للوهلة الأولى يمكن أن تكون فكرة الاستثمار مخيفة بالنسبة للمبتدئين، لكنها جزء مهم من الادخار للأهداف المالية المختلفة وبناء الثروة.
وقبل القيام بأي استثمار، من المهم أن يعرف المستثمرون الجدد مدى تحملهم للمخاطر، لأن بعض الاستثمارات تنطوي على أخطار أكثر من غيرها، فيما هم لا يريدون أن يتفاجأوا بعد إجراء الاستثمار.
وسيكون عليك أن تفكر في المدة التي يمكنك الاستغناء فيها عن الأموال التي ستستثمرها، وما إذا كنت مرتاحاً لعدم إمكانية الوصول إليها لبضع سنوات.
أعدت مؤسسة "بنكرايت" bankrate قائمة بما تعتبره أفضل 6 استثمارات للمبتدئين في السوق المالية الأميركية، وهي المتخصصة بالمساعدة في ما تسميه "اتخاذ قرارات مالية أكثر ذكاء".
1 - حسابات توفير عالية العائد High-yield savings accounts
يمكن أن تكون هذه إحدى أبسط الطرق لزيادة العائد على أموالك بأكثر مما تكسبه في حساب جار نموذجي. وتميل حسابات التوفير عالية العائد، والتي تُفتح غالباً من خلال مصرف عبر الإنترنت، إلى دفع فائدة أعلى في المتوسط من حسابات التوفير المعيارية مع استمرار منح العملاء إمكانية الوصول المنتظم إلى أموالهم.
كما يمكن أن يكون هذا مكاناً رائعاً لتجميد الأموال التي توفرها للشراء في العامين المقبلين أو الاحتفاظ بها لحالات الطوارئ.
2 - شهادات الإيداع Certificates of deposit (CDs)
إنها طريقة أخرى لكسب فائدة إضافية على مدخراتك، لكنها ستجمد أموالك لفترة أطول من حساب التوفير عالي العائد. يمكنك شراء شهادة لفترات زمنية مختلفة مثل 6 أشهر أو سنة واحدة أو حتى 5 سنوات، لكن لا يمكنك عادة الوصول إلى المال قبل موعد استحقاق الشهادة من دون دفع غرامة.
وتعتبر هذه الشهادات آمنة للغاية، وإذا اشتريت واحدة من خلال بنك مؤمّن فيدرالياً، فستحصل على تغطية تصل إلى 250 ألف دولار لكل مودع، أو لكل فئة ملكية.
3 - 401 (ك) أو خطة تقاعد أخرى في مكان العمل 401 (k) or another workplace retirement plan
يمكن أن تكون إحدى أبسط الطرق للبدء في الاستثمار، وتأتي مع بعض الحوافز الرئيسية التي قد تفيدك الآن وفي المستقبل. ويعرض معظم أرباب العمل مطابقة جزء مما توافق على ادخاره للتقاعد من راتبك المعتاد. وإذا قدّم صاحب العمل عرضاً ولم تشارك أنت في الخطة، تكون قد رفضت أموالاً مجاناً.
في 401 (ك) التقليدي، تُقدّم المساهمات قبل أن يتم فرض الضرائب عليها وتنمو معفاة من الضرائب حتى سن التقاعد. ويقدم بعض أصحاب العمل خطة Roth 401 (k) s التي تسمح بتقديم المساهمات بعد الضرائب. فإذا حددت هذا الخيار، لن تدفع ضرائب على عمليات السحب أثناء التقاعد.
وتعد خطط التقاعد في مكان العمل أدوات ادخار رائعة لأنها تتم تلقائياً بمجرد تحديد اختياراتك الأولية، وتسمح لك بالاستثمار باستمرار بمرور الوقت.
وفي كثير من الأحيان، يمكنك حتى اختيار الاستثمار في الصناديق المشتركة ذات التاريخ المستهدف، والتي تدير محافظها الاستثمارية بناء على تاريخ تقاعد محدد. وكلما اقتربت من التاريخ المستهدف، سيتحول تخصيص الصندوق بعيدا من الأصول ذات المخاطر العالية لحساب أفق استثماري أقصر.
4 - صناديق الاستثمار Mutual funds
تمنح الصناديق المشتركة المستثمرين فرصة للاستثمار في سلة أسهم أو سندات أو أصول أخرى قد لا يتمكنون من بنائها بسهولة بمفردهم.
وتتعقب مؤشرات الصناديق المشتركة الأسهم الأكثر شيوعاً، كما تلك المدرجة على مؤشر ستاندرد أند بورز 500 S&P 500 والذي يتألف من حوالي 500 من أكبر الشركات في صناديق المؤشرات الأميركية، وعادة ما تأتي برسوم منخفضة جداً لمستثمري الصناديق، وفي بعض الأحيان لا توجد رسوم على الإطلاق.
تساعد التكاليف المنخفضة المستثمرين في الاحتفاظ بمزيد من عائدات الأموال لأنفسهم ويمكن أن تكون طريقة رائعة لبناء الثروة بمرور الوقت.
5 - صناديق الاستثمار المتداولة ETFs
تشبه الصناديق المشتركة من حيث أنها تحتفظ بسلة من الأوراق المالية، لكنها تتداول طوال اليوم بالطريقة نفسها التي يُتداوَل بها السهم. لا تأتي صناديق الاستثمار المتداولة مع الحد الأدنى من متطلبات الاستثمار مثل الصناديق المشتركة، والتي تأتي عادة ببضعة آلاف من الدولارات.
ويمكن شراء صناديق الاستثمار المتداولة بتكلفة سهم واحد، بالإضافة إلى أي رسوم أو عمولات مرتبطة بالشراء، على الرغم من أنه يمكنك البدء بأقل من ذلك إذا سمح الوسيط بالاستثمار في الأسهم الجزئية.
وتعتبر كل من صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار المشتركة أصولاً مثالية للاحتفاظ بها في حسابات ذات امتيازات ضريبية مثل 401 (k) وIRAs.
6 - الأسهم الفردية للشركات Individual stocks
يعد شراء الأسهم في الشركات الفردية أخطر خيار استثماري، لكنه قد يكون أيضاً أحد أكثر الخيارات فائدة. لكن قبل أن تبدأ في إجراء الصفقات، يجب أن تفكر فيما إذا كان شراء الأسهم أمراً منطقياً بالنسبة إليك.
اسأل نفسك عما إذا كنت تستثمر على المدى الطويل، وهو ما يعني عموماً 5 سنوات على الأقل، وما إذا كنت تفهم العمل الذي تستثمر فيه. ويتم تسعير الأسهم في كل ثانية من يوم التداول، وبسبب ذلك غالباً ما ينجذب الناس إلى عقلية التداول قصير الأجل عندما يمتلكون أسهماً فردية.
لكن الأسهم هي حصة ملكية جزئية في عمل حقيقي، وبمرور الوقت سترتفع ثروتك مع ثروة الشركة الأساسية التي استثمرت فيها. وإذا كنت لا تشعر بأن لديك الخبرة أو الجرأة للتخلص منها مع الأسهم الفردية، ففكر في اتباع النهج الأكثر تنوعاً الذي تقدمه الصناديق المشتركة أو صناديق الاستثمار المتداولة بدلاً من ذلك.
لماذا يجب أن تبدأ في الاستثمار؟
الاستثمار أمر بالغ الأهمية إذا كنت ترغب في الحفاظ على القوة الشرائية لمدخراتك والوصول إلى أهداف مالية طويلة الأجل مثل التقاعد أو بناء الثروة. وإذا تركت مدخراتك في حساب مصرفي تقليدي يربح القليل من الفائدة أو لا يحصل على فائدة، فإن التضخم في النهاية سيقلل من قيمة أموالك التي حصلت عليها بشق النفس.
ومن خلال الاستثمار في أصول مثل الأسهم والسندات، يمكنك التأكد من مواكبة مدخراتك للتضخم أو حتى تجاوزه.
كما يمكن أن تساعدك الاستثمارات قصيرة الأجل مثل حسابات التوفير عالية العائد أو صناديق الاستثمار في سوق المال على كسب المزيد من مدخراتك أثناء العمل على شراء كبير مثل سيارة أو دفعة أولى على منزل.
وتعتبر الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة أفضل بالنسبة للأهداف طويلة الأجل مثل التقاعد لأنها من المرجح أن تكسب عوائد أفضل بمرور الوقت، لكنها تحمل مخاطر إضافية.
اعتبارات مهمة للمستثمرين الجدد
تحمّل المخاطر
قبل أن تبدأ الاستثمار، عليك أن تفهم مدى تحملك للمخاطر. إذ يمكن أن تجعل الاستثمارات المتقلبة مثل الأسهم بعض الناس غير مرتاحين للغاية عند تراجعها، مما قد يؤدي إلى البيع في أسوأ وقت ممكن. وستساعدك معرفة تحملك للمخاطر على اختيار الاستثمارات الأنسب لك.
الأهداف المالية
ضع أهدافاً قصيرة وطويلة المدى تريد تحقيقها من خلال الادخار والاستثمار. وسيساعدك فهم أهدافك الاستثمارية على تطوير خطة قوية.
نشط أم سلبي؟
كذلك، ستحتاج إلى تحديد ما إذا كنت ترغب في أن تكون مستثمراً سلبياً أو نشطاً. إذ عادة ما يمتلك المستثمر السلبي أصلاً مثل الصناديق المشتركة المتنوعة أو صناديق الاستثمار المتداولة التي تفرض رسوماً منخفضة، بينما قد يختار المستثمر النشط الاستثمارات الفردية أو الصناديق المشتركة التي تهدف إلى التفوق على السوق.
أظهرت الدراسات أنّ الاستثمار السلبي يميل إلى التفوق على الاستثمار النشط بمرور الوقت.
افعل ذلك بنفسك أو وظف شخصاً لهذا الخرض، إذ يمكنك أيضاً اختيار إدارة استثماراتك الخاصة من خلال وسيط عبر الإنترنت، أو تعيين مستشار مالي (أو مستشار آلي) لمساعدتك. من المحتمل أن تتحمل تكاليف أقل إذا قمت بذلك بنفسك، لكن يمكن أن يكون المستشار مفيداً للمبتدئين.
الضرائب
إذا كنت تمتلك استثمارات في حساب فردي أو مشترك، فستحتاج على الأرجح إلى دفع ضرائب على الفوائد وأرباح الأسهم ومكاسب رأس المال التي تكسبها. لكن يمكنك تجنب هذه الضرائب عن طريق امتلاك استثمارات في حسابات التقاعد ذات الامتيازات الضريبية.
كم يبلغ رأسمال المطلوب للبدء في الاستثمار؟
لست بحاجة إلى الكثير من المال لبدء الاستثمار. فمعظم الوسطاء عبر الإنترنت ليس لديهم حد أدنى ليبدأوا حسابهم، ويقدم بعضهم استثماراً بحصة جزئية لأولئك الذين يبدأون بمبالغ صغيرة بالدولار.
ومقابل بضعة دولارات فقط، يمكنك شراء صناديق الاستثمار المتداولة التي تسمح لك ببناء محفظة متنوعة من الأسهم. وتتيح لك منصات الاستثمار الصغير تقريب عمليات الشراء التي تم إجراؤها من خلال بطاقة الخصم كوسيلة لبدء الاستثمار.