ألوك شارما... الرجل الأخضر الذي فشل في الوصول لاتفاق يحمي المناخ

18 نوفمبر 2021
ألوك شارما (Getty)
+ الخط -

بصوت مرتعش ودموع يحاول كبحها، عبّر رئيس قمة المناخ، ألوك شارما، عن "الأسف العميق" للتغييرات التي أدخلت في الدقائق الأخيرة على مسألة الطاقات الأحفورية.

الأسف الذي عبر عنه شارما يأتي من التعديلات التي أدخلت على اتفاق قمة المناخ بضغط من الهند والصين حول الطاقات الأحفورية، بل إنّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، حذر من أنّ "كارثة المناخ ما زالت تقرع الباب".

بعد علامات التأثر التي بدت عليه والتي قوبلت بتصفيق الحاضرين، عاد شارما ليقول: "أتفهم الخيبة الكبيرة، لكن من الضروري حماية هذا الاتفاق".

تلك الدموع التي طفرت من عيني شارما تفضح حجم الضغط الذي كان عليه كدبلوماسي قاد المفاوضات وترأس القمة الأخيرة التي عقدت قبل أيام في مدينة غلاسكو ببريطانيا، خصوصاً أنّ مراقبين كانوا أكدوا أن مهمته ستكون معقدة، بل إن ثمة من شكك في قدرته على الاضطلاع بها، مشيرين إلى افتقاده الكاريزما.
السبت الماضي، جرى تبني اتفاق تسريع محاربة الاحتباس الحراري للكوكب، من دون التأكد من إمكانية حصره في 1.5 درجة أو الاستجابة لطلبات المساعدة التي عبرت عنها الدول الفقيرة.

بعيد الصلة عن قضايا المناخ

لم يكن شارما الاختيار الأول لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي عينه في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي بعد رفض ديفيد كاميرون تولي المهمة، علماً أنّ شارما مقرب من جونسون، الذي تعرف عليه عندما كان عمدة للندن، فيما كان شارما نائباً محافظاً عارض بشدة توسعة مطار هيثرو.

شارما رأى النور بتاج محل في الهند، واستقرت أسرته في مدينة ريدينغ بضواحي العاصمة لندن عندما كان يبلغ من العمر خمسة أعوام. كان والده مقرباً من المحافظين، بينما مثّلهم الابن في مجلس العموم اعتباراً من عام 2010.
هو نائب بريطاني يبلغ من العمر أربعة وخمسين عاماً، من غرب لندن، تحمل مسؤوليات وزارية في حكومتي تيريزا ماي وبوريس جونسون.

لا شيء في مساره كان يشي بأنه سيكون رئيساً لقمة المناخ، فبتشجيع من زوجته السويدية، أضحى نائباً محافظاً في عام 2010، قبل أن يتولى حقائب صغيرة تسند إليه، كمسؤولية وزارة التنمية الدولية بعد تولي بوريس جونسون الوزارة الأولى في 2019.

في مساره المهني، لم يكن على صلة بقضايا المناخ، فبعد تخرجه من جامعة "سالفورد" في الشمال الغربي لبريطانيا، أضحى خبيراً في المحاسبة، إذ تخصص في مالية الشركات.

عندما اختير لقيادة المفاوضات وتولي رئاسة القمة، استغربت منظمات المجتمع المدني، لأنّ شارما ليست لديه سوابق في الدفاع عن البيئة، وهو ما يتجلى في سلوكه عند التصويت في مجلس العموم البريطاني.

أضحى نباتياً

وتبيّن أنّ شارما كان يصوت في مجلس العموم ضد القوانين الإيكولوجية (تشريعات لحماية البيئة)، بل دعم مشروعاً لآبار جديدة للنفط والغاز، ما دفع منظمات دولية لوصفه بالمنافق.

غير أنّ الرجل سعى بعد تعيينه رئيساً للقمة إلى صبغ صورته لدى الرأي العام بالأخضر، عندما صرح للصحافة البريطانية بأنّه أضحي نباتياً بعدما أقنعته ابنته بذلك.

ألقيت على عاتقه مهمة التوصل إلى تقدم في معالجة ملف المناخ وإقناع الدول بالالتزام بالأهداف المحددة من أجل إنقاذ الكوكب. وزار بعد تعيينه رئيساً للقمة أكثر من ثلاثين بلداً في بضعة أشهر، وبدأ يكتشف فضائل الإيكولوجيا، ووعد بأن تكون سيارته المقبلة كهربائية، بعد تعرضه لانتقادات حول استعماله سيارة تعمل بالسولار.

سعى إلى لعب دوره لدى الهيئات الأممية، داعيا الدول إلى الحضور إلى قمة المناخ بطموحات مناخية جديدة، لكن كان عليه أن يوظف جميع قدراته التفاوضية والدبلوماسية من أجل إقناعها بذلك.

صورته وهو يسعى إلى كبح دموعه طغت على مشهد النهاية في اتفاق المناخ، فقد رأى فيه البعض علامة فشل في التوصل إلى إنقاذ الأرض، ودفع الدول للوفاء بالتزاماتها بتسريع مكافحة ارتفاع الحرارة في الأعوام المقبلة.

وحسب مراقبين، لم تنجح قمة المناخ في تبني ما يطالب به العلماء المختصون لاحتواء الارتفاع المتزايد في درجات حرارة كوكب الأرض والحدّ من الانبعاثات الغازية.

المساهمون