مع قرب نهاية تعاملات مارس/آذار الجاري في ختام اليوم الجمعة، يتجه الدولار الأميركي لتسجيل تراجع فصلي مع انخفاض رهانات رفع الفائدة، بينما يتجه الذهب لتحقيق أفضل أداء شهري منذ يوليو/تموز 2020 مستفيدا من الاضطرابات المصرفية، وكسب النفط 6% هذا الأسبوع.
في سوق العملات، تراجع مؤشر الدولار الأميركي 1.3% خلال الربع الأول من العام. وارتفع اليورو 0.5%، الليلة الماضية، بعدما عززت بيانات أقوى من المتوقع للتضخم في ألمانيا توقعات المزيد من الرفع في أسعار الفائدة بمنطقة اليورو. وسجل اليورو في أحدث التعاملات بآسيا ارتفاعا ضئيلا إلى 1.0908 دولار. وصعد الدولار 0.2% مقابل الين إلى 133.07 ينا.
وكانت أسواق العملات بوجه عام أكثر استقرارا من الأسهم. لكن الين، الذي يعتبر ملاذا آمنا، ارتفع 2.5% خلال الشهر، مسجلا أفضل أداء لشهر مارس/آذار منذ عام 2008. وسجل الدولار النيوزيلندي أعلى مستوى في أسبوعين تقريبا عند 0.6296 دولار، وتراجع نحو 1% خلال الربع الأول من العام. أما الدولار الأسترالي فقد صعد 0.2% إلى 0.6721 دولار، وهو أيضا منخفض نحو 1.3% خلال الربع.
وزاد الجنيه الإسترليني 0.1% إلى 1.2400 دولار ويتطلع إلى مكاسب فصلية بنسبة 2.5%، إذ يعتقد المستثمرون أن التضخم البريطاني الشديد سيتطلب مزيدا من رفع الفائدة لكبحه. ومن المقرر صدور بيانات التضخم في منطقة اليورو ونفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة، مقياس التضخم المفضل لدى البنك المركزي الأميركي، في وقت لاحق اليوم.
الذهب والمعادن
في سوق المعادن الثمينة، ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الجمعة، متجهة لتسجيل أفضل أداء شهري منذ يوليو/تموز 2020، إذ أدت أزمة النظام المصرفي إلى توقع توقف مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) مؤقتا عن رفع الفائدة، ما يجعل المعدن الأصفر أكثر جذبا.
وبحلول الساعة 03:21 بتوقيت غرينتش، صعد سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 1981.59 دولارا. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة 0.1% إلى 1982 دولارا. كما يتجه المعدن النفيس لتحقيق ثاني مكاسب فصلية على التوالي، بارتفاع 8.6% حتى الآن.
وتخطى الذهب مستوى 2000 دولار بعد الانهيار المفاجئ لبنكين أميركيين في وقت سابق من الشهر، ما أثار رهانات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد يوقف رفع أسعار الفائدة لتجنب تداعيات أوسع لاضطراب النظام المصرفي العالمي. ومع أن الذهب يعتبر تحوطا وسط الضبابية الاقتصادية، تميل المعدلات الأعلى للفائدة إلى إضعاف جاذبيته لأنه لا يدر عائدا. لكن الأسعار تراجعت بعد فترة وجيزة بسبب تدخل السلطات بإجراءات للإنقاذ.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 23.87 دولارا، واستقر البلاتين أيضا على 986.12 دولارا، بينما نزل البلاديوم 0.5% إلى 1457.39 دولارا.
برميل النفط يكسب 6% هذا الأسبوع
إلى ذلك، تراجعت أسعار النفط قليلا في التعاملات الآسيوية صباحا، إذ خيمت الضبابية في ما يتعلق ببيانات اقتصادية أميركية تصدر اليوم الجمعة على ارتفاع المعنويات إزاء الطلب الصيني واضطرابات محتملة في إمدادات الشرق الأوسط. وبحلول الساعة 04:15 بتوقيت غرينتش، تراجع سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت 19 سنتا، أو 0.24%، إلى 79.08 دولارا. وبذلك يكون قد صعد نحو 6% هذا الأسبوع. ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي سنتا واحدا، أو 0.01%، إلى 74.36 دولارا، بعدما ارتفع نحو 8% هذا الأسبوع.
وارتفعت الأسعار هذا الأسبوع بفضل التفاؤل بشأن التعافي الاقتصادي في الصين. وتتجه أسعار النفط إلى تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي بعدما أثار أكبر إخفاق مصرفي منذ الأزمة المالية لعام 2008 قلق التجار وأدى لاضطراب الأسواق. وتراجعت حدة المخاوف من حدوث أزمة مصرفية عالمية بعد إنقاذ بنكين في الولايات المتحدة وأوروبا.
أفضل أداء للأسهم اليابانية في شهرين
وفي طوكيو، ارتفع المؤشر نيكاي الياباني، اليوم الجمعة، آخر أيام التداول في السنة المالية بالبلاد، وسجل أفضل أسبوع له في شهرين بعدما عزز انحسار المخاوف من أزمة مصرفية وتراجع الين معنويات المستثمرين. وأنهى نيكاي اليوم مرتفعا 0.93% عند 28041.48 نقطة ليظل بذلك فوق حاجز 28 ألف نقطة. وكان قد بلغ 28124.62 في التعاملات المبكرة بارتفاع 1.23% و342 نقطة عن الإغلاق السابق.
وزاد نيكاي 2.4% على مدى الأسبوع في أكبر ارتفاع منذ 27 يناير/كانون الثاني. وقفز 7.46% خلال الربع مسجلا أفضل أداء منذ نهاية عام 2020. وأغلق المؤشر توبكس الأوسع نطاقا على ارتفاع 1.02% عند 2003.5 نقاط بعدما تجاوز حاجز الألفي نقطة للمرة الأولى منذ 13 مارس/آذار. وارتفع 2.46% هذا الأسبوع مسجلا أكبر ارتفاع له في شهرين.
وفي أوروبا، ارتفعت الأسهم اليوم لأعلى مستوى في نحو 3 أسابيع مدعومة بنتائج إيجابية من شركة التجزئة العملاقة "إتش اند إم"، ومع موجة صعود للأسهم الأميركية غذاها انحسار المخاوف بشأن القطاع المصرفي العالمي. وزاد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.1%، ليسجل أعلى مستوياته منذ 10 مارس 2023، مقتفيا أثر تعافي الأسواق العالمية، فيما قفز قطاع العقارات في أوروبا 3.7%.
وارتفع مؤشر القطاع المصرفي 1.5% إلى أعلى مستوياته في أسبوع مع حماسة المستثمرين بعد بيع أصول بنك سيليكون فالي الأميركي المنهار واستحواذ "يو.بي.إس" على بنك "كريدي سويس" المتعثر.