أسعار الغاز تواصل الارتفاع وسط شح الإمدادات الروسية

23 اغسطس 2022
ارتفعت أسعار الغاز مع احتمالات وقف مؤقت للإمدادات الروسية (فرانس برس)
+ الخط -

تواصل أسعار الغاز الطبيعي ارتفاعها إلى مستويات عالية للغاية الثلاثاء، مدفوعة باحتمال انقطاع مؤقت في توريد الغاز الروسي عبر نورد ستريم 1، مما أثار مخاوف حيال الاقتصاد.
وفي حوالي الساعة 15:30 بتوقيت غرينتش، تمّ تداول العقود الآجلة لغاز "تي تي إف" الهولندي، الغاز الطبيعي المرجعي في أوروبا، بسعر 269,995 يورو للميغاواط/ساعة، أي بانخفاض طفيف بنسبة 2.44 بالمائة.

في اليوم السابق، بلغ ذروته عند 295 يورو للميغاواط/ساعة. وارتفع سعر نظيره البريطاني أيضًا، ليسجل الاثنين 567.98 بنسًا للوحدة الحرارية، وفق المقياس البريطاني.
لم تُسجل مثل هذه الأسعار منذ آذار/مارس، عندما تم دفع الغاز الطبيعي الأوروبي والبريطاني إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.

قد يصل التضخم في المملكة المتحدة إلى 18.6 بالمائة في أوائل عام 2023 بسبب الارتفاع المتوقع في فواتير الطاقة، مدفوعة بأسعار الغاز المرتفعة للغاية، وفقًا لدراسة أجراها بنك سيتي الأميركي.

وفي الولايات المتحدة، واصل الغاز ارتفاعه الثلاثاء وبلغ ذروته عند 10.028 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، مسجلا رقما قياسيا منذ 14 عامًا.
واعتبرت تاماس فارغا المحلّلة لدى "بي في ام انرجي" أن "الغاز الطبيعي سلاح أكثر فاعلية في أيدي السياسيين الروس من سلاح الكلاشنيكوف في أيدي جنودهم".

وارتفعت أسعار الغاز بفعل شركة غازبروم الروسية العملاقة التي أعلنت الأسبوع الماضي توقف شحناتها من الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 لمدة ثلاثة أيام، من 31 آب/أغسطس إلى 2 أيلول/سبتمبر، بسبب "الصيانة".

الغاز يضغط على أسهم أوروبا

وتراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الثلاثاء، موسعة سلسلة خسائرها لثالث جلسة مع قلق المستثمرين حيال زيادات حادة في أسعار الطاقة وتوقعات اقتصادية ضعيفة بعد بيانات أظهرت انكماش نشاط الشركات في منطقة اليورو هذا الشهر.
وأنهى المؤشر ستوكس 600 جلسة التداول منخفضا 0.4 بالمائة ليهبط لأدنى مستوى في حوالي شهر.
وأظهر مسح أن نشاط الشركات في منطقة اليورو انكمش لثاني شهر على التوالي في أغسطس/ آب بينما أجبرت أزمة تكلفة المعيشة المستهلكين على خفض الإنفاق في حين ألحقت قيود الإمدادات ضررا بالمصنعين.

تخزين الغاز بألمانيا مكتمل بنسبة 80% 

أصبحت منشآت تخزين الغاز الطبيعي في ألمانيا ممتلئة الآن بأكثر من 80%، مما يظهر تقدما مطردا على الرغم من الانخفاض الحاد في عمليات التسليم من روسيا وسط الحرب في أوكرانيا.
ووصل معدل تخزين الغاز في أضخم اقتصاد في أوروبا إلى 80.14 بالمائة من السعة الإجمالية، وفقا لأرقام وزارة الصناعة الصادرة اليوم الثلاثاء.
وكتب كلاوس مولر، رئيس وكالة الشبكة الاتحادية وهي الهيئة المنظمة لشؤون الطاقة في ألمانيا، على حسابه على تويتر أن منشآت التخزين "يتم ملؤها بشكل مطرد"، لكنه حذر من أن يؤدي التوقف المخطط لمدة ثلاثة أيام للتسليم عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 من روسيا الأسبوع المقبل إلى تقويض هذه الجهود بشكل مؤقت.
وبلغت سعة التخزين في البلاد نحو 56 بالمائة عندما بدأت شركة الطاقة الروسية المملوكة للدولة غازبروم بقطع الإمدادات عبر نورد ستريم 1 في منتصف يونيو/ حزيران. وتذرعت بمشاكل فنية وصفتها السلطات الألمانية بأنها محاولة لاستخدام الغاز كسلاح سياسي.
جرى تشغيل نورد ستريم 1 في الأسابيع الأخيرة بنسبة 20 بالمائة من سعته القصوى، قبل ان تعلن غاز بروم مرة أخرى إغلاق خط الأنابيب في الفترة من 31 أغسطس/ آب إلى 2 سبتمبر/ أيلول بسبب ما قالت إنه "صيانة روتينية" في محطة ضغط.
من جانبها، قالت شركة يونيبر، أكبر مستورد للغاز الروسي في ألمانيا، للمرافق أمس الاثنين، إنها ستبدأ إنتاج الكهرباء للسوق في محطتها هايدن 4 التي تعمل بالفحم لأن وقفا لمدة ثلاثة أيام في إمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا قد يتسبب في تعطلات لإمدادات الكهرباء.
وأضافت الشركة في بيان أن هايدن 4 ستبدأ إنتاج الكهرباء من 29 أغسطس/ آب حتى 30 إبريل /نيسان 2023. 

النرويج تتطلع إلى زيادة إنتاج الغاز  

وفي السياق، قال تيري أوسلاند وزير الطاقة النرويجي اليوم الثلاثاء إن بلاده تعتزم الحفاظ على مستوى إنتاجها المرتفع من الغاز حتى نهاية العقد الحالي في الوقت الذي تعتزم فيه أوروبا التخلي عن الواردات الروسية بسبب غزو موسكو لأوكرانيا.
وأضاف أوسلاند في مقابلة مع وكالة رويترز: "أتوقع أن نتمكن من الحفاظ على مستويات الإنتاج التي نحن عليها الآن حتى 2030".

وقال: "نرى أن هناك مشاريع وخططا للتطوير والتشغيل قادمة الآن يمكن أن تساعد في الحفاظ على كميات الغاز المرتفعة في المستقبل".
ومن المتوقع أن تنتج النرويج نحو 122 مليار متر مكعب من الغاز هذا العام، وفقا لتوقعات رسمية صدرت في مايو/ أيار، بزيادة قدرها ثمانية بالمائة عن عام 2021، وربما يتجاوز الرقم القياسي المسجل قبل خمس سنوات.
وتوقعت مديرية البترول النرويجية في يناير/ كانون الثاني أن يصل إنتاج الغاز إلى 118 مليار متر مكعب في عام 2026، أو دون المستويات الحالية.
والنرويج هي الآن أكبر موًرد للغاز إلى أوروبا، وفقا لبيانات رفينيتيف ايكون، متجاوزة روسيا التي خفضت شحنات الغاز.


(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون