أسواق الحبوب تتنفس الصعداء...هل يستمر التفاؤل؟

02 اغسطس 2022
زيلينسكي يتابع اجراءات تصدير القمح الأوكراني (الأناضول)
+ الخط -

تنفست أسواق الحبوب العالمية الصعداء مع مغادرة أول سفينة تحمل حبوباً من أوكرانيا ميناء أوديسا أمس الاثنين، بعد خمسة أشهر من الحصار الروسي الخانق الذي حال دون تصدير القمح الأوكراني، وهو ما ساهم في تصاعد أزمة الغذاء وزيادة أعداد الجوعى والمشردين حول العالم.

تراجعت أسعار القمح والذرة الشامية وغيرها من السلع الغذائية بعدما شهدت قفزات قياسية مع إعلان الحكومة الأوكرانية أمس، أنّ 16 سفينة محملة بالحبوب تنتظر دورها لمغادرة موانئ أوديسا متجهة نحو الأسواق التصديرية، وأنّ هناك سفناً أخرى يجري شحنها بالغلال.

زادت الآمال بحدوث انفراجة في أزمة الغذاء، خصوصاً أنّ أوكرانيا واحدة من أكبر مصدري الحبوب في العالم

انخفاض أسعار الحبوب لا يقتصر تأثيره فقط على الأسعار والأسواق والمستهلك، بل يقلل من فاتورة الواردات لبعض الدول المستوردة ويخفف من تضخم أسعار الغذاء التي عمقت عجز الموازنات العامة وضغطت على موارد النقد الأجنبي والاحتياطيات النقدية.

ومع التطور الأخير زادت الآمال بحدوث انفراجة في أزمة الغذاء العالمية وأسعار القمح وغيره من المحاصيل، خصوصاً أنّ أوكرانيا تعد واحدة من أكبر مصدري الحبوب في العالم، بل يطلق عليها اسم سلة غذاء أوروبا.

كما أعلنت أوكرانأنّها تسعى لتوفير كميات ضخمة من القمح للأسواق خلال شهور قليلة عبر تصدير 20 مليون طن من إنتاجها من الحبوب، والبالغة قيمتها نحو 10 مليارات دولار، بموجب اتفاق إسطنبول الذي أبرم، الشهر الماضي، بين موسكو وكييف، برعاية تركيا والأمم المتحدة.

أسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تعد من أبرز المستفيدين من التطورات الإيجابية الأخيرة التي أعادت القمح الأوكراني إليها، ولمَ لا؟!

فالدول العربية تحتكر وحدها نحو 25% من صادرات القمح العالمية، والعرب يعتمدون على الخارج للحصول على القمح والغذاء.

مصر في مقدمة المستفيدين باعتبارها أكبر مستورد للقمح والزيوت في العالم، وتستورد وحدها 10.6% من مجموع صادرات القمح العالمية.

تونس التي تعاني من فوضى مالية وسياسية تحلّ في مرتبة متقدمة، وكذا الجزائر التي تصنف على أنّها سادس أكبر مستورد للحبوب في العالم، إذ أنها تستورد 3.3% من مجموع صادرات القمح. أيضاً المغرب والأردن والعراق وليبيا والسودان وسورية واليمن ودول الخليج من بين المستفيدين.

أسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تعد من أبرز المستفيدين من التطورات الإيجابية الأخيرة التي أعادت القمح الأوكراني إليها

الوضع في لبنان كارثي لناحية الأمان الغذائي وقارب على الجوع الجماعي مع اختفاء الخبز وانتشار ظاهرة طوابير الذل الطويلة أمام المخابز.

ولذا فإنّ لبنان واحد من أبرز المستفيدين من استئناف شحنات الصادرات الغذائية التجارية من ثلاثة موانئ أوكرانية رئيسية على البحر الأسود هي أوديسا وتشيرنومورسك ويوجني، خصوصاً أنّ أول شحنة حبوب أوكرانية غادرت ميناء أوديسا، صباح أمس الاثنين كانت باتجاه ميناء طرابلس اللبناني، وتحمل 26 ألف طن من الذرة، وهذه الكمية تروي مخابز لبنان العطشى للحبوب.

بشكل عام، تعزز الشحنات الأوكرانية من الحبوب الآمال في تخفيف أزمة الغذاء لملايين الجوعى والفقراء في جميع أنحاء العالم، رغم أنّ استمرار الحرب والجفاف والشكوك حول مدى التزام روسيا باتفاقية إسطنبول الخاصة باستئناف صادرات الحبوب لا تزال تعكر صفو الدول المستوردة القلقة على أمنها الغذائي، لا سيما مع وجود تضخم جامح في العديد من دول العالم امتد للسلع الشعبية وفي مقدمها الغذاء والوقود.

المساهمون