استأنفت أسهم شركات التكنولوجيا ارتفاعها، الخميس، بعد ثلاثة أيام من التراجع، ليشهد مؤشرا ناسداك وإس أند بي 500 أول أيامهما الرابحة في أسبوع، في ما اعتبر إشارة جديدة على عدم تصديق الأسواق توقعات رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، برفع الفائدة مرتين هذا العام.
وخلال تعاملات يوم الخميس، وبالتزامن مع صدور العديد من البيانات ذات الدلالات المتباينة عن الاقتصاد الأميركي، قفز مؤشر ناسداك بما يقرب من 1%، وأضاف مؤشر إس أند بي 500 أكثر من ثلث النقطة المئوية لقيمته، بينما أنهى مؤشر داو جونز الصناعي اليوم في المنطقة الحمراء، وإن بأقل نسبة مئوية تمكن خسارتها.
وقال كبير استراتيجيي الأسهم في "يو إس بنك" لإدارة الثروات تيري ساندفين، لشبكة "سي إن بي سي" الاقتصادية "يبدو أنّ الأسهم في وضع الإيقاف المؤقت، فلعبة شد الحبل بين معسكري السوق من المتفائلين والمتشائمين تشير إلى عدم اليقين، وتنبئ بزيادة التقلبات في المستقبل المنظور".
واشترى المستثمرون أسهم بعض شركات التكنولوجيا الكبرى التي تعرضت للضغوط هذا الأسبوع، بعد تصريحات رئيس البنك الفيدرالي التي ألمح فيها إلى احتمالية رفع الفائدة نصفاً بالمائة قبل نهاية العام، لإتمام السيطرة على التضخم.
وأنهت أسهم شركة تصنيع السيارات الكهربائية تسلا اليوم على ارتفاع، على الرغم من تراجعها في بداية التعاملات، متجاهلة قيام ثاني أكبر بنك في وول ستريت بخفض تصنيفها يوم الخميس. وتضاعف سعر سهم الشركة خلال الفترة التي مضت من العام.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسهم "أمازون" بنسبة تزيد عن 4%، وأسهم "مايكروسوفت" بنسبة 1.8%، بينما سجل سهم "آبل" أعلى مستوياته على الإطلاق، متجاوزاً سعر 187 دولاراً للسهم، وبنسبة ارتفاع تجاوزت 1% عند نهاية تعاملات اليوم.
وفي أوروبا، سجلت الأسهم الأوروبية لفترة وجيزة أدنى مستوياتها في ما يقرب من ثلاثة أشهر الخميس، مع هبوط بورصة لندن، بعدما رفع بنك إنكلترا (المركزي) أسعار الفائدة بقدر أكبر من المتوقع.
وأنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات الخميس منخفضاً 0.5% بعدما قلص خسائره التي تجاوزت 1.3% في وقت سابق من اليوم، وسط مخاوف من استمرار البنوك المركزية الكبرى في تشديد السياسة النقدية.
وخسر مؤشر فاينانشال تايمز 100 البريطاني 0.8% بعدما أعلن بنك إنكلترا رفع الفائدة نصف نقطة إلى 5%.
وقال كبير مسؤولي الاستثمار لدى "موني فارم" ريتشارد فلاكس، لـ"رويترز": "لا يزال التصدي للتضخم هو الالتزام الراسخ لبنك إنكلترا، في حين أن المستهلكين يتعرضون لضغوط من الناحيتين؛ أزمة تكلفة المعيشة من ناحية، وارتفاع تكلفة قروض الرهن العقاري من الناحية الأخرى، نتيجة رفع أسعار الفائدة".
ورفع البنكان المركزيان السويسري والنرويجي أسعار الفائدة الرئيسية، مما يبرز المخاوف من التضخم على مستوى العالم.
وعبر بعض مسؤولي البنك المركزي الأوروبي عن آراء مماثلة أمس، حيث قالوا إن التضخم عنيد بمنطقة اليورو، وإن احتواءه ربما يتطلب بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة ممتدة.
وتراجع مؤشر القطاع المصرفي 1.9%، مسجلاً أسوأ أداء يومي له في نحو شهر.
وانخفض مؤشر قطاع السيارات الأوروبي 1.2%.
وتراجعت أسهم دويتشه بنك 1.4%، بعدما قال مصدر مطلع إنّ البنك يخطط للاستغناء عن 10% من موظفي عمليات التجزئة المصرفية في ألمانيا، البالغ عددهم 17 ألفاً، خلال السنوات القليلة المقبلة، في إطار خطة لتقليل النفقات.
وعلى نحو متصل، تراجعت أسعار النفط بنسب تدور حول 4%، رغم أن إدارة معلومات الطاقة الأميركية قالت، الخميس، إن مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة سجلت انخفاضاً مفاجئاً الأسبوع الماضي. لكن توجهات البنوك المركزية الخاصة بالإبقاء على معدلات الفائدة المرتفعة فرضت كلمتها، وأوحت للمتعاملين بتراجع الطلب على الخام، خلال الفترة المقبلة.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.98 دولار، أو 3.86%، لتبلغ 74.14 دولاراً للبرميل، بينما خسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي 3.02 دولار، أو 4.16%، لتبلغ 69.51 دولاراً للبرميل عند التسوية.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إنّ مخزونات النفط الخام انخفضت 3.8 ملايين برميل، إلى 463.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 16 يونيو/ حزيران، مرجعة السبب في ذلك إلى ارتفاع الطلب على التصدير، وتراجع الواردات.