مع افتتاح أول منصة عائمة للغاز الطبيعي المسال، السبت، في فيلهمسهافن الألمانية، تأمل الحكومة الاتحادية بجعل اقتصاد البلاد تدريجيا أكثر استقلالية عن واردات الغاز الروسي، حيث ستصل سفن نقل الغاز الطبيعي المسال بشكل أساسي من الولايات المتحدة وغرب أفريقيا والشرق الأوسط في أوائل العام 2023، فيما يستفاد منه حاليا فقط عبر محطات في بلجيكا وفرنسا وهولندا.
وفي هذا الإطار، أوردت شبكة التحرير الألمانية، أمس الأحد، أنه، ووفقا للشركة المشغلة يونيبر للطاقة، فإن ناقلة الغاز الطبيعي المسال النرويجية الخاصة هويغ اسبيرانزا، التي رست قبل أيام في فيلهمسهافن، ستؤمن حوالي 6% من احتياجات ألمانيا من الغاز، وستعوض ما مقداره 11% من واردات ألمانيا من الغاز الروسي، وهي التي تم تحميلها أولا بحوالي 165 ألف متر مكعب من إسبانيا. وبحسب يونيبر، تكفي لتزويد ما بين 50 و80 ألف أسرة بإمدادات عام كامل، علما أنه سيتم البدء بالتغذية عبر الشبكة يوم 22 ديسمبر/ كانون الأول 2022 من محطة فيلهمسهافن.
وعن مقدار استقلالية ألمانيا وتجنبها الاعتماد عن الغاز الروسي، أوردت "دويتشلاند فونك" أخيرا، أنه، وفقا لأرقام يوروستات، استهلكت ألمانيا في السنوات الأخيرة ما بين 80 و90 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، نصفها وصل من روسيا قبل غزو أوكرانيا، لكن، اعتباراً من مايو/أيار الماضي، كانت حصة الواردات الروسية حوالي 35%، قبل أن تنخفض منذ شهر أغسطس/آب 2022 إلى حدود 10%.
ومع الخطط الحكومية لتشييد محطات الاستيراد العائمة، ستبلغ قدرة كل محطة عائمة ما بين 9 و10 مليارات متر مكعب سنويا، ولذلك يمكن لألمانيا تعويض عمليات التسليم الروسية، شريطة أن يتم تسليم الكميات الكافية من الغاز الطبيعي المسال عن طريق السفن وبشكل منتظم، إضافة إلى أنه سيتدفق من المحطات المجاورة في دول الاتحاد الاوروبي، حيث توجد 30 محطة غاز طبيعي مسال كانت تعمل فقط بنسبة 40% من طاقتها في مارس/آذار الماضي، ويمكن ضخه بالفعل عبر شبكة الغاز الأوروبية المتطورة.
وعلى صلةٍ بالأمر، أشار معهد المناخ الجديد ومقره في كولن، في دراسة أجراها في بداية ديسمبر/كانون الأول الحالي، وبينتها شبكة التحرير الألمانية، أن إحدى عشرة محطة للغاز الطبيعي المسال المخطط لها، بسعة إجمالية تبلغ 73 مليار متر مكعب، ستكون "ضخمة للغاية".
ونجحت ألمانيا، خلال وقت قياسي، في تسهيل استيراد الغاز الطبيعي المسال من جميع أنحاء العالم، وهو غاز مضغوط للغاية، وميزته تكمن بأنه يشغل مساحة أقل بكثير، وبالتالي يمكن تسليمه إلى بلدان بعيدة بدون خط أنابيب. وتأخذ السفن الضخمة على عاتقها، كما عربات السكك الحديدية أو الشاحنات، النقل إلى المحطات المناسبة، ليتم تحويله إلى غاز، قبل ضخه في الشبكات.
لكن اتحاد الصناعات الألمانية حذر من النشوة المبالغ فيها، مع سرعة تشييد البنية التحتية لمحطات الغاز الطبيعي المسال، موضحاً أنه لم يتم بعد تفادي خطر نقص الغاز مع المحطة الجديدة، في إشارة إلى إمكانية جعل إمدادات الطاقة آمنة في ألمانيا مع التشغيل السريع للمحطات.