ألمانيا تعتمد أفريقيا وجهة لإنتاج الطاقة البديلة

04 ديسمبر 2022
ألمانيا ستضخ استثمارات ضخمة لتوليد الطاقة النظيفة الرخيصة من أفريقيا (فرانس برس)
+ الخط -

بدأ وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، اليوم الأحد، زيارة عمل تستغرق خمسة أيام، إلى كل من نامبيا وجنوب أفريقيا، حيث سيجري مباحثات تتعلق بإنتاج الطاقة البديلة، حيث يعتبر هذان البلدان من أفضل الأماكن لإنتاج الهيدروجين من الرياح والطاقة الشمسية بتكلفة زهيدة. 

ويرافق هابيك، في زيارته الأفريقية، وفد من رجال الأعمال ومديرين تنفيذيين لشركات تخطط لتنفيذ مشاريع بالمليارات بعد انتهاء المفاوضات الجارية مع الحكومة في ناميبيا، بينها شركة "أنرتراغ"، والتي كان لها أول مصنع في العالم يولد الهيدروجين من طاقة الرياح، ومن المفترض أن تضخ استثمارات بعشرة مليارات يورو في ناميبيا في مجال الطاقة النظيفة. 

وفي الإطار، أوردت شبكة "إيه أر دي" الإخبارية، أن النقاشات بين الجانبين الألماني والناميبي ستركزعلى مسألة كيفية توسيع التعاون بين البلدين في مجال اقتصاد الهيدروجين، والتي ستشكل ثمرة اتفاقية التعاون في مجال المناخ والطاقة التي جرى توقيعها في مارس/ آذار الماضي مع وزيرالطاقة هناك توم الويندو، وأولى العقود قد يتم توقيعها مطلع العام 2023.

ووفقا للخطط المطروحة، من المتوقع تصدير آلاف الأطنان من الأمونيا الخضراء اعتبارا من العام 2027، وحيث تم تسجيل شركة الطاقة الألمانية "أردبليو اي" كمشترٍ محتمل.

من جهة ثانية، قالت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية لـ"إيه أر دي" إن المحادثات بناءة بين البلدين، وتفاصيلها سرية برغبة من الجانبين، مبرزة أن الشريك المفاوض، أي الحكومة الناميبية، تجري حوارا وثيقا مع السكان المتضررين. 

ومن ناميبيا، محطته الأولى، ينتقل الوزيرهابيك يوم الأربعاء المقبل إلى جنوب أفريقيا، حيث سيفتتح قمة الأعمال الألمانية ـ الأفريقية في جوهانسبورغ، والتي سيحضرها مسؤولون سياسيون وشركات من دول عديدة.

وفي السياق، نقلت الشبكة عينها عن رئيس رابطة الأعمال التجارية الألمانية- الأفريقية شتيفان ليبينغ، قوله إن "استثمارالشركات الألمانية في إنتاج الطاقة الخضراء يمكن أن يؤسس لبدء نقطة تحول بين ألمانيا وأفريقيا"، مشيرا إلى أهمية "الزيارة كنقطة انطلاق جيدة".

وبخصوص شركة أنرتراغ، بينت الشبكة عن أحد مسؤوليها، والذي يقوم بجمع بيانات دقيقة عن سرعة الرياح في مشروع "هيفن" في جنوب أفريقيا، أن سرعة الرياح أقوى بكثير مما هو عليه الوضع عند بحر الشمال في ألمانيا، مما يعني توليد الطاقة بأسعار أقل.

وتبلغ مساحة مشروع هيفن نحو 100 كيلومتر وعرضه 80 كيلومتر، وسيزرع فيه 600 توربين رياح، بالإضافة الى حقلين شمسيين لتوفير ما قدرته 7 جيغاوات، ما يوازي 7 مفاعلات نووية كبيرة، وفق ما ذكرت الشبكة عن المدير المسؤول.

في خضم ذلك، من المأمول أن يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر ليحل محل الوقود الأحفوري، حيث يمكن أيضا تحويله الى أمونيا خضراء، وبالتالي نقلها بسهولة إلى ألمانيا عن طريق السفن، وهي من المواد الخام المهمة في الصناعات الكيماوية، ومن بينها الأسمدة.

وفي هذا الإطار، قال مدير مؤسسة حياد المناخ راينر باك لـ"إيه أر دي"، إن الأمر يتعلق بألمانيا كدولة صناعية، وهي بحاجة إلى الطاقة الخضراء في سعيها إلى الحياد المناخي، وفي ناميبيا، يمكن أن يؤدي إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى خلق آلاف الوظائف الجديدة وتأمين إمدادات الطاقة.

تجدر الإشارة إلى أن الوزير هابيك سيتعين عليه خلال الزيارة، وبالإضافة إلى مسائل التعاون الاقتصادي، مواجهة التحديات الجيوسياسية مع أفريقيا، بفعل التأثير المتزايد للصين في القارة السمراء، إضافة إلى تعاطف دولة جنوب أفريقيا مع روسيا، حيث ترفض العقوبات الاقتصادية ضد موسكو.   

المساهمون