أسواق كابول شبه معطلة بعد الانسحاب الأميركي

01 سبتمبر 2021
أزمات أسواق كابول تتواصل (Getty)
+ الخط -

خرجت القوات الأميركية، ليلة الإثنين، بالكامل عن مطار "حامد كرزاي" الدولي، في كابول، واحتفلت حركة طالبان، وجميع شرائح البلاد بشكل كبير بهذه المناسبة. لكن التحولات الأخيرة في البلاد والتبعات الثقيلة لها ما زالت ترهق الأفغان وتثقل كاهلهم، لا سيما ما يدور في السوق الذي يهم المواطن الأفغاني بالدرجة الأولى.

وشهدت كابول فتح بعض البنوك أبوابها صباح الثلاثاء، ليسحب المواطنون بعض الأموال من حساباتهم، تبعاً للآلية التي رسمتها "طالبان" والتي تنص على ألا يخرج المواطن من حسابه أكثر من 200 دولار كلّ أسبوع واحد، أو أكثر من 20 ألف أفغانية، لكنّ الطوابير كانت طويلة وسط عملية البحث عن مصرف مفتوح.

وذهب رقيب الله، أحد سكان كابول في الصباح الباكر ليسحب 20.000 أفغانية من حسابه في "عزيزي بنك" لكنه وجد أن البنك لم يفتح سوى الفرع الرئيسي فقط، كما وجد أمامه طوابير من الناس، ويعلق: "كانت العملية صعبة". ويذكر أنه وقف لساعات طويلة كي يحصل على المبلغ. يقول رقيب الله لـ"العربي الجديد" إنّ الأفغان يعانون من أزمة مالية كبرى، إذ تتفاعل أزمة البنوك مع أزمة غلاء الأسعار. ويضيف: "أخذت النقود التي سحبتها من البنك كلها وذهبت لتسديد الديون، حتى أتمكن من الاقتراض مجدداً، إذ إن البنك لا يمكن أن يسمح لي بالسحب قبل أسبوع". ورغم المشاكل الكثيرة التي تحيط بعملية البنوك، فتح بعضها أبوابه، لكنّ أسواق الصيرفة ما زالت مغلقة، وهو ما عرقل التجارة إلى حد كبير في كابول خصوصاً وفي أفغانستان عموماً.
في هذا الشأن، يقول محمد منير، أحد تجار الأقمشة في كابول لـ"العربي الجديد": "منذ عشرة أيام أحضر كل يوم إلى السوق وأفتح الدكان، لكنّ الزبائن اختفوا إذ ليست لديهم سيولة بسبب عدم صرف الرواتب وأزمة البنوك". ويذكر أنّ "التجار في الأقاليم الذين يأخذون منا الأقمشة ويبيعونها في الولايات ينتظرون كذلك فتح أسواق الصيرفة". ويشير منير إلى أن نقابات التجار والصرافين يلتقون بقيادات "طالبان" التي تعدهم بحلّ المشاكل، لكن ليست لدى الحركة دراية بالتعامل مع الوضع الاقتصادي والتجاري في البلاد. ويصف ما يحدث في البلاد بأنّه "ضربة قوية لاقتصاد أفغانستان وللتجار على وجه الخصوص".

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

لم تكن معاناة المواطن العادي أقل من معاناة التجار والمودعين في البنوك، إذ ثمة ظاهرة جديدة تشهدها العاصمة الأفغانية، وهي عرض المواطنين أثاث منازلهم للبيع، بعضهم يبيع بدافع الحاجة لشراء قوت أولاده وآخرون يبيعون الأثاث لأنهم يريدون الهروب من كابول التي باتت الحياة فيها لا تطاق. في هذا الصدد، يقول نصر الله، وهو صاحب دكان متخصص في تجارة الأثاث في منطقة بروزه تيمني لـ"العربي الجديد": "هناك إقبال كبير على المتجر هذه الأيام. وبالتالي ما زال الغموض يحيط بمستقبل أفغانستان الاقتصادي".
ويلاحظ مواطنون أنّ حركة طالبان تطلق الكثير من الوعود بشأن انفراج الأزمات المالية والمعيشية التي تضرب العاصمة، لكنّها في المقابل تقدم القليل من الحلول حتى الآن.

المساهمون