استمع إلى الملخص
- مربي الدواجن يواجهون تحديات كبيرة بسبب الأمراض، حيث أوضح الطبيب البيطري لؤي جمعة أن مرض "برونشيت" يصيب الجهاز التنفسي للدواجن ويعالج باللقاحات والأدوية.
- في ناحية الدرباسية، شهدت محال الفروج إضراباً عاماً احتجاجاً على التسعيرة التموينية، وأطلق نشطاء حملة لمقاطعة شراء الفروج بسبب ارتفاع سعره.
شهدت أسواق إدلب اليوم الأحد ارتفاعا مفاجئا وغير متوقع في أسعار الدجاج دون وجود أسباب واضحة، ما أثار استياء الغالبية العظمى من أفراد الطبقات الوسطى والفقيرة ممن يعتبر الدجاج من أهم المصادر الغذائية الحيوانية لهم. وارتفع سعر الدجاج الحي في إدلب من 1,700 دولار إلى 2,000 دولار للطن الواحد، ما دفع حكومة الإنقاذ لتوضيح السبب، على لسان المدير العام للتجارة والتموين في حكومة الإنقاذ "محمد السليمان"، الذي برر الأمر بقلة المعروض في السوق بسبب مرض "برونشيت" الذي كبد قطاع الدواجن خسائر.
وأضاف السليمان أن الحكومة تعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لخفض وضبط الأسعار، ومتابعة بيع المواد بما فيها الدجاج في الأسواق لحين عودة الأسعار لطبيعتها، مؤكداً على ضرورة الإبلاغ عن أي حالة غش أو احتكار لأي مادة عبر أرقام الشكاوى المنتشرة على الحساب الرسمي لوزارة الاقتصاد والموارد.
وقال سامي البكور أحد مربي الدواجن في معرة مصرين إن ارتفاع الأسعار مرتبط بالأمراض المتعددة التي تعرضت لها الدواجن وأدت لنفوق أعداد كبيرة منها، وهو ما أدى لنقص الكميات في الأسواق وزيادة الطلب على الدجاج المعروف محليا بـ"الفرّوج"، وساهم بارتفاع أسعاره. وأوضح أن مربي الدواجن يواجهون العديد من التحديات والصعوبات في السيطرة على الأمراض التي تصيب الدجاج دون وجود أي مساندة أو دعم من أي جهة، وهو ما كبدهم خسائر كبيرة.
وقال الطبيب البيطري لؤي جمعة لـ"العربي الجديد" إنه "مرض فيروسي ينتقل بالهواء ويصيب الجهاز التنفسي عند الدواجن، ومدة حضانة هذا المرض قصيرة تتراوح بين 15 - 36 ساعة كما أن مدة المرض من 2 ـ 6 أيام. وأوضح أن المرض يظهر فجأة وينتشر بالعدوى ويكون أكثر تأثيرا في الصيصان الصغيرة من الطيور البالغة، وأنه يصيب دجاج اللحم أكثر من الدجاج المنتج للبيض، ويظهر على شكل أعراض تنفسية، وغالباً ما يعالج المرض باللقاحات وبعض الأدوية التي توضع في مياه شرب الطائر.
بدوره، يرى فؤاد السيد، وهو نازح مقيم في سرمدا، أن غلاء الفرّوج المفاجئ لا يرتبط بانتشار الأمراض أو قلة أعداده بحسب رواية الإنقاذ بقدر ما هو مرتبط بالشركات المسيطرة على سوق الدواجن في إدلب، وأهمها اليمامة والمراعي اللتان تحددان أسعار الفرّوج وفق أهوائهما ومصالحهما، وبعيداً عن أي رقابة من المعنيين. ودعا السيد للعمل على تحديد أسعار الفرّوج وكافة المواد الغذائية، منعاً للاحتكار والاستغلال، خاصة وأن السوق يشهد فوضى كبيرة وأسعار السلع تختلف باختلاف المحلات والأماكن، بينما يكون المستهلك الضحية الوحيدة. وأشار إلى أن معظم المدنيين، سواءٌ النازحون أو المقيمون يعانون الفقر وضيق الحال، مضيفاً: "لا طاقة لنا على شراء أنواع اللحوم الأخرى لغلائها، حيث يشكل الدجاج الملاذ الوحيد لنا وسط الفقر وقلة مصادر الدخل، غير أن غلاءه الأخير حرمنا شراءه أيضاً".
وفي شمال شرق سورية حدث إضراب عام لمحال الفرّوج في ناحية الدرباسية شمال الحسكة رفضا لإلزامهم بالتسعيرة التموينية المحددة بـ32,000 ليرة سورية، وأوضح أصحاب المحال أن هذه التسعيرة لا تغطي التكاليف مطالبين برفعها إلى 42,000 ليرة سورية. ومن جانب آخر، أطلق نشطاء في الحسكة حملة لمقاطعة شراء الفرّوج على وسائل التواصل الاجتماعي، نظراً لارتفاع سعره.
وتجاوز سعر كيلو الدجاج في مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" عتبة الـ42 ألف ليرة سورية، بعد أن كان يتراوح بين 28 و30 ألف ليرة سورية. وقال آزاد تمو وهو تاجر ومربي دواجن لـ"العربي الجديد" إن "سعر الكيلو ارتفع بسبب زيادة الطلب نظرا لنقص المعروض بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة ونفوق أعداد الصيصان في المداجن". وتابع أن "ارتفاع درجات الحرارة يؤثر أيضاً على البيض والمفاقس، كونهم يستوردون الصيصان من خارج مناطق سيطرة الإدارة الذاتية من حماة ومنبج وحلب، والحرارة العالية تفسد وتمنع البيضة من أن تكتمل لتنتج صوصاً، حيث يتراوح سعر الصوص بين 80 سنتاً ودولار أميركي واحد.
(الدولار الأميركي = 15200 ليرة سورية في إدلب)