مع افتتاح ألمانيا أول منصة عائمة للغاز الطبيعي المسال، السبت، تأمل الحكومة الاتحادية بجعل اقتصاد البلاد أكثر استقلالاً عن واردات الغاز الروسي، حيث ستصل سفن نقل الغاز الطبيعي المسال بشكل أساسي من الولايات المتحدة وغرب أفريقيا والشرق الاوسط أوائل عام 2023، فيما يستفاد حالياً من الغاز عبر محطات في بلجيكا وفرنسا وهولندا فقط.
وفي هذا الإطار، أوردت شبكة التحرير الألمانية، الأحد، أنّه وفقاً لشركة الطاقة الألمانية "يونيبر" فإنّ ناقلة الغاز الطبيعي المسال النرويجية "هويغ اسبيرانزا" والتي رست قبل أيام في فيلهمسهافن الألمانية، ستؤمن حوالى 6 في المائة من احتياجات البلاد من الغاز، وستعوض ما مقداره 11 في المائة من واردات ألمانيا من الغاز الروسي، وهي التي حملت أولاً بحوالى 165 ألف متر مكعب من إسبانيا، التي تكفي لتزويد ما بين 50 الى 80 ألف أسرة بالغاز لمدة عام، علماً أنّه سيُبدأ بالتغذية عبر الشبكة اليوم الثلاثاء من محطة فيلهمسهافن.
وعن مقدار استقلالية ألمانيا في تجنبها الاعتماد عن الغاز الروسي، أوردت شبكة "دويتشلاند فونك" أخيراً، أنّه وفقاً لأرقام "يوروستات" استهلكت ألمانيا في السنوات الأخيرة ما بين 80 و90 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، نصفها وصل من روسيا قبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكن اعتباراً من مايو/ أيار الماضي كانت حصة الواردات الروسية حوالي 35 في المائة، ولكن منذ شهر أغسطس/ آب انخفضت إلى حدود 10 في المائة.
ومع الخطط الحكومية لتشييد محطات الاستيراد العائمة، ستبلغ قدرة كل محطة عائمة ما بين 9 الى 10 مليارات متر مكعب سنويا، ولذلك يمكن لألمانيا تعويض عمليات التسليم الروسية، شريطة أن يتم تسليم الكميات الكافية من الغاز الطبيعي المسال عن طريق السفن وبشكل منتظم، عدا عن أنه سيتدفق الغاز من المحطات المجاورة في دول الاتحاد الأوروبي، حيث يوجد 30 محطة غاز طبيعي مسال كانت تعمل فقط بنسبة 40 في المائة من طاقتها في مارس، ويمكن ضخها بالفعل عبر شبكة الغاز الأوروبية المتطورة.
ورغم أنّ ألمانيا حققت في وقت قياسي إمكانية استيراد الغاز الطبيعي المسال من جميع أنحاء العالم، برزت تحذيرات من قبل اتحاد الصناعات الألمانية من أنّه لم يجرَ بعد تفادي خطر نقص الغاز، في إشارة إلى إمكانية جعل إمدادات الطاقة آمنة في ألمانيا مع التشغيل السريع للمحطات.