن يلجأ إليها الاتحاد الأوروبي للحصول على الغاز".
وأضافت للوكالة أن "كمية من الغاز المسال سيتم تحويل مسارها من آسيا إلى أوروبا، إلا أن هذه الكميات لن تكون كافية لتحل محل الغاز الروسي، الذي يتم نقله لأوروبا عبر خطوط الأنابيب".
وأكدت غروس أن إيقاف روسيا تصدير الغاز لأوروبا أو تقليصها للكميات، سيؤثر تأثيراً كبيراً على إمدادات الغاز الطبيعي على مستوى العالم، إذ إن الزيادة المفاجئة في الطلب على الغاز مع قلة المعروض ستؤثر على كل الدول المستوردة.

ملف أمن الطاقة

في هذا الإطار بدأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، ويتوقع أن يكون ملف أمن الطاقة لأوروبا أحد الملفات المهمة للزيارة وفقا للتقرير الذي نشرته وكالة "الأناضول" اليوم الاثنين.

وأوضح مسؤولون رفيعو المستوى بالخارجية الأميركية للوكالة، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أنهم تباحثوا مع منتجي الغاز الطبيعي لتوفير احتياجات أوروبا من الغاز حال قطعت روسيا إمدادات الغاز، مشيرين إلى أن قطر، التي تعد أكبر مصدر في العالم للغاز الطبيعي المسال، من بين هذه الدول، حيث تعد من وجهة نظر أميركية، كلمة السر في العلاقة طويلة الأمد لأمن الطاقة لدول أوروبا.

وبحسب ما أفادت متحدثة البيت الأبيض جين ساكي، في بيان،  فإن ضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية سيكون من القضايا المهمة ذات الاهتمام المشترك التي سيتم التباحث بشأنها خلال الزيارة.

تحد قطري

في المقابل، تسعي قطر لتعزيز صادرات الغاز الطبيعي المسال من 80 مليون طن سنويا، إلى 127 مليونا بحلول 2025.
والطلب على الغاز القطري مرتفع من جانب عدد من دول آسيا منها الصين واليابان، حيث تشترك كل دولة منها، في عقود طويلة الأجل مع قطر، لتلبية احتياجاتها من الغاز.
والتحدي الذي قد يكون أمام قطر، في حال منع أي عجز أوروبي في الغاز الطبيعي المسال، يتمثل في أن كامل إنتاجها يتم تسويقه محلياً وخارجياً، خصوصاً لـ"هوامير الاقتصاد" من آسيا.
ودول آسيا بالنسبة لقطر تعتبر زبونا ممتازا لها، بالنظر إلى طبيعة الاستقرار الاقتصادي، وتسارع النمو، مقارنة مع دول أوروبا التي لم تعد تحقق معدلات نمو كما كانت في تسعينات القرن الماضي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال وزير الطاقة القطري سعد الكعبي، إن بلاده غير قادرة على ضخ مزيد من الغاز إلى أوروبا، لمساعدتها في خفض الأسعار.
وقال الكعبي في ذلك الوقت: "بلغنا الحد الأقصى"؛ مضيفاً أن "صادرات الغاز الطبيعي المسال القطرية تبلغ نحو 80 مليون طن سنوياً، نحن ننتج ما في وسعنا".
(الأناضول، العربي الجديد)
المساهمون