- يواجه الإنتاج الإسرائيلي للأسماك تحديات بسبب الاعتماد الكبير على الاستيراد، مع ضآلة الإنتاج المحلي مقارنة بالاحتياجات، مما يدفع التجار للبحث عن أسواق بديلة مثل اليونان وقبرص.
- تفاقمت موجة الغلاء في أسعار الأسماك بالفعل منذ العام الماضي، مع زيادة أسعار سمك السلمون بنحو 50%، وتأثرت أسعار البوري والدنيس بشكل كبير، مما يعكس تحديات كبيرة أمام المستهلكين والمزارعين الإسرائيليين.
قفزت أسعار الأسماك الطازجة في إسرائيل بنسبة 20% بعد قرار تركيا مطلع مايو/أيار الجاري وقف التجارة مع الإسرائيليين في إطار إجراءات احتجاجية على منع سلطات الاحتلال وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. يأتي سمك البوري والدنيس بشكل رئيسي من تركيا.
وبحسب فاعلين في قطاع الصيد فإن الإنتاج الإسرائيلي ضئيل جداً مقارنة باحتياجات المستهلكين، الأمر الذي يدفع التجار إلى الاستيراد من أسواق بديلة منها اليونان وقبرص، لكن الأمر سيستغرق وقتاً. وفي أعقاب قرار المقاطعة التركية، أبلغ المستوردون سلاسل التسويق أن الأسماك ستصبح أكثر تكلفة بنحو 20%، فضلا عن تأخر الواردات. وتأتي هذه الزيادات لتفاقم موجة الغلاء التي طاولت الأسماك بالأساس منذ العام الماضي، حيث قفزت أسعار سمك السلمون بنحو 50%.
ويباع سمك البوري الطازج الكامل في سلاسل التسويق حالياً بسعر يتراوح بين 45 و50 شيكلاً (بين 12.2 دولارا و13.5 دولارا) للكيلوغرام الواحد، فيما يُعرض سمك الدنيس الآن بما يصل إلى 80 شيكلاً للكيلوغرام، بينما كان يباع بأقل من 60 شيكلاً، في حين وصل سعر الفيليه (شرائح) منه إلى نحو 100 شيكل للكيلوغرام.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها، أن قفزات الأسعار تأتي في وقت لا يلبي الإنتاج المحلي حاجة الأسواق، بعدما تسبب الاستيراد الواسع في تراجع إنتاج مزارع الأسماك في إسرائيل خلال السنوات الماضية، مشيرة إلى أنه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي احتج أصحاب مزارع الأسماك على استمرار الاستيراد من تركيا.
ووفقا لبيانات الرسمية، بمجرد أن بدأت إسرائيل في سبتمبر/أيلول 2022 خفض الرسوم الجمركية على استيراد الأسماك من 7.5 شواكل للكيلوغرام الواحد إلى 5 شواكل، ارتفع حجم واردات الدنيس الطازج إلى إسرائيل إلى ما بين أربعة آلاف إلى خمسة آلاف طن سنوياً من تركيا، وهناك أيضاً واردات من اليونان وقبرص، لكنها قليلة نسبياً. بينما يبلغ إجمالي الاستهلاك في إسرائيل ستة آلاف طن سنوياً، منها ما بين 500 و700 طن فقط إنتاج محلي حالياً، بينما كان الإنتاج قبل الاستيراد يبلغ حوالي ثلاثة آلاف طن من سمك الدنيس. ويمثل الإنتاج المحلي من سمك الدنيس أقل من 10% من احتياجات السوق في الوقت الحالي.
وقد زاد الاستهلاك السنوي للأسماك الطازجة في السنوات الأخيرة وتضاعف تقريباً، في حين انخفض الإنتاج المحلي، مما يجعل الضرر الواقعي على المزارع الإسرائيلية كبيراً جداً، وفق يديعوت أحرونوت، التي أشارت إلى الاستيراد الواسع لم يخفض الأسعار، لافتة إلى أن الأسعار كانت تتراوح في عام 2022 بين 56.3 شيكل و63 شيكلاً للكيلوغرام الواحد من الدنيس الطازج. وفي عام 2023 حتى إبريل/ نيسان من العام الجاري تراوحت الأسعار بين 61 و62.4 شيكلا لكل كيلوغرام، أي أن الاستيراد لم يساعد المستهلك من حيث السعر، ولكن من حيث الكميات فقط.